من هو ديفيد هيوم؟

هو فيلسوف، ومؤرخ، وكاتب، وأحد أبرز أعلام القرن الثامن عشر الميلادي.


وهو ديفيد هيوم، فيلسوف اسكتلندي الأصل، يُعد من أهم الفلاسفة الذين كتبوا باللغة الإنجليزية، ومن أبرز الشخصيات التي كان لها دورٌ كبير وفعّال في عصر التنوير الاسكتلندي، وله العديد من المؤلفات الفلسفية والتاريخية المشهورة والهامة، والتي لا تزال ذات قيمة عالية حتى يومنا هذا، ومن أبرزها كتابه "رسالة في الطبيعة البشرية"، وكتاب "تاريخ إنجلترا"، وكان هيوم يتحلى بشهرة ومكانة مرموقة، إضافةً إلى اعتباره من أكثر الشخصيات المثيرة للجدل، وذلك بسبب أفكاره غير التقليدية، وشكوكه الفلسفية، والتي قد تصل في بعض الأحيان إلى الإلحاد.[١]


مولد ديفيد هيوم ونشأته

ولد ديفيد هيوم في تاريخ 26-4-1711م، في مدينة إدنبرة في اسكتلندا، والده هو جوزيف هيوم وكان يعمل محاميًا، ووالدته كاثرين فالكونر، وهو ينتمي إلى عائلة متوسطة الثراء، وعندما كان ديفيد لا يزال في الثالثة من عمره توفي والده، فتولت والدته مسؤولية تربيته وتعليمه.[٢][٣]


مسيرة ديفيد هيوم العلمية والعملية

تلقى ديفيد هيوم تعليمه الأولي في المنزل على يد والدته، والتي لاحظت نضوجه المبكر، وتفوقه الشديد، وقد دفعها هذا إلى إرساله مع شقيقه الأكبر ليلتحقا معًا بالدراسة في جامعة إدنبرة، وكان هيوم آنذاك لا يزال في الحادية عشر من عمره فقط، وفي الجامعة درس اللاتينية، واليونانية، والتاريخ، والأدب، والفلسفة الحديثة، والرياضيات، والعلوم الطبيعية.


كما قد كان مقدرًا لديفيد أن يدرس القانون تبعًا لتقاليد العائلة، إلا أنّه كان رافضًا لهذا الأمر أشد الرفض، وذلك بسبب حبه لقراءة النصوص الكلاسيكية وخاصة نصوص "شيشرون"، وميوله الشديدة نحو الفلسفة، لذا فقد قرر أن يصبح فيلسوفًا وباحثًا، فكرس وقته للقراءة، والتفكير، والتعليم الذاتي، حيث استغرق منه هذا الأمر ما يقارب الثلاث سنوات، وقد تسبب انعزاله واندفاعه الفلسفي الشديد إلى إصابته في عام 1729م بأزمة نفسية حادة، والتي تطلبت منه بضع سنوات للتعافي منها.


عمل ديفيد هيوم لفترة قصيرة في مكتب تجارة في منطقة بريستول، إلا أنه في عام 1734م، قرر ترك العمل والرحيل إلى فرنسا، حيث أقام في قرية "لافليش"، وفيها عكف على كتابة أطروحته والتي كانت بعنوان "رسالة في الطبيعة البشرية"، والتي قسمها إلى ثلاثة كتب، حيث كان الكتاب الأول بعنوان "عن التفاهم"، والكتاب الثاني بعنوان "عن العواطف"، أما الثالث فكان بعنوان "عن الأخلاق".


وبعد أن عاد ديفيد إلى إنجلترا، قام بنشر الكتاب الأول والثاني في عام 1739م، ونشر الكتاب الثالث في العام الذي يليه، إلا أنّ مؤلفه هذا لم يلقَ استحسانًا وقبولًا من قِبل المفكرين والنقاد، مما تسبب في شعوره بالإحباط، كما تسببت آراؤه الواردة في هذا الكتاب إلى اتهامه بالإلحاد، وقد نتج عن هذه التهمة منعه من تولي رئاسة الفلسفة الأخلاقية في جامعة إدنبرة.


وفي عام 1745م، التحق بالعمل كمدرس لأحد أبناء النبلاء، حيث استمر في هذا العمل مدة عام، وبعد ذلك شغل هيوم عدة مناصب مختلفة منها السكرتير الخاص للجنرال "جيمس سانت كلير"، والذي قام بمرافقته في جولة دبلوماسية إلى النمسا وإيطاليا، ومن ثم أمين مكتبة كلية الحقوق في جامعة إدنبرة، وذلك في عام 1952م، وخلال هذه الفترة ألف كتابه المهم "تاريخ إنجلترا"، إلى جانب كتابيه "ثلاثة مقالات، أخلاقية وسياسية وأدبية"، و"مقالات فلسفية تتعلق بالفهم الإنساني".


وفي عام 1763م، تولى منصب السكرتير الخاص للسفير البريطاني في فرنسا، حيث كان موضع حفاوة من قِبل الأوساط الثقافية والفكرية في باريس، وفي عام 1766م أصبح هيوم وكيلًا لوزارة الخارجية، وفي عام 1769م، قرر اعتزال العمل، والعودة إلى مسقط رأسه إدنبرة، حيث قضى ما تبقى من حياته في هدوء وراحة، مكرسًا وقته للكتابة والتأليف، ومقابلة الأصدقاء.[٤][٥]


رسالة في الطبيعة البشرية

اعتبر هيوم النفس الإنسانية عالمًا شاسعًا، يجدر البحث فيها وتفكيكها، لفهمها وإدراك مناحي الطبيعة البشرية من خلالها، بدءًا من تحليل انطباعاتها وردود فعلها، وتفسير مفاهيمها تبعًا لعواطفها، كالرذيلة والفضيلة، وغيرها، ولهذا تناولت رسالته دراسات فكرية وإنسانية للإحاطة ببواطن الطبيعة البشرية.[٦]


مؤلفات ديفيد هيوم

من أهم مؤلفات ديفيد هيوم ما يأتي:[٤]

  • استفسار عن فهم الإنسان.
  • استفسار عن مبادئ الأخلاق.
  • استفسار عن الفهم البشري.
  • رسائل ديفيد هيوم.
  • حياتي الخاصة (سيرة ذاتية لديفيد هيوم).
  • حوارات تتعلق بالدين الطبيعي.
  • أطروحة حول العواطف والتاريخ الطبيعي للدين.
  • مقالات أخلاقية، سياسية، أدبية.


وفاة ديفيد هيوم

توفي ديفيد هيوم في إدنبرة في شهر أغسطس/آب من عام 1776م، عن عمرٍ يناهز 65 عامًا.[٢]


يمكنك القراءة عن المزيد من الفلاسفة، مثل: إميل دوركايم، ورينيه ديكارت.

المراجع

  1. "The virtuous infidel: David Hume, 1711-1776", nls, Retrieved 30/9/2021. Edited.
  2. ^ أ ب "David Hume", nrscotland, Retrieved 30/9/2021. Edited.
  3. "David Hume", ed, Retrieved 30/9/2021. Edited.
  4. ^ أ ب "David Hume", plato.stanford, Retrieved 30/9/2021. Edited.
  5. Maurice Cranston (21/8/2021), "David Hume", britannica, Retrieved 30/9/2021. Edited.
  6. "رسالة في الطبيعة البشرية"، دار الفرقد.