من هو أويس القرني؟

هو راوي حديث، وتابعي جليل.


وهو أويس بن عامر بن جزء بن مالك بن عمرو بن سعد بن عصوان بن قرن المذحجي المرادي، ويُكنى بأبي عمرو، من سادات التابعين، وأحد أعلام الأولياء الصالحين، وعلى الرغم من إدراكه لزمن النبي عليه الصلاة والسلام، إلا أنه لم يستطع مقابلته، لذلك فقد عُدّ من التابعين وليس من الصحابة، ويُحكى أنّ سبب عدم قدرته على السفر لمقابلة النبي عليه الصلاة والسلام هو بره الشديد بأمه، وعدم رغبته في تركها وحيدة، وقد بشر النبي عليه الصلاة والسلام به، كما أوصى به أصحابه، إذ قال الرسول الكريم عنه "إن خير التابعين رجل يقال له أويس"، وهذا إن دلّ على شيء، فإنما يدل على مكانته الدينية، ومدى صلاحه وتقواه.[١]


مولد أويس القرني ونشأته

لم تذكر كتب التاريخ والتراجم تاريخًا محددًا لولادة أويس القرني، إلا أنّ الثابت أنه أدرك حياة النبي عليه الصلاة والسلام، وقد وُلد أويس ونشأ في اليمن، كما أنه سكن الكوفة، وتعود أصوله اليمنية إلى بني قرن، وهي إحدى بطون مراد من قبيلة مذحج، التي كانت موضعًا للحضارات القديمة والتاريخ الإسلامي.[٢]


مكانة أويس القرني الدينية وفضله

لعل أبرز ما يدل على مكانة أويس القرني الدينية وفضله هو ذكر الرسول الكريم له وتبشير الصحابة به، إذ جاء في الحديث في صحيح مسلم أنّ رسول الله عليه الصلاة والسلام قال "إن من خير التابعين أويسًا القَرني".


ومن أشهر الروايات التي وصلت إلينا عنه هي لقاءه بعمر بن الخطاب، إذ كان عمر بن الخطاب إذا أتت عليه أمداد اليمن سألهم: أفيكم أويس بن عامر، حتى أتى على أويس، فقال: أنت أويس بن عامر؟ قال: نعم، قال: من مراد ثم من قرن، قال: نعم، قال: كان بك برص فبرأت منه إلا موضع درهم، قال: نعم، قال: فلكَ والدة؟ قال: نعم، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "يأتي عليكم أويس بن عامر من مراد ثم من قرن، كان به برص فبرأ منه إلا موضع درهم، له والدة هو بها بر، لو أقسم على الله لأبره، فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل" فاستغفره لي، فاستغفر أويس له، ومما نستدله من هذه الرواية ومن حديث الرسول الشريف عنه هو أن أويس كان ممن يستجاب دعائهم، وذلك لطهارة قلبه، وإقباله على الله بصدقٍ وخشوع.


روى أويس القرني بعض الأحاديث القليلة عن عمر بن الخطاب، وعلي بن أبي طالب، كما روى عنه يُسير بن عمرو، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، وأبو عبد رب الدمشقي، وقد عُرف أويس القرني بزهده وورعه الشديدين، حيث قضى حياته مستغرقًا في عبادة الله تعالى، فقد كان يبدأ بصلاة الصبح، ثم يلزم التسبيح إلى أن يصلي الظهر، ويستمر على هذا الحال في جميع صلواته حتى يصلي العشاء، كما كان يقضي الليل قائمًا إلى أن يصبح، وهكذا كانت تمر أيامه ما بين صلاة وتسبيح وعبادة.


من أقوال القرني المأثورة التي توضح ذلك "لأعبدن الله في الأرض كما تعبده الملائكة في السماء"، وعلى الرغم من انقطاعه للعبادة إلا أنّ ذلك لم يمنعه من المشاركة في الجهاد في سبيل الله، ومن المعارك التي شارك فيها معركة صفين إلى جانب الإمام علي بن أبي طالب، ومعركة نهاوند مع القائد المظفر النعمان بن مقرن المزني، ومن جهةٍ أخرى، فقد كان أويس القرني من أشد الناس برًا بوالدته، حيث كان يكرس جميع أوقاته من أجل خدمتها، ورعاية شؤونها كاملة، وقد بلغ شدة برِّه بها إلى الحد الذي أثنى عليه النبي عليه الصلاة والسلام.[٣][٤]


وفاة أويس القرني

استشهد أويس القرني عام 37 هجري، أثناء مشاركته في معركة صفين إلى جانب علي بن أبي طالب، كما توجد بعض الروايات التي ذكرت استشهاده خلال فتح أذربيجان، إلا أنّ الرواية الأولى هي الأدق والأصح.[٥]

المراجع

  1. محمد نصر الدين محمد عويضة، فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 519-520. بتصرّف.
  2. عبد الباري محمد داود، أويس القرني سيد التابعين وعلم الأصفياء، صفحة 12. بتصرّف.
  3. "أوَيس القَرَني خير التابعين"، مكتبة العلامة الهرري، اطّلع عليه بتاريخ 26/9/2021. بتصرّف.