من هو ابن القيسراني؟

هو من أبرز شعراء القرن السادس الهجري والمعاصرين لحكم الزنكيين.


وهو أبو عبد الله محمد بن نصر بن شاغر بن داغر بن خالد بن محمد المخزومي الخالدي، شاعر مُخضرم عاصر فترة العدوان الصليبي على دمشق في كنف ورعاية الحاكم عماد الدين زنكي، واستمر برفقة ابنه نور الدين زنكي في أسفاره وحروبه، وله العديد من قصائد الثناء والمديح له، وكان مُنافس الشاعر أحمد بن منير الطرابلسي.[١][٢][٣]


مولد ابن القيسراني ونشأته

ولد ابن القيسراني في مدينة عكا في فلسطين في عام 478 هـ/ 1085 م، لكنه انتقل مع والديه إلى مدينة دمشق هربًا من العدوان الصليبي عندما كان صغيرًا، واستوطنها وأقام فيها وتزود بالعلم وسمع من شعرائها قبل انتقاله إلى حلب التي واصل فيها تثقفه وبحثه عن الشعر والأدب.[٣]


ثقافة ابن القيسراني

تعلم ابن القيسراني النحو والأدب، فكان مُثقفًا وأديبًا وشاعرًا، وروى عنه المؤرخون وقيل أنه كان مُلمًا في علوم الأحكام، والأخبار والتواريخ، وعارفًا بالحساب والهندسة، وأكثر ما ظهر من ثقافته كان في اللغة وعلم الحديث، وهو سبب حصوله على لقب شرف الدين والشيخ، وهي ألقاب يحملها من يتقدم في العلوم الدينية، وحظي بها بسبب معرفته الأدبية وثقافته وعلمه بالمنطق وكلام الأوائل وأخبار القدماء.[٤]


الأغراض الشعرية في شعر ابن القيسراني

تمحورت أشعار ابن القيسراني بصورة رئيسية ما بين المديح، والغزل، وبيان الأحداث الكبرى المتعلقة بجهاد المسلمين ضد الصليبين؛ فقد عاصرها خلال فترة شبابه في دمشق، وبعد ترحاله إلى حلب، فخلفت أثرًا عميقًا في نفسه ليُخلدها على شكل قصائد تصف أحداثها وتمدح أبطالها، ومن أبرزها قصيدته التي مدح فيها تاج الملوك بورى حاكم دمشق، والذي عاود هجاءه في قصيدة أخرى وفر هاربًا منه إلى حلب، وهناك اتصل بملوكها ورجالها العظماء، من أمثال عماد الدين زنكي وابنه نور الدين اللذين خلد انتصاراتهما وفتوحاتهما المتكررة، كما صور سياسة وخطة نور الدين في توحيد قرى المسلمين في قصائده المميزة، وتميز بشعر الجهاد الذي ينبع وينساب من عواطفه العميقة والجياشة، ففرغ مضمون قصائده على شكل صور فنية جميلة أبرزت روعة وجمال معانيها، وصاغت أفكاره بشكل محسوس ودقيق، واستخدم الاستعارة التصويرية التي منحت قصائده طابعًا فريدًا من نوعه.


أما عن مصادر الصورة في شعره فاعتمدت على المصادر التراثية، ولجأ للأحداث والتفاصيل والقصص والشخصيات التاريخية، واستحضار معاني السابقين، كما تطرق للمصادر الدينية المتمثلة بالحديث عن القرآن، والحديث النبوي، والدين النصراني، وأخيرًا توقف على المصادر الطبيعية الصامتة والمتحركة التي ساهمت في تشكيل صوره الفنية.[٢][٥]


أساتذة ابن القيسراني في الشعر

من أبرز الشعراء الذين سمع عنهم ابن القيسراني:[٢]

  • شاعر الشام ابن خياط.
  • هاشم بن أحمد الحلبي.
  • أبي طاهر الخطيب.

ديوان ابن القيسراني

وهو ديوان صغير جُمع فيه شعر ابن القيسراني بمُختلف أنواعه التي تضم شعر الوصف والمديح والغزل، والمميزة بأسلوبه البسيط، والغزير بالصور الدينية والحربية والفنية.[٦]


وفاة ابن القيسراني

 تُوفِّي ابن القيسراني بعد أن أصيب بالحمى في دمشق عام 548 هـ/ 1152 م، عن عمرٍ يُناهز 70 عامًا.[٣]

المراجع

  1. حسام تحسين ياسين سلمان، الصورة الفنية في شعر ابن القيسراني عناصر التشكيل والإبداع، صفحة 8. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت كريم علي عبد علي، الجهاد في شعر ابن القيسراني، صفحة 2-4-16. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت Ismail Suliman Almazaidaha, Majed Gazi Alzubib, Moath Hazza Alzubic، The Poetry of Ibn Al Qaysarani A Stylistic Study AlThughriyat as a Model، Page 2. Edited.
  4. حسام تحسين ياسين سلمان ، الصورة الفنية في شعر ابن القيسراني عناصر التشكيل والإبداع، صفحة 27. بتصرّف.
  5. حسام تحسين ياسين سلمان، الصورة الفنية في شعر ابن القيسراني عناصر التشكيل والإبداع، صفحة 8. بتصرّف.
  6. محمد بن نصر بن صغير بن داغر المخزومي الخالدي، (28-7-2019)، "ديوان ابن القيسراني"، الفكر القراني، اطّلع عليه بتاريخ 9-5-2021. بتصرّف.