من هو أوسكار وايلد؟

هو أديب، وكاتب مسرحي، ورورائي، وشاعر من رواد القرن التاسع عشر الميلادي.


وهو أوسكار فينغال أوفلاهيرتي ويلز وايلد، واسمه المستعار هو "سيباستيان ميلموث"، وهو كاتب ومؤلف روايات ومسرحيات إيرلندي الأصل، اشتهر بروايته الفلسفية "صورة دوريان جراي"، والتي صارت أيقونة أدبية كلاسيكية، بالإضافة إلى إبداعه بالأعمال الكوميدية التي أبهرت جمهوره وأعجبته، كما وكان أوسكار ممثلًا ومجسدًا للحركة الفنية الجمالية، وتبناها ودعمها في أعماله، وهي حركة فكرية برزت في أوروبا خلال زمنه، وتحمل شعار "الفن من أجل الفن"، وقد كان وايلد مثيرًا للجدل في زمنه، خصوصًا في تورطه ببعض القضايا المتعلقة بالمثلية الجنسية، والتي أودت به إلى السجن.[١][٢]


مولد أوسكار وايلد ونشأته

ولد أوسكار وايلد في مدينة دبلن في إيرلندا بتاريخ 16-10-1854م، وكان ينتمي لأسرة أدبية عريقة، فوالده الطبيب ويليام وايلد، والذي كان جراح الأذن والعيون الأبرز في إيرلندا، كما أنه أنتج سلسلة كتب بمواضيع متنوعة، مثل علم الآثار، والفولكلور، وعن الساخر جوناثان سويفت، أما والدته فهي جين فرانسيسكا أغنيس (الليدي وايلد)، وهي شاعرة ثورية وطنية ومهتمة بالفلكلور والأساطير السلتية، وكان لها التأثير الفكري الواضح على ابنها أوسكار، وكان هو الابن الثاني من بين ثلاثة أطفال لوالديه.[٢][١]


مسيرة أوسكار وايلد العلمية والعملية

التحق أوسكار بمدرسة بورتورا الملكية في إنيسكلين، وحظي من بعدها بمنحة دراسية في كلية ترينيتي في دبلن خلال الفترة من عام 1871-1874م، حيث برز ذكائه وأظهر جدارته في الكلاسيكيات، وتم منحه ميدالية بيركيلي الذهبية الإغريقية، وحصل لاحقًا على منحة لدراسة فنون الكلاسيكيات في كلية مودلن في جامعة أكسفورد، خلال الفترة من عام 1874-1878م، ومُنح فيها مرتبة الشرف، وفاز بجائزة نيوديغيت (Newdigate)، على قصيدة طويلة حملت اسم "رافينا"، كما كان أوسكار يصب اهتمامه وتركيزه على الكثافة الجمالية التي يجب أن تسير الحياة تبعًا لها، حتى صار انبهاره غير منقطع على كل ما هو جميل، حتى أن الغرف في أكسفورد المزينة بالتحف الفنية والخزف كانت تجذب أنظاره، وواصل حديثه عن الأهمية الجوهرية للفن في الحياة، مُتأثرًا بتعاليم ودراسات الكتّاب الإنجليز أمثال جون روسكين، وولتر باتر.


ومن هنا أسّس وايلد نفسه بذكاء في محيطه الاجتماعي والفني في مطلع ثمانينيات القرن التاسع عشر، في الوقت الذي كانت فيه الجمالية كانت مدعاة للغضب واليأس للأدباء في لندن، ونشر جملة من القصائد وضحت أمانته لأساتذته منهم جون كيتس، كما ألقى العديد من المحاضرات في كندا وفي الولايات المتحدة في عام 1882، مُصرحًا بعبقريته الفذّة ومتباهيًا بنفسه عند وصوله إلى الجمارك في مدينة نيويورك، ولكن في نفس الوقت كان يُعاني من عداء الصحافة لمظهره الخارجي وطريقة لباسه المخملية الفخمة، لكنه أصرّ على حث الأمريكيين على حب الجمال والفن والرضوخ لهما، وعاد لبريطانيا العظمى لإلقاء محاضراته التي تدور حول انطباعاته عن أمريكا، وتضمنت عدة عناوين منها: الفنون الزخرفية، والمنزل الجميل، والنهضة الإنجليزية، والشعراء الإيرلنديين والشعر في القرن التاسع عشر، وغيرها الكثير.


وتزوج وايلد عام 1884 من كونستانس لويد وأنجب منها طفلين، وأصبح محررًا لمجلة عالم المرأة، وألّف العديد من الروايات والأعمال التي كشفت عن موهبته في الرموز الرومانسية التي وظفها على شكل قصص خيالية، وقدّم سلسلة من الأعمال والمسرحيات الناجحة التي أبرزت وتحدثت بواقعية وصراحة عن الخطيئة والطيش والعار الذي يلحق المرأة، إضافةً للنفاق الفيكتوري، وقد عرّضته صداقته الوثيقة مع اللورد ألفريد دوغلاس لغضب شعبي، فاتهم بالمثلية الجنسية وألقي القبض عليه بتهمة التشهير الجنائي، وأدين وسجن عامين مع الأشغال الشاقة، ثم انتقل إلى فرنسا وبقي فيها حتى وفاته .[٢][١][٣]


أبرز أساتذة أوسكار وايلد

تتلمذ أوسكار وايلد على يد نخبة من الشعراء والأدباء من بينهم:[٢]

  • ألجيرنون سوينبورن.
  • دانتي غابرييل روسيتي.
  • جون كيتس.


أبرز مؤلفات أوسكار وايلد

من أبرز مؤلفات أوسكار وايلد ما يأتي:

  • كتاب الفوضويون: رسم أوسكار صورة أدبية فنية في مسرحيته، مجسدًا فيها ظاهرة سياسية اجتماعية أوروبية أثرت على شخصه وفكره بشدّة، كما أن هذه المسرحية ظهرت للنور قبل فوْرة وتطور المذاهب والمبادئ الاشتراكية إلى شكلها وتعقدها الحالي الحديث، ومن الواضح ملاحظة غزارة المسرحية بالمُجريات والوقائع الروسيّة في أواخر القرن التاسع عشر، عدا عن وجود التلميحات لحوادث في مواقع أخرى، مثل محاولات الاغتيال الفاشلة في نابولي، وبرلين، ومدريد، وربما قد وجد أوسكار شخصية مسرحيته، الروفيسور مارفا، في نظره إلى المعلم سولوفييف، وقد اتخذ فيرا عنوانًا لمسرحيته، تأثرًا بشخصيتها.[٤]
  • رواية شبح كانترفيل: تدور أحداث هذه الرواية حول أشباح إنجليزية رصينة تتصادم مع عائلة أوتيسيس الأمريكية المتوحشة التي تحظى بالمرح، وتقع الأحداث في منزل كانترفيل، الذي يكون على شكل بيت ريفي تقليدي مسكون، يحتوي على الزخارف بالإضافة إلى جدران المكتبة المغطاة بالألواح القوطية والمجموعات الكبيرة من الدروع، ومع مرور الوقت يصبح من المستحيل تجاهل الإشارات المخادعة التي تشير إلى مطاردة "السير سايمون" للمنزل، وذلك باستخدام أدوات الهالوين بشكلها المُتعارف عليه، والتي تشمل بقع الدماء والسلاسل المُظلمة.


وتكمن الحبكة والإثارة والدهشة التي يتفاجأ بها القارئ بأن عائلة أوتيسيس، وهي عائلة أمريكية معاصرة تستمتع وتفرح بالأحداث التي تدور في بيتها دون الشعور بالخوف، على الرغم من جهود "السير سايمون" ومحاولاته اليائسة في تغيير الزي واستخدام مزيل البقع لتنظيف بقع الدم جنبًا إلى جنب مع الزيت لمنع صلصلة السلاسل، وتحدث مواجهة بين الأشباح الفقراء الذين يتعرضون للعديد من المقالب من قبل التوأمتين الصغيرتين في العائلة، وقد كتب الأديب أوسكار وايلد الرواية عام 1887م، ولكنها لا تزال تحظى بشعبية كبيرة رغم قدمها، كما أنها تحولت إلى فيلم سينمائي ناجح في عام 1944 م، وتوالت من بعده الأفلام الأخرى.[٥]


رواية صورة دوريان جراي

تتماثل صورة جراي الحياتية وإن كانت من جهة بعيدة في هذا الكتاب مع المؤلف العبقري أوسكار وايلد، الذي اشتهر بأسلوبه الشخصي الفريد من نوعه، وبشعره الطويل وملابسه الزاهية والحديثة، وبآرائه المسلية التي أكسبته محبة الكثيرين وعداء البعض وعرّضته لتهزئتهم، وتُمثل هذه الرواية رؤية ساخرة للغرور والرفاهية، والرغبات العمياء، فهي قطعة فنية مليئة بحس فكاهي ساخر بالإضافة إلى التهكّم القاتم، ومن جهة أخرى، فهي استعراض صريح لكل القبح الموجود في البشر خاصةً عندما يتعالون على أحكام الطبيعة، إذ إن طلب الجمال الدائم والثروة هو طريق حتميّ إلى الجحيم.


وفي الرواية يرسم الرسام باسيل هولوورد صورة دوريان جراي وهو شاب وسيم، فيرى أن صورته تُمثل أهم عمل في حياته، أما عن جراي فقد كان يتمنى بشكل مُرعب أمنية خيالية بعد رؤيتها، وهي أن يبقى جميلًا وشابًا يافعًا للأبد كما الصورة، ولسوء حظّه تتحقق أمنيته لكن بطريقة رهيبة ومختلفة، واعتبرت هذه الرواية واحدة من كلاسيكيات الأدب الإنكليزي، و تحفة فنية غدت أيقونة أدبية بعد نشرها لأول مرة في عام 1890.[٦]


أشهر أقوال أوسكار وايلد

من أشهر أقوال أوسكار وايلد ما يأتي:[٧]

  • نحن جميعًا في الحضيض، لكن البعض منا ينظر إلى النجوم.
  • العيش هو أندر شيء في العالم، فمعظم الناس موجودة، وهذا كل شيء.
  • إذا لم يستطع المرء الاستمتاع بقراءة كتاب مرارًا وتكرارًا، فلا فائدة من قراءته على الإطلاق.
  • أنا ذكي للغاية، لدرجة أنني في بعض الأحيان لا أفهم كلمة واحدة مما أقوله!.


وفاة أوسكار وايلد

 توفي أوسكار وايلد في مدينة باريس في فرنسا في تاريخ 30-11-1900م، وذلك إثر إصابته بالتهاب السحايا الحاد، وكان يبلغ من العمر 46 عامًا.[٣]

المراجع

  1. ^ أ ب ت Owen Dudley Edwards, "Wilde, Oscar Fingal O'Flahertie Wills", oxforddnb, Retrieved 25-7-2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث Karl Beckson, "Oscar Wilde", britannica, Retrieved 25-7-2021. Edited.
  3. ^ أ ب "Oscar Wilde", sites.udel, Retrieved 24-7-2021. Edited.
  4. وايلد أوسكار، "الفوضويون"، مقهي الكتب، اطّلع عليه بتاريخ 25-7-2021. بتصرّف.
  5. أوسكار وايلد، "شبح كانترفيل"، مكتبة النور، اطّلع عليه بتاريخ 25-7-2021. بتصرّف.
  6. وايلد أوسكار ، " كتاب صورة دوريان جراي "، مكتبة فولابوك، اطّلع عليه بتاريخ 25-7-2021. بتصرّف.
  7. "Oscar Wilde Quotes", goodreads, Retrieved 25-7-2021. Edited.