من هو النيسابوري؟

هو من كبار المحدثين، وأحد أعلام القرن الرابع الهجري.


وهو محمد بن عبد الله بن محمد بن حمدويه بن نعيم بن الحكم الضبي، وكنيته أبو عبد الله، واشتهر بلقب "ابن البيع"، ولقب "الحاكم النيسابوري" والذي اكتسبه بعد توليه القضاء في نيسابور، كما أُطلق عليه أيضًا ألقابًا أخرى، مثل "الحافظ والمحدث" وذلك لكونه واحدًا من كبار رجال العلم والحديث، وقد عُرف عنه كذلك براعته وتمكُّنه من التأليف والتصنيف، فاستحقّ بذلك ثناء العلماء ومديحهم، من أمثال الخطيب البغدادي الذي قال عنه: "كان من أهل الفضل والعلم والمعرفة والحفظ وكان ثقة"، كما وصفه ابن خلكان بقوله "إمام أهل الحديث في عصره، كان عالمًا عارفًا واسع العلم".[١]


مولد النيسابوري ونشأته

ولد النيسابوري في الثالث من شهر ربيع الأول عام 321 هجري، الموافق 933م في مدينة نيسابور، ولا تتوفر في كتب التراجم أيّة معلومات عن عائلته وأجداده، إلا أنّ الثابت أنه قد نشأ في كنف أسرة محبة للعلم والدين، ويتضح ذلك من خلال بعض الروايات التي ذكرت اهتمام والده وخاله في تعليمه، وتوجيهه منذ صغره لسماع وتعلم الحديث.[٢]


مسيرة النيسابوري العلمية والعملية

بدأ النيسابوري تلقي العلم منذ عمرٍ مبكر وتحديدًا عام 330 هجري على يد والده وخاله، وفي عام 334 هجري التحق بمجلس الشيخ "أبو حاتم بن حبان" وأخذ عنه، ولم يقتصر النيسابوري على طلب العلم في مسقط رأسه فقط، بل خرج في العديد من الرحلات العلمية إلى بعض الأقاليم الإسلامية مثل خراسان، والعراق، وبلاد ما وراء النهر، وأخذ عن الكثير من العلماء والفقهاء والمحدثين المقيمين فيها، حتى قِيل عنه أنه قد سمع عن ألف شيخ في نيسابور، وسمع عن نفس العدد كذلك في البلدان الأخرى، ومما يتضح فلا عجب أن يتبوأ النيسابوري هذه المكانة العلمية الرفيعة، وأن يلمع نجمه، ويبرز في مجال الحديث والتدوين والتاريخ، الأمر الذي دفع بالكثير من طلبة العلم والحديث بملازمته لينهلوا من علمه الغزير ومعارفه المتنوعة.


ونظرًا لمكانة النيسابوري العلمية هذه، وشهرته الواسعة في علم الحديث والتاريخ، فقد حظي باهتمام ورعاية أمراء وحكام الإمارة السامانية، كما كان موضع ثقتهم وتقديرهم، ويتضح ذلك من اختيارهم الدائم له كسفير وممثل لدولتهم إلى الممالك الأخرى، وقد تم اختياره لتولي منصب قضاء مدينة بنسا في ولاية خراسان، ومن ثم قضاء مدينة نيسابور وذلك في عام 359 هجري، كما عُرِض عليه أيضًا تولي قضاء جرجان في خراسان، إلا أنّ معظم الروايات ذكرت رفضه هذا المنصب.[٣][٤]


شيوخ النيسابوري وتلاميذه

تلقى النيسابوري العلم على يد العديد من علماء عصره، نذكر منهم:[٥]

  • القراءات والروايات: محمد بن أبي منصور الصرام، وأبو علي بن النقّار، وأبو عيسى بكّار.
  • الفقه: أبو علي بن أبي هريرة، وأبو الوليد حسان بن محمد، وأبو سهل الصعلوك.
  • فنون الحديث: أبو علي الحافظ، والجعابي، وأبو أحمد الحاكم، والدارقطني.


وقد تتلمذ على يديه الكثير من طلاب العلم، نذكر منهم:[٦]

  • أبو الفتح بن أبي الفوارس.
  • أبو العلاء الواسطي.
  • محمد بن أحمد بن يعقوب.
  • أبو ذر الهروي.
  • أبو يعلى الخليلي.


أشهر كتب النيسابوري

من أبرز ما ألف النيسابوري ما يأتي:[٧]

  • كتاب الأربعين.
  • السماء والكنى.
  • الإكليل في دلائل النبوة.
  • أمالي العشيات.
  • تاريخ نيسابور.
  • علل الحديث.


كتاب المستدرك على الصحيحين

وهو أحد كتب الحديث المعروفة، وقد كان الهدف من وراء تأليف النيسابوري لهذا الكتاب هو العمل على جمع كل الأحاديث الصحيحة على أن تكون هذه الأحاديث غير مذكورة في صحيح البخاري، وصحيح مسلم، ومتبعًا في ذلك نفس المنهج الذي سار عليه البخاري ومسلم، بحيث أرفق في كتابه الأحاديث التي رأى أنها مطابقة وملبية لشرط الإمامين معًا، أو شرط أحدهما، إلا أنهما لم يقوما بذكرها في الصحيحين وذلك على الرغم من تخريج رواة هذه الأحاديث، إلى جانب ذلك فقد أضاف النيسابوري إلى كتابه بعض الأحاديث التي قام بتصحيحها بنفسه اجتهادًا منه، مع حرصه على تمييز كل نوع من الأحاديث عن غيره، ومما يؤخذ على هذا الكتاب أنّ العلماء وجدوا تساهلًا شديدًا من قِبل النيسابوري في تصحيح الأحاديث، بالإضافة إلى جمعه بعض الأحاديث الضعيفة والموضوعة.[٨]


وفاة النيسابوري

توفي النيسابوري في الثالث من صفر عام 405 هجري، الموافق 1014م في نيسابور، عن عمرٍ ناهز 84 عامًا.[٦]

المراجع

  1. ظفار قحطان عبد الستار علي، الحاكم النيسابوري ومدونته تاريخ نيسابور، صفحة 1-2-3. بتصرّف.
  2. ظفار قحطان عبد الستار علي، الحاكم النيسابوري ومدونته تاريخ نيسابور، صفحة 2. بتصرّف.
  3. الحاكم النيسابوري، المستدرك على الصحيحين، صفحة 7. بتصرّف.
  4. ظفار قحطان عبد الستار علي، الحاكم النيسابوري ومدونته تاريخ نيسابور، صفحة 4-5. بتصرّف.
  5. الحاكم النيسابوري، المستدرك على الصحيحين، صفحة 8. بتصرّف.
  6. ^ أ ب علي الربيعي، "أبو عبد الله الحاكم النيسابوري كبير المحدثين"، علي الربيعي، اطّلع عليه بتاريخ 18/12/2021. بتصرّف.
  7. الحاكم النيسابوري، المستدرك على الصحيحين، صفحة 11. بتصرّف.
  8. "كتاب المستدرك على الصحيحين"، مكتبة الكتب، اطّلع عليه بتاريخ 18/12/2021. بتصرّف.