من هو البيضاوي؟

هو فقيه، ومحدث، ومفسر، وقاضي، وأصولي شافعي، وأحد أعلام القرن السابع الهجري.


وهو عبد الله بن عمر بن محمد بن علي البيضاوي الشيرازي الفارسي، وكنيته أبو سعيد وقِيل أيضًا أبو الخير، ويلقب ناصر الدين، وهو إمام وقاضي، نبغ وذاع صيته في علوم الفقه، والتفسير، وأصول الدين على مذهب أهل السنة والجماعة، إلى جانب براعته الشديدة في علم اللغة العربية والمنطق، كما عُرف بكثرة عبادته، وزهده، وذكائه الشديد، وفصاحة لسانه، وقوة مناظرته، وقد أثرى التراث الإسلامي بالكثير من المصنفات والكتب القيمة، والتي ألفها في مختلف مجالات العلوم الإسلامية، ومن جهةٍ أخرى فقد تولى البيضاوي القضاء في شيراز، فكان أهلًا لهذا المنصب، حيث عُرف عنه شدته في الحق، وحرصه على إقامة الأحكام الشرعية على أكمل وجه.[١][٢]


مولد البيضاوي ونشأته

ولد البيضاوي في مدينة "البيضاء" بالقرب من شيراز في بلاد فارس، ولم تذكر كتب التراجم تاريخ ولادته المحدد، وقد نشأ البيضاوي في مراحل طفولته المبكرة في مدينة البيضاء، ثم انتقل مع عائلته إلى شيراز، وهناك قام حاكمها بتعيين والده في منصب قاضي القضاة، كما كان جده من قبل، وقد كان لنشأة البيضاوي في كنف أسرة ذات علم، ودين، وتقوى دورٌ كبير في زرع حب العلم في نفسه، وحثه على السعي في طلبه.[٣]


مسيرة البيضاوي العلمية والعملية

تلقى البيضاوي العلم بادئ ذي بدء على يد والده، الذي أشرف بنفسه على تدريسه جميع أنواع العلوم والمعارف مثل أصول الدين، والفقه، والتفسير، والعربية، والأدب، والتاريخ، وعلم الكلام، والمنطق، والفلسفة، كما حرص البيضاوي أن يأخذ العلم من كبار علماء وشيوخ شيراز والتي كانت آنذاك قِبلة طلاب العلم، الأمر الذي جعله يبرع ويبرز في مختلف مجالات العلم، علمًا أنّ البيضاوي ظل مقيمًا في مسقط رأسه شيراز حتى توليه منصب القضاء فيها، ولم يغادرها إلا بعد تنحيه عن منصبه هذا لينتقل بعدها إلى تبريز، وقد تضاربت الروايات حول تاريخ هذه الرحلة، فمنها من ذكر أنها كانت في عام 650 هجري، بينما ذكر البعض الآخر أنها كانت في عام 681 هجري، وفي تبريز أخذ البيضاوي العلم عن شيخه "محمد الكتحتائي"، وقد بقي ملازمًا له حتى وفاته، ومما يجدر ذكره أنّ البيضاوي قد رفض تولي منصب القضاء في تبريز عندما تم عرضه عليه، وآثر تكريس جل وقته للعلم والعبادة.[٤]


شيوخ البيضاوي وتلاميذه

تلقى البيضاوي العلم على يد كبار علماء عصره في شيراز، نذكر منهم ما يأتي:[٥]

  • والده عمر بن محمد بن علي البيضاوي.
  • محمد بن محمد الكتحتائي.
  • شرف الدين عمر البوشكاني الزكي.


أما تلاميذه فلم تذكر كتب التراجم منهم سوى أربعة فقط، هم:[٦]

  • أحمد بن الحسن الجاربردي.
  • عمر بن إلياس بن يونس المراغي.
  • زين الدين الهنكي.
  • عبد الرحمن بن أحمد الأصبهاني.


أشهر مؤلفات البيضاوي

من أبرز مؤلفات البيضاوي:[٧]

  • منهاج الوصول إلى علم الأصول.
  • الغاية القصوى في دراية الفتوى في فروع الفقه الشافعي.
  • لب اللباب في علم الإعراب.
  • رسالة في موضوعات العلوم وتعاريفها.
  • تهذيب الأخلاق في التصوف.


كتاب تفسير البيضاوي

يُعرف هذا الكتاب أيضًا باسم "أنوار التنزيل وأسرار التأويل"، وهو يُعد من أشهر مصنفات البيضاوي في تفسير آيات القرآن الكريم، كما احتل مكانة كبيرة عند أهل السنة، وقد اعتمد البيضاوي فيه على تلخيص كتاب "الكشاف للزمخشري" فيما يتعلق بالإعراب والمعاني والبيان، كما استعان بكتاب "مفاتيح الغيب للفخر الرازي"، والذي أخذ منه كل ما يتعلق بالحكم وعلم الكلام وأصول الدين، وقد اتبع البيضاوي في كتابه هذا منهجًا قائمًا على الأخذ من مذهب أهل السنة والشافعية، والجمع بين المأثور والرأي، إلى جانب اهتمامه بوجوه القراءات وتخريجها لغةً وإعرابًا، إلى جانب ذكره بعض الأمثلة على بلاغة القرآن وإعجازه، وقد اتصف تفسير البيضاوي بالاختصار الشديد، والابتعاد عن الإسهاب في الكلام، إلى جانب الإكثار من ذكر الأحاديث وأقوال الصحابة والتابعين في آخر السور، والجدير بذكره أنه قد تم تأليف ما يزيد على الثمانين شرحًا لهذا الكتاب، كما تم اعتماده كمقرر دراسي في مناهج المدارس والجامعات في بعض الدول الإسلامية.[١]


وفاة البيضاوي

توفي البيضاوي في مدينة تبريز، إلا أنّ كتب التراجم لم تتفق على تاريخ محدد لوفاته، فقد قال ابن كثير والصفدي أنه توفي في عام 685 هجري، بينما ذكر السبكي والإسنوي عام 691 هجري.[٨]

المراجع

  1. ^ أ ب نور الدين العتر، "البيضاوي"، الموسوعة العربية، اطّلع عليه بتاريخ 17/12/2021. بتصرّف.
  2. منيع عبد الحليم محمود، كتاب مناهج المفسرين، صفحة 242. بتصرّف.
  3. شريفة أحمد المالكي، البيضاوي وآراؤه الاعتقادية، صفحة 22. بتصرّف.
  4. شريفة أحمد المالكي، البيضاوي وآراؤه الاعتقادية، صفحة 22-23-26-27. بتصرّف.
  5. يوسف بن زيدان بن مزيد السلمي، الاستنباط عند القاضي البيضاوي، صفحة 37. بتصرّف.
  6. يوسف بن زيدان بن مزيد السلمي، الاستنباط عند القاضي البيضاوي، صفحة 38-39. بتصرّف.
  7. يوسف بن زيدان بن مزيد السلمي، الاستنباط عند القاضي البيضاوي، صفحة 41-42. بتصرّف.
  8. علاء جميل أبو عنزة، البيضاوي وجهوده البلاغية في ضوء تفسيره، صفحة 15. بتصرّف.