من هو إبراهيم ناجي؟

هو طبيب، وأديب، وشاعر مصري، ومن رواد الرومانسية الشعرية في القرن العشرين.


وهو إبراهيم ناجي بن أحمد ناجي بن إبراهيم القصبجي، وهو شاعر وأديب من أصل مصري، لُقب بعدة ألقاب مختلفة، منها طبيب الشعراء، وشاعر الأطباء، وشاعر "الأطلال"، ولُقّب أيضاً برئيس الرومانسية الشعريّة العربية، وقد أزهرت مواهبه الشعرية في مقتبل عمره، وكان شعره فائقًا في الرومانسية الإبداعية بدلًا من الكلاسيكية، ومنغمسًا في بحر الوجدانية الصافي، ناهيك عن حس الوطنية العزيز، الذي تجلّى في كلماته العذبة، والتي سطَّرها بحرقة فؤاده الشّجي على أمته، وآلامها، وآمالها، ومن جانبٍ آخر، فإن لناجي العديد من التجارب الأدبية النثرية؛ وذلك من خلال ترجمته لبعض الكتب من الأدب الغربي، بالإضافة إلى تأليفه لعدد لا بأس به من الكتب النقدية، والقصص.[١][٢]


مولد إبراهيم ناجي ونشأته

ولد إبراهيم ناجي القصبجي في تاريخ 31 من شهر كانون الأول/ ديسمبر في عام 1898 ميلادي، لعائلة القصبجي المشهورة ذات الأصل الفني العريق، في حي شبرا الواقع في العاصمة المصرية القاهرة، ووالده هو أحمد ناجي، والذي كان يعمل في مصلحة التلغراف، وقد كان والده شخصًا ذو ثقافةٍ عالية، ويتقن اللغة الإنجليزية إتقانًا تامًا، وقد امتلك في بيته مكتبة تحتوي على نفائس الكتب، إذ كان يشجع ابنه على القراءة، وكان يهديه الكثير من الكتب، والدواوين الشعرية، فنشأ إبراهيم على حب المطالعة، مما ساهم في تكوين شخصيته الأدبية، وتوجيه ميوله نحو كتابة الشعر، فقد بدأ بنظم الشعر وهو لا يزال في الثالثة عشر من العمر.[٣]


مسيرة إبراهيم ناجي العلمية والعملية

بعد أن أنهى إبراهيم ناجي دراسته الثانوية، انتسب إلى كلية الطب في جامعة القاهرة، وعند تخرجه منها، افتتح عيادته الخاصة في مدينة القاهرة، واستمر بالعمل فيها، إذ تم تعيينه كطبيب في وزارة النقل في منطقة سوهاج الواقعة جنوب مصر، ثم نقل إلى المنيا، وفي عام 1927م تم نقله مرةً أخرى إلى المنصورة، ولربما كان لجمال مناظر مدينة المنصورة، وطبيعتها الخضراء، الأثر الكبير على إبداع شعره، حتى أصبح أشهر الأطباء الأدباء، وقد غلب عليه الطابع الرومانسي، وروح العطاء، وفي هذه المدينة تعرّف ناجي على بعض الشعراء الشباب، وهم؛ علي محمود طه، ومحمد عبد المعطي الهمشري، وصالح جودت، وتوثقت علاقته بهم، فكانوا يجتمعون معًا بانتظام لقراءة القصائد الشعرية الرومانسية الإنجليزية، ومناقشتها، وقد أصبح هؤلاء الأربعة من الأعضاء الرئيسيين في جماعة أبولو الشعرية، وهي مدرسة للأدب العربي الحديث.[٤]


مسيرة إبراهيم ناجي الأدبية

بدأ ناجي حياته الأدبية عن طريق ترجمة بعض القصائد للشاعر الفرنسي "ألفريد دي موسيه"، والتي قام بنشرها في جريدة السياسة الأسبوعية، وترجم أيضًا بعضًا من القصائد المسماة "زهور الشر"، للشاعر "تشارلز بودلير"، ورواية "الجريمة والعقاب" لديستويفسكي، وفي عام 1938م قام ناجي بنشر دراسة أدبية عن "ويليام شكسبير"، ودراسة نفسية عن "توفيق الحكيم"، وألّف كتبًا عديدة، منها "مدينة الأحلام"، و"كيف تفهم الناس"، و"في فن القصاص"، كما أسس مجلة أدبية أطلق عليها اسم "حكيم البيت"، وذلك في عام 1934م، إذ نشر فيها العديد من المقالات والبحوث التي كان يقوم بكتابتها.


في عام 1932م انضم إبراهيم ناجي إلى جماعة أبولو الأدبية، والتي أسسها "أحمد زكي أبو شادي"، وكانت تضم مجموعة من الشعراء الشباب، وكان الهدف الأساسي من تشكيل هذه الجماعة هو تحرير القصيدة العربية من الموضوعات التقليدية والكلاسيكية، وقيود القوافي، وتنشيط أفكارها، وتحديث موضوعاتها، وتطبيعها بالجانب الرومانسي.[٥]


مؤلفات إبراهيم ناجي الشعرية

نشر إبراهيم ناجي ديوانه الشعري الأول في عام 1934م، تحت عنوان "وراء الغمام"، ثم نشر ديوانه الثاني "ليالي القاهرة" وذلك في عام 1950م، وبعد وفاته وتحديدًا في عام 1957م، تم نشر ديوان شعري له باسم "الطائر الجريح"، وفي عام 1978م، قام حسن توفيق بجمع قصائد ناجي غير المنشورة، والتي بلغت 50 قصيدة، ونشرها في كتاب تحت عنوان "إبراهيم ناجي: قصائد مجهولة"، وأعاد توفيق الكرّة باكتشاف وجمع مائة قصيدة وقصيدة أخرى لناجي، ونشرها وذلك في عام 1996م، وفي ذات العام، نشر المجلس الأعلى للثقافة كتابًا يحمل الأعمال الشعرية الكاملة لإبراهيم ناجي، وكان بإشراف حسن توفيق، أما أعمال ناجي النثرية، فقد نشر روايته الوحيدة "ظاظا"، وذلك في أوائل عام 1950م.[٦]


قصيدة الأطلال

ارتبط اسم ناجي بمشهورته الأطلال، فهي رائعته ومحط ذروة إبداعه، والتي فيها تزدحم المشاعر الإنسانية في هذه القصيدة ذات المئة والثلاثين بيتًا، كالحب، والهجران، والجفاء، متدفقةً عبر قلم ناجي بكل سلاسة وسهولة وبساطة، واصفًا بها حال الحبيب المغموم، الخالص، وحبيبه المخادع، والخوَّان، بالصور والاستعارات، إذ إنّها تصف حالات العاشق، في صَبابته، واعتذاره، وكبريائه، وإعراضه، وتقرّبه، وصنعت السيدة أم كلثوم شهرة أكبر وأوسع لهذه القصيدة، عندما قامت بغنائها في عام 1996م، إذ لاقت نجاحًا باهرًا.[٧]


يقول إبراهيم ناجي في مطلع قصيدة الأطلال:[٨]

يا فؤادي رحِم الله الهوى كان صرحًا من خيالٍ فهوى

اسقني واشرب على أطلاله واروِ عني طالما الدمعُ روى

كيف ذاكَ الحب أمسى خبرًا وحديثًا من أحاديث الجَوى

وبِساطًا من ندامى حلمٍ هم توارَوا أبدًا وهو انطوى


وفاة إبراهيم ناجي

توفي إبراهيم ناجي في تاريخ 25 من شهر آذار/ مارس في عام 1953م، وقد وافته المنية أثناء قيامه بالكشف الطبي على أحد المرضى في منزله، عن عمرٍ يناهز 55 عامًا، تاركًا إرثًا شعريًا.[٩]

المراجع

  1. "إبراهيم ناجي"، ديوان العرب، اطّلع عليه بتاريخ 14/7/2021. بتصرّف.
  2. كامل محمد محمد عويضة، إبراهيم ناجي شاعر الأطلال، صفحة 3 35. بتصرّف.
  3. Sayed Gouda, Ibrahim Nagi: The poet who healed himself, Page 1-2. Edited.