أناكسيماندر

هو فيلسوف وعالم فلك وعالم طبيعة يوناني، وهو أول من طوّر علم الكونيات،[١] أو ما يعرف بالنظرة الفلسفية المنهجية للعالم.[٢]


ولد أناكسيماندر في عام 610 قبل الميلاد في مدينة ميليتس (تركيا اليوم)، وتوفي في عام 546 قبل الميلاد، وله مساهمات كثيرة في علم الفلك وعلوم الطبيعة ورسم الخرائط الجغرافية، وله عدة كتب في علم الفلك والجغرافيا وأصل الأشياء، وكان له تصور خاص حول شكل الأرض،[٢] فهو أول مَن علمَ أن الأرض لا تحتاج لأي شيء آخر تستند عليه وأنها قائمة بذاتها، وهو من أوائل الذين رسموا خرائط للكرة الأرضية، وامتدت أفكاره إلى تطور البشر والأرض فاعتقد أن الحياة قد تكون بدأت من الماء وأن الإنسان تم إنتاجه من الأسماك،[٣] وقد توفي أناكسيماندر عندما كان يبلغ من العمر 64 عامًا.[٤]


حياة أناكسيماندر وأعماله

ولد أناكسيماندر في الأرض التي تعرف باسم تركيا اليوم، ولكن لم يعرف العالم الكثير عن طفولته أو حياته الخاصة، ولكنه كان طالبًا للفيلسوف اليوناني الشهير طاليس، ودرس على يده مختلف العلوم، وكتب عدة كتب في علم الفلك والطبيعة والجغرافية، ولكن أعماله لم تُحفظ ولم يتبقَ منها إلا القليل، وكل ما موجود حوله اليوم هو ملخصات كتبها مفكرون وفلاسفة يونانيون آخرون وخاصة أرسطو وتلميذه ثيوفراستوس، فهم أكثر من نقل وكتب عن أناكسيماندر.[٥]


فنقل أرسطو أن أناكسيماندر وأستاذه طاليس أسسا مدرسة ميليسيان لفلسفة ما قبل سقراط، وأن أناكسيماندر هو مَن اخترع العقرب على الساعة الشمسية، وأن مساهماته تجاوزت العلوم وامتدت إلى الشعر، فكتب قصيدة نثرية فلسفية أسماها "على الطبيعة" وهي القصيدة التي ذكر فيها الكثير من أفكاره واستنتاجاته عن الكون والعلوم والإنسان وأصل الحياة.[٥]


أفكار أناكسيماندر وفلسفته

فيما يأتي ملخص لأفكار وإنجازات الفيلسوف أناكسيماندر في مختلف العلوم والمجالات:[١]

  • كان أناكسيماندر يعتقد أن الأرض لها شكل أسطوانة تطفو في مركز الكون، وهذا ما يفسر عدم سقوطها أو ميلها باتجاه دون الآخر، وكان يعتقد أن الأرض كانت في السابق مغطاة بالمياه ولكن جفت جزئيًا بمرور الوقت.
  • يعتقد أن الإنسان أيضًا نشأ من مخلوقات مائية، وانتقلت إلى الأجزاء الجفافة من الأرض ومن ثم تكيفت مع الظروف الجديدة.
  • اعتقد أناكسيماندر أن النجوم هي جزء من نار ضخمة موجودة خارج الأرض تحيط بالهواء المضغوط الذي يحيط بالأرض (الغلاف الجوي) ويمكن للإنسان رؤية النجوم من خلال الثقوب الموجودة في الغلاف الجوي.
  • رسم أناكسيماندر أول خريطة منشورة للكرة الأرضية، وكانت من أولى محاولات اكتشاف العالم الذي يعيش فيه الإنسان، ويُعتقد أن أناكسيماندر كان له أهداف محددة من رسم الخريطة، منها تحسين التنقل بين مستعمرات ميليتس والمستعمرات الأخرى الموجودة حول البحر الأبيض المتوسط والبحر الأسود، بالإضافة إلى إظهار قوة مستعمرة ميليتس أمام المستعمرات الأخرى وتطورها ومعرفتها بالكرة الأرضية مما يشجع باقي المستعمرات للانضمام إليها.[٥]
  • كان يعتقد أن الشمس والقمر عبارة عن حلقات جوفاء مملوءة بالنار من الداخل، ولكنها تحتوي على فتحات من أجل إخراج ضوء النار، وبناءً على هذا فسّر ظاهرتي الكسوف والخسوف بأنها تحدث بسبب إغلاق الشمس والقمر لفتحاتها.[٥]
  • اعتقد أناكسيماندر أن الأرض تطفو في الكون، ولا يوجد شيء تحتها ليدعمها، واعتقد أيضًا أنها في مركز الكون وأن المسافات حولها متساوية من كافة أجزاء الكون الأخرى، وقد تضمنت فكرة أناكسيماندر حول طوفان الأرض في الكون تلميحًا قريبًا من فكرة الجاذبية، وذلك قبل أن يظهر قانون نيوتن للجاذبية بحوالي ألفي عام.[٣]
  • اعتقد الفيلسوف أناكسيماندر أن العالم الذي يعيش فيه الإنسان لم يكن موجودًا دائمًا ولن يبقى موجودًا دائمًا، وأنه كان يوجد عوالم أخرى قبلنا وستوجد عوالم أخرى بعدنا.[٣]
  • فسر أناكسيماندر العواصف الرعدية بأنها تحدث بسبب اضطرابات في الهواء، وأن البرق يحدث بسبب تدفق الهواء القوي، أما الرعد بنظره فكان بسبب تصادم السحب، وهذه التفسيرات علمية في عصر كان تفسير هذه الظواهر قائم على مزاجيات الآلهة التي كان يعتقدون بوجودها.[٣]
  • اعتقد أناكسيماندر أن الأسماك أو مخلوقات تشبهها هم أسلاف البشر.[٣]





المراجع

  1. ^ أ ب "Anaximander", biography.yourdictionary, Retrieved 25/10/2022. Edited.
  2. ^ أ ب "Anaximander", britannica, Retrieved 25/10/2022. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج "Anaximander", famousscientists, Retrieved 25/10/2022. Edited.
  4. "Anaximander", worldhistory, Retrieved 25/10/2022. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث "Biography of Anaximander", thoughtco, Retrieved 25/10/2022. Edited.