من هو إسماعيل بن حماد الجوهري؟

هو إمام لغوي وعلامة بارزة من أعلام القرن العاشر الميلادي.


هو إسماعيل بن حمّاد بو نصر الفارابي الجوهري، يُكنى بأبي نصر، عالم لغوي بارز أصله من مدينة فاراب من بلاد الترك، وهو ابن أخت العلامة أبي إسحاق الفارابي صاحب ديوان الأدب، ويُقال أن الجوهري هو أول من حاول الطيران في عصره فلقي حتفه بسبب ذلك، ويُعد بدوره واحدًا من أعلام وأئمة اللغة في عصره، فقد أثرى الأدب العربي بمجموعة من المؤلفات القيمة، أبرزها كان معجم الصحاح الشهير الذي يتكون من مجلدين، وكتاب في العروض ومقدمة في علم النحو، مما جعله ركنًا بارزًا من أركان وعلماء اللغة العربية الأكفاء.[١][٢]


نشأة إسماعيل بن حماد الجوهري

ولد الجوهري في مدينة فاراب من بلاد الترك، ولكن كتب التراجم والتاريخ التي ترجمت فيها سيرته لم تحدد تاريخ ولادته بشكل دقيق، بينما ورد أنه سافر إلى بلاد العراق عندما كان طفلًا صغيرًا.[٣][١]


ثقافة إسماعيل بن حماد الجوهري

تتلمذ الجوهري في العراق على يد العالمين الكبيرين أبو سعيد السيرافي، وأبو علي الفارسي، ومن ثم ارتحل إلى مدن الحجاز، فطاف البادية قبل أن يعود إلى خراسان ويستقر في مدينة نيسابور، وهناك انكب على التدريس، فأفاد الغير بما اكتنزه من معارف، إذ كان أعجوبة فكرية ونابغة من نوابغ عصره، وتميّز بالفطنة والفكر الوقاد، وقد أقبل على التأليف وكتابة المصاحف والدفاتر وتعليم الخط مُستفيدًا من بصيرته المُستنيرة، وبراعته الشديدة في الأدب وعلوم اللغة حتى غدا مضربًا للمثل في ضبط اللغة، فمدحه العديد من العلماء والمترجمين من بينهم ابن الذهبي وياقوت الحموي وغيرهم الكثيرين، ولم يقتصر ذكره الحسن على علمه فحسب، بل بالإضافة إلى حُسن وجودة خطه وجماله، حتى صار يُذكر مع خط ابن مُقلة.[١]


معجم الصحاح

يُعد كتاب الصحاح مُعجمًا للمصطلحات العربية وتاجًا للغة، وواحدًا من أقدم الكتب التي صُنفت في العربية من معاجم للألفاظ، وهو من أهم مؤلفات الإمام إسماعيل الجوهري الذي اجتهد في تصنيفه وأحسن وأجاد تأليفه، وقد سُمي هذا المعجم بالصحاح لأن مؤلفه قد التزم بذكر الصحيح فقط في المعجم الذي ألفه، وهذه عادة لم تكن مسبوقة لدى الكُتّاب، أما بنية الكتاب، فتتكون الأبواب من حروف الهجاء، أي أن كل حرف يمثل بابًا، ولكل حرف منها فصولًا بحسب عدد حروف الهجاء، أي 28 فصلًا، وتفرّد المؤلف في طريقة تأليفه المعجمية المميزة ألا وهي طريقة القافية، والتي قامت على تقسيم الفصول تبعاً للحرف الأخير من اللفظ بالترتيب الهجائي، مما ميز المعجم وجعله ثورة في بنية المعاجم، كما يتميز هذا المعجم بالتزامه الصحة والدقة لأبعد الحدود.[٤]


وفاة إسماعيل بن حماد الجوهري

قيل بأن الجوهري حاول الطيران فصنع جناحين من الخشب وربطهما بحبل، ثم صعد إلى سطح بيته في مدينة نيسابور، وصرخ مُناديًا الناس فاحتشدوا تحت داره، وخاطبهم قائلًا بأنه صنع ما لم يسبق لغيره صنعه وأنه سيطير في السماء، وأطلق جناحيه بالفعل لكنه لم يتمكن من الطيران ولم يكن اختراعه مُجديًا فلاقى حتفه، وذلك في مدينة نيسابور ما يقارب سنة 400هـ.[٣][٢]

المراجع

  1. ^ أ ب ت "الجوهري"، موسوعة قصة الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 18-8-2021. بتصرّف.
  2. ^ أ ب خير الدين الزركلي، الأعلام للزركلي، صفحة 313. بتصرّف.
  3. ^ أ ب أم زكية، I, IV, DAFTAR PUSTAKA.pdf مساهمة إسماعيل بن حماد الجوهري في تطوير المعجم العربي، صفحة 23-24. بتصرّف.
  4. إسماعيل بن حماد الجوهري أبو نصر، ، "كتاب الصحاح "، مكتبة النور، اطّلع عليه بتاريخ 20-8-2021. بتصرّف.