من هو إرنست همينغوي؟

هو أديب وروائي ومراسل حربي، وصحفي وكاتب قصص بارز من رواد القرن العشرين.


وهو إرنست ميلر همينغوي، أديب أمريكي الأصل، يعد من أبرز الروائيين ومن عمالقة الأدب المعاصر في القرن العشرين، وقد حصل على جائزة نوبل في الأدب، وتميز بغزارة وجودة مؤلفاته، فاشتهر بالعديد من الأعمال المميزة التي حظيت بإعجاب القراء واستحسانهم، بالإضافة إلى تطوعه في الجيش وعمله كمراسل حربي شجاع خاض العديد من التجارب الصعبة التي أكسبته الخبرة والمعرفة والخيال والكفاءة، والتي دعمت مؤلفاته المميزة، ومن بينها روايته وداعًا للسلاح، ورواية لمن تقرع الأجراس وغيرها من الروايات الأسطورية الأخرى.[١][٢][٣]


مولد إرنست همينغوي ونشأته

وُلد إرنست همينغوي في مدينة أوك بارك في ولاية إلينوي في تاريخ 21-7-1899م، وكان الابن الأول لوالده الطبيب كلارنس إدموندز همينغوي، ووالدته غريس هول، وكان يُمضي الصيف في شمال ميشيغان، فكان لهذا الموقع تأثير كبير عليه فأصبح محورًا لبعض أعماله الأدبية الخيالية فيما بعد.[٣][٤]


ثقافة وتعليم إرنست همينغوي

التحق إرنست بمدارس عامة، وعندما وصل المرحلة الثانوية في دراسته شرع في الكتابة فكان طالبًا نشيطًا ومميزًا بين أقرانه، وفي عام 1917 م تخرّج من مدرسته الثانوية، ولم يرتد الكلية وإنما انتقل إلى مدينة كانساس سيتي التي عمل فيها كمراسل صحفي في صحيفة ستار، وتقدّم في محاولات يائسة للالتحاق في الخدمة العسكرية إلا أنها باءت بالفشل؛ إثر معاناته من إصابة في عينه، لكن خلال الحرب العالمية الأولى عمل سائقَا لسيارة إسعاف في الصليب الأحمر الأمريكي.[٤][٢]


مسيرة إرنست همينغوي الأدبية والعملية

عندما بلغ إرنست من عمره 19 عامًا من عمره أصيب على الجبهة النمساوية الإيطالية في فوسالتا دي بيافي في تاريخ 8-7-1918م، واضطر لدخول المستشفى في مدينة ميلانو، وتم تكريمه على بطولته وشجاعته، ومكث في فترة نقاهة في منزله بعض الوقت وصبّ مجهوده في الكتابة، كما عمل في وظائف مختلفة في مدينة شيكاغو، ثم أبحر للعمل كمراسل صحفي في صحيفة تورنتو ستار في فرنسا، حيث حظي بتشجيع ودعم العديد من الكتاب الأمريكيين، ومنهم: سكوت فيتزجيرالد، وعزرا باوند، وجيرترود شتاين، وغيرهم، وأثمر مجهوده عن العديد من المؤلفات غير الصحفية وألّف مجموعته القصصية التي حملت اسم "في زماننا" والتي نشرت في باريس عام 1924م.


توالت أعمال إرنست الأخرى الناجحة التي حظيت باستحسان القرّاء وامتدت لسنوات ما بعد الحرب، فأقام في باريس لكنه كان يُسافر لممارسة نشاطاته المفضلة التي دخلت ضمنت رواياته وكانت خلفية لبعض كتاباته، ومنها: صيد الأسماك، ومصارعة الثيران، والتزلج، وغيرها، وخلال الحرب الأهلية في إسبانيا سافر إلى هناك وعمل كمراسل حربي، كما ساهم في جمع الأموال للجمهوريين ضد القوميين، واشترى مزرعة خاصة سميت مزرعة المراقبة تقع خارج هافانا في كوبا استخدمها لتغطية الحرب الإسبانية، وذهب لتغطية عدة حروب أخرى من بينها الغزو الياباني للصين.


بقرب اندلاع الحرب العالمية الثانية عمل إرنست كمراسل لصحف كندية وأمريكية، وشارك في مهمات مع سلاح الجو الملكي، كما عبر القنال الإنجليزي في يوم النصر في تاريخ 6-6-1944م برفقة القوات الأمريكية، وانضم للفوج رقم 22 من فرقة المشاة الرابعة، وشهد تحرير باريس مُثيرًا بتواجده وحماسه الصحفي إعجاب الجنود المحترفين كرجل شجاع، وكخبير حقيقي في أنشطة حرب العصابات والشؤون العسكرية، وجمع المعلومات الاستخبارية، وفي عام 1960 استقر في كيتشوم في أيداهو، ولكنه كان يُعاني من المرض فدخل مصحة Mayo Clinic في روتشستر في مينيسوتا، وتلقى علاجًا بالصدمات الكهربائية قبل أن ينتحر بالبندقية بعد عودته للمنزل بيومين، إذ كان يُعاني من القلق الشديد والاكتئاب، وقد تزوج خلال حياته 4 مرات وأنجب 3 أبناء.[٥][٤][٢]


الجوائز والتكريمات التي حظي بها إرنست همينغوي

حصل إرنست على العديد من الجوائز والعضويات المميزة، منها الآتية:[٥][٢]

  • جائزة نوبل للأدب في عام 1954م.
  • جائزة بوليتسر في الرواية في عام 1953م.
  • حصل على عضوية في مجموعة المغتربين الأمريكيين في باريس.


أبرز مؤلفات إرنست همينغوي

من أبرز مؤلفات إرنست همينغوي ما يأتي:

  • رواية الرجل العجوز والبحر: تُعد هذه الرواية أحد أبرز روايات التاريخ الأمريكي في القرن العشرين، وتدور أحداثها بالقرب من سواحل هافانا حول صبي، ورجل، وسمكة عملاقة ضمن إطار قصصي شيق وعميق يُشير إلى جمال الإنسان وقدرته على تحدي البيئة والعناصر المحيطة به، وقد أثبت سياقها المُتقن براعة الكاتب إرنست همينغوي كواحد من عمالقة الأدب الحديث.[٦]
  • رواية ثم تشرق الشمس: تدور أحداث القصة في مدينة باريس، وتتمحور حول جيك الذي يعشق بشدة السيدة الجميلة بريت آشلي التي تتحلى بالأرستقراطية والجاذبية الشديدة التي لا تقاوم، والتي في نفس الوقت تمتلك طبيعة حسية يصعب تغييرها، فيسافر الشريكان معًا إلى إسبانيا لحضور مصارعة الثيران في أجواء احتفالية، لكن تتوتر العلاقة فيما بينهما وتطغى عليها مشاعر دخيلة تشوبها الغيرة من الآخرين، والتي تُحتم على جيك إدراك حقيقة بأنه لن يمتلك في النهاية تلك المرأة التي أحبها مهما حدث بسبب طبيعة تفكيرها الصعبة.[٧]
  • رواية لمن تقرع الأجراس: تُعد هذه القصة واحدة من الروائع الشهيرة في الميدان الأدبي التي خطها الفنان البديع وشيخ القصة المعاصرة إرنست همينغوي؛ إذ إنها تُمثل صراعًا بين جملة من العواطف الإنسانية، كالحب، والفقر، والخيال، والفن، بالإضافة إلى مِحن الحروب وويلاتها، والنزاعات الحاصلة بين مُختلف العقائد، والتي صوّرها الكتاب ببراعة في قصته من خلال الحرب الأهلية الإسبانية التي شملت خطوط النضال بين الدكتاتورية والجمهورية، وبين الغاشية والشيوعية، مُستخدمًا قدراته القصصية التصويرية عالية الكفاءة التي لم يُنازعه فيها روائي آخر في زمانه.[٨]


رواية وداعًا للسلاح

لدى إرنست همينغوي خبرة كمراسل حربي، ورجل شجاع شارك في عدّة أحداث ومعارك مهمة، وأصيب خلال الحرب العالمية الأولى، وترعرع بين ساحات المعارك الأوروبية، فأكسبته التجربة كفاءة ومهارة عظيمة في سرد الأحداث الحربية بشجاعة وبسالة على مر عشر سنوات، فحوّل ذخيرته إلى رواية حملت اسم وداعًا للسلاح، تدور حول الملازم الأمريكي الذي يُدعى هنري وممرضة بريطانية الأصل اسمها كاثرين باركلي، وخلال أحداث القصة يلتقي البطلان في إيطاليا، ومن هنا يبدأ آرنست التوتر المركزي في الرواية التي تُشير إلى ضعف الحب بصورة طبيعية في زمن الحرب، فتبدأ كاثرين بإخبار هنري بقصتها وتُحدثه عن خطيبها الذي قُتل في العام السابق، وتوضح له موقفها من الزواج وخوفها من الإقدام عليه وأن تسوء حياتها بعد هذه الخطوة المصيرية وذلك ضمن سياق عاطفي مليء بالمشاعر الصادقة النقيّة، وبعد ذلك تبدأ الملحمة الغرامية بين كاثرين وهنري رغم أنه كان مُقتنعًا بحبه لكاثرين باركلي في البداية، كما لم يتوقع أو يُفكر بإمكانية حبها له، فكانت بدايتهما شبيهة بلعبة ورقية تحوّلت من المزاح إلى الجدية، وانتهت فيما بعد بفرار الملازم مع الممرضة مُخلفًا كل شيء وراءه فقط كي يكون معها، أما بالنسبة لإرنست الكاتب فغالبًا لم تكن نهاياته سعيدة ومُنصفة، على خلاف هذه الرواية التي يُشير اسمها إلى الطمأنينة والسلم، فوداعًا للسلاح قدّم من خلالها صورة غير نمطية تجعل الرجال والنساء يتصرفون بحرية رغم الضغوطات المحيطة بهم، ويتسلحون بالسعادة التي تحثّهم على مواجهة الخسارة والمضي قدمًا في حياتهم كما فعل هنري باختيار الفرار مع كاثرين بحثًا عن السعادة وبعيدًا عن الحرب والسلاح.[٩]


أشهر أقوال إرنست همينغوي

من أشهر أقوال إرنست همينغوي ما يأتي:[١٠]

  • الشيء الأكثر إيلامًا هو فقدان نفسك أثناء محبة شخص ما بشكل أكثر من اللازم، بحيث تنسى بأنك مميز أيضًا.
  • أفضل طريقة لمعرفة ما إذا كان يمكنك الوثوق بشخص ما هي الوثوق به.
  • لا يوجد شيء نبيل في أن تكون متفوقًا على زميلك، النبل الحقيقي هو أن تتفوق على نفسك السابقة.
  • لا يوجد صديق مخلص مثل كتاب.


وفاة إرنست همينغوي

أنهى الأديب والروائي المُخضرم إرنست همينغوي حياته انتحارًا بالبندقية في منزله الذي يقع في مدينة كيتشوم في ولاية أيداهو في تاريخ 2-7-1961م، وكان يبلغ من العمر 61 عامًا.[٤][٣]

المراجع

  1. "Ernest Hemingway", oxfordreference, Retrieved 14-7-2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث Sara Kosiba (19-5-2017), "Ernest Hemingway ", oxfordbibliographies, Retrieved 14-7-2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت "Ernest Hemingway Facts"، nobelprize، اطّلع عليه بتاريخ 14-7-2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث Philip Young، "Ernest Hemingway"، britannica، اطّلع عليه بتاريخ 14-7-2021. Edited.
  5. ^ أ ب "Ernest Hemingway", nobelprize, Retrieved 14-7-2021. Edited.
  6. إرنست همنغواي، "الرجل العجوز والبحر"، مكتبة النور، اطّلع عليه بتاريخ 14-7-2021. بتصرّف.
  7. إرنست همنغواي، "رواية تشرق الشمس أيضًا"، مكتبة النور، اطّلع عليه بتاريخ 14-7-2021. بتصرّف.
  8. آرنست همنغواي، "رواية لمن تُقرع الأجراس"، مكتبة فولابوك. بتصرّف.
  9. إرنست همنغواي، "وداعًا لحمل السلاح"، مكتبة النور، اطّلع عليه بتاريخ 14-7-2021. بتصرّف.
  10. "Ernest Hemingway Quotes", goodreads, Retrieved 14-7-2021. Edited.