من هو أبو حامد الغزالي؟

هو فقيه، وفيلسوف مسلم، وأحد أعلام عصره، وأشهر علماء المسلمين في القرن الخامس الهجري.


وهو زين الدين أبو حامد محمد بن محمد بن أحمد الطوسي الغزالي، أحد أهم أعلام عصره، وأحد أشهر علماء المسلمين، ومجدد علوم الدين الإسلامي في القرن الخامس الهجري، كان يتبع المذهب الشافعي، والطريقة الصوفية، وهو أحد مؤسسي المدرسة الشعرية السنية في علم الكلام، وقد كان للغزالي الأثر الكبير والواضح في العديد من العلوم، مثل: الفلسفة، والفقه الشافعي، وعلم الكلام، والتصوف، والمنطق، كما ألف عشرات الكتب في هذه العلوم، وقد بذل جُل جهده وعلمه في سبيل دينه، ودعوته، ودفاعًا عن هوية أمته، وترك تراثًا علميًا ضخمًا، لا يزال يُدرس إلى عصرنا هذا.[١][٢]


مولد أبي حامد الغزالي ونشأته

ولد الإمام الغزالي في مدينة طوس في إقليم خراسان، في بلاد فارس عام 450 هجريًّا، ولقب بالغزالي نسبةً إلى قرية صغيرة تسمى غزالة، كما قيل أيضًا بأن الغزالي جاءت من حرفة والده، إذ كان يعمل في غزل الصوف، وكان والده فقيرًا، وأمي القراءة والكتابة، ويعمل في غزل الصوف وبيعه، وكان له ولدان، هما؛ الإمام محمد الغزالي، وأحمد، وقبل أن توافيه المنية أوصى بابنيه إلى أحد أصدقائه الصوفيين، وأعطاه بعض المال لينفقه على تعليمهما، وقد أدى الرجل هذه الأمانة إلى أن نفد المال، فأرسلهما إلى إحدى المدارس التي كانت تكفل طلاب العلم فيها، فكان ذلك السبب في علو درجتهما.[٣]


ثقافة أبي حامد الغزالي وتعليمه

بدأ الغزالي طلب العلم منذ صغره في عام 465 هجريًا، إذ درس الفقه في طوس على يد الشيخ أحمد الراذكاني، ثم انتقل إلى مدينة جرجان، وهناك تلقى العلم على يد الشيخ أبي نصر الإسماعيلي، ثم عاد إلى طوس مرةً أخرى، وفي عام 473 هجريًا رحل الغزالي إلى نيسابور، وهناك لازم إمام الحرمين أبا المعالي الجويني، وتلقى على يديه علوم فقه الشافعية، وفقه الخلاف، وأصول الفقه، وعلم الكلام، والمنطق، والفلسفة، وقد ألف الغزالي في هذه الفترة كتابه (المنخول في علم الأصول).[٢]


وقد انتقل الغزالي بعد وفاة معلمه الجويني إلى بغداد، والتحق بمجلس الوزير السلجوقي نظام الملك في منطقة المعسكر، والذي كان يجمع العلماء فيه، فناظرهم الغزالي جميعًا وغلبهم، فعينه الوزير مدرسًا في المدرسة النظامية في بغداد، وقد ذاع صيته في الآفاق، وقصده طلاب العلم من جميع البلدان.


وقد اهتم الغزالي أثناء وجوده في بغداد بالفلسفة، فطالع الكثير من المصنفات المتعلقة بها، وألف خلال هذه الفترة كتابيه (مقاصد الفلاسفة)، و(تهافت الفلاسفة)، ثم اعتزل التدريس عام 1095م بعد صراع نفسي شديد لازمه مدة 6 أشهر، واعتنق بعدها الطريقة الصوفية، فغادر بغداد إلى الشام، ثم إلى بيت المقدس، ثم إلى الحجاز، إذ قضى هناك 10 سنوات، أمضاها في الزهد، والتعبد على الطريقة الصوفية، وألف خلالها كتابه الشهير (إحياء علوم الدين)، قبل أن يعود مرةً أخرى إلى التدريس في المدرسة النظامية لمدة سنتين، بناءً على طلب السلطان، ثم عاد بعد ذلك إلى مسقط رأسه طوس، والتي بقي فيها إلى أن وافته المنية.[٤]


الغزالي والفلسفة

عكف الغزالي على دراسة الفلسفة لأكثر من سنتين، إلى أن فهم مبادئها، وتعمق فيها، وأصبح من كبار رجالها، إلا أنّ الغزالي استغل دراسته لها في الرد على الاتجاهات الفكرية المختلفة التي سادت في ذلك العصر، فكان ينقد الفرق الفلسفية المتطرفة التي تهاجم الإسلام، وتشكك فيه بذكاءٍ، وشجاعة، وموضوعية، وكان بذلك أول عالم ديني يتناول الفلسفة بالتحليل التفصيلي والعلمي، كما اعترف بصحة بعض أصناف الفلسفة، فلم يرفض جميع علومها، وإنما حارب تلك التي لها علاقة بالإلهيات فقط، وقد ألف في هذا المجال كتابه (تهافت الفلاسفة)، وقد حارب الغزالي بشكلٍ خاص فرقة الباطنية، وذلك بعد أن انتشرت أفكارهم السياسية والدينية بين الناس، فكان نقده لمذهبهم مبني على أسسٍ علمية.[٥][٦]


كتاب إحياء علوم الدين

يُعد هذا الكتاب من أهم مؤلفات الإمام الغزالي، إذ تناول فيه أحكام الإسلام، وعقائده، وأخلاقه، ويمكن اعتباره موسوعة شاملة تضم كل ما يهم المسلم في أمور الدين، والحياة من حيث العقيدة، والعبادة، والمعاملة، والأخلاق، ومصالح الفرد والجماعة، وهو مقسم إلى 4 أقسام، ومقدمة في العلم.


وقد تميز هذا الكتاب بأسلوب الغزالي الواعظ، والفاهم، والمدرك لأحوال النفوس وخفاياها، ولأمراض القلب الروحية، وقد تعرض هذا الكتاب للنقد من قِبل بعض العلماء، من مثل ابن تيمية، الذي أخذ على الغزالي كثرة ذكره لقصص الصوفية، واستخدامه بعض الأحاديث الضعيفة.[٤]


مؤلفات أبي حامد الغزالي

ألف الإمام الغزالي الكثير من الكتب، والتي بلغت ما يقارب 457 مؤلفاً ما بين كتاب، ورسالة، منها على سبيل الذكر لا الحصر ما يأتي:[٤]

  • الاقتصاد في الاعتقاد.
  • بغية المريد في مسائل التوحيد.
  • إلجام العوام عن علم الكلام.
  • المقصد الأسنى شرح أسماء الله الحسنى.
  • الزندقة فيصل التفرقة بين الإسلام والزندقة.
  • المستصفى في علم أصول الفقه.
  • الوسيط في فقه الإمام الشافعي.
  • معيار العلم في المنطق.
  • بداية الهداية.
  • المنقذ من الضلال.
  • الأربعين في أصول الدين.
  • ميزان العمل.
  • أيها الولد المحب.


وفاة أبي حامد الغزالي

توفي الإمام الغزالي يوم الإثنين 14 جمادى الآخرة من عام 505 هجري، عن عمرٍ يناهز 55 عامًا، ودُفن في مسقط رأسه في طوس.[٣]

المراجع

  1. "حكاية الكتاب التاسع (إحياء علوم الدين) لحجة الإسلام الإمام أبي حامد الغزالي"، الأزهر، 17/8/2020، اطّلع عليه بتاريخ 16/6/2021. بتصرّف.
  2. ^ أ ب محمد جمال امام ، منازل الهدي، صفحة 7-8. بتصرّف.
  3. ^ أ ب علي محمد محمد الصَّلاَّبي، الغزالي، صفحة 9-10. بتصرّف.
  4. ^ أ ب ت يكو بودي هرتنطا، Budi Hartanto_A51208018.pdf العاطفة فـي شعر كتاب "إحياء علوم الدين" للإمام الغزالـي، صفحة 24-25. بتصرّف.
  5. عيسى عبدالله علي، الفلسفة والتصوف في فكر حجة الإسلام أبي حامد الغزالي، صفحة 258-259. بتصرّف.
  6. محمد جمال امام، منازل الهدي، صفحة 16-17. بتصرّف.