عباس بن الأحنف

هو شاعر عربي من العصر العباسي، يعتبر من أهم شعراء عصره، ومن أوائل شعراء الغزل، وكان لأشعاره أثر كبير على الشاعرين ابن المعتز وأبو العتاهية.[١]


اسمه الكامل هو العباس بن الأحنف بن الأسود الحنفي اليمامي والمكنّى بأبي الفضل، يعود أصله إلى اليمامة في نجد،[٢] ولد في حوالي عام 750 ميلادي في مدينة بغداد، وتوفي في حوالي سنة 808 في مدينة بغداد أيضًا،[٣] وتقول بعض المصادر الأخرى إنه توفي في مدينة البصرة، واشتهر عباس بن الأحنف بأنه شاعر غنائي عربي ومن أوائل الشعراء الذين كتبوا قصائد غزل، بالإضافة إلى علاقته الوثيقة بالخليفة العباسي هارون الرشيد، وكان شعره مميزًا وفريدًا فلم يكتب كباقي شعراء عصره، فلم يمدح ولم يهجُ أحدًا وإنما اختص بالقصائد الغزلية.[٢]


حياة عباس بن الأحنف ونشأته

يعود أصل عباس بن الأحنف إلى بني حنيفة القادمين من نجد، وتختلف الأقوال حول مكان ولادته ونشأته، فتشير بعض الأدلة التاريخية إلى أنه في بغداد وأخرى تقول إنه ولد في البصرة ونشأ في بغداد، وعلى العموم فهو شاعر عربي عراقي ولد ونشأ في مدن العراق، وتربى في كنف عائلة ثرية ظهر منها أسماء عديدة مثل عمه حاجب الذي كان شاعرًا ورجل سياسة، أما عن طفولته وشبابه فكان عباس بن الأحنف مثالًا على الشاب العربي ذي التربية الجيدة، فلم تؤثر حياة الترف والثراء على سلوكياته وتربيته، وإنما كان لها أثر جيد على ذوقه في الفن والشعر، ويُقال عنه إنه كان إمام الغزل العفيف في عصره، فكانت قصائده الغزلية عذرية وبريئة بالمقارنة مع شعراء عصره، فاتسم الشعر في تلك الفترة باللهو والمجون والغزل الجريء.[٤]


الخصائص الشعرية في قصائد عباس بن الأحنف

استلهمَ عباس بن الأحنف شعره الغزلي العذري من حبه للجارية التي تدعى فوز والتي أحبها جدًا وكتب فيها قصائد شعر عديدة، كانت تبدو في قصائده بعيدة المنال، وبقي مخلصًا لحبها فترة طويلةً، وأطلق عليها في شعره أسامٍ عدة، كالنرجس، ونسرين، والظلوم، والظليمة، وذات الخال، وذلفاء، وكان يردد لفظة جارية في شعره كثيرًا للدلالة عليها، واستلهم عباس بن الأحنف الجمال الأنثوي من الأميرة عليَّة بنت المهديّ التي وصفها في شعره أجمل وصف، أما عن الخصائص الفنية في شعر عباس بن الأحنف فيمكن تلخيصها فيما يأتي:[٤]

  • يذكر عباس بن الأحنف في شعره المظاهر الحضارية في المجتمع العباسي، مثل تبادل الهدايا والمواظبة على المراسلات، وإظهار كافة مظاهر الترف التي كانت موجودة في تلك الفترة.
  • اتسم شعر عباس بن الأحنف بأنه شعر مقطوعات، وبسبب طبيعة المجتمع الحضاري والمتطور في تلك الفترة كان نَفَسُهُ الشعري قصيرًا، ففي تلك الفترة لم يعد من الدارج كتابة الأشعار الطويلة جدًا التي كانت تُكتب في العصور السابقة، وأصبحت مملة بالنسبة للقارئ في الفترة العباسية.
  • استخدم عباس بن الأحنف في شعره أوزان شعر مختلفة، ولهذا يتسم شعره بالتنوّع الكبير.
  • فيما يخص لغة شعر عباس بن الأحنف فهي لغة سهلة وبسيطة وبعيدة عن التعقيد، تقترب من الأسلوب الشعبي والدارج في الكلام، مع استعماله لبعض التعبيرات العامية، وفي هذا الأمر قال عنه الأصمعي إن شعره ذو جودة عالية ولكن لفظه سخيف، ومع هذا قال شعراء عصره عن شعره بأنه عذب اللفظ، وغزير المعاني، ورقيق الكلام، وبديع الوصف.
  • اقتصر معظم شعر عباس بن الأحنف على وصف رقيق وعذري وغزل بريء لمحبوبته فوز، وهو من الشعراء القلائل الذين اكتفوا بوصف محبوبة واحدة في قصائدهم.


أشهر قصائد عباس بن الأحنف

فيما يأتي ذكر بعض أبيات قصائد الشاعر عباس بن الأحنف:[٥]


قصيدة أيا لك نظرة أودت بقلبي


أَيا لَكِ نَظرَةً أَودَت بِقَلبي

:::::: وَغادَرَ سَهمُها جِسمي جَريحا


فَلَيتَ أَميرَتي جادَت بِأُخرى

:::::: فَكانَت بَعضَ ما يَنكا القُروحا


فَإِمّا أَن يَكونَ بِها شِفائي

:::::: وَإِمّا أَن أَموتَ فَأَستَريحا


قصيدة أتحسبُ ذاتَ الخالِ راجيةً رَبّا


أَتَحسَبُ ذاتَ الخالِ راجِيَةً رَبّا

:::::: وَقَد قَتَلَت صَبّاً يُجَنُّ بِها حُبّا


فَما عُذرُها نَفسي فِداها وَلَم تَدَع

:::::: عَلى أَعظُمي لَحماً وَلَم تُبقِ لِيَ لُبّا


وَتَعتَدُّ ذَنباً أَن أَبوحَ بِحُبِّها

:::::: وَلَو قَتَلَتني لا أَعُدُّ لَها ذَنبا


فَواللَهِ ما أَدري أَسِلمُكُمُ لَنا

:::::: أَسَرُّ وَأَحلى أَم إِذا كُنتُمُ حَربا


للتعرف على شعراء عرب آخرين يمكن الاطلاع على: من هو الشاعر المهلهل؟، وتعرف على حياة الشاعر أحمد شوقي.

المراجع

  1. "Abbas ibn Ahnaf", eslam, Retrieved 1/2/2023. Edited.
  2. ^ أ ب "العباس بن الأحنف"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 1/2/2023. بتصرّف.
  3. Ibn Al-Ahnaf "Abbas Ibn Al-Ahnaf ", encyclopedia2.thefreedictionary, Retrieved 1/2/2023. Edited.
  4. ^ أ ب "العباس بن الأحنف"، الموسوعة العربية، اطّلع عليه بتاريخ 1/2/2023. بتصرّف.
  5. "قصائد الشاعر العباس بن الأحنف "، ديوان، اطّلع عليه بتاريخ 1/2/2023. بتصرّف.