من هو سعيد بن المسيّب؟

هو عالم أهل المدينة، وأحد رواة الحديث النبوي الشريف.


هو سعيد بن المسيّب بن حزن بن أبي وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم، وكنيته أبو محمد القرشي المخزومي المدني، تابعي مدني، وأحد رواة الحديث النبوي الشريف، ويُعد ابن المسيّب من أوائل العلماء الذين ساهموا في تطور علم التاريخ عند العرب، ومن أهم العلماء في عصر التابعين، وكان له دور مهم في تكوين الحياة الفكرية في المدينة المنورة، كما يُنسب إليه الفضل الأكبر في حفظ الثروة العلمية الإسلامية، وتدوينها، ونقلها، فلقب بسيد التابعين، واتصف ابن المسيّب بالقوة، والشجاعة في سبيل الحق، وباستقامة السلوك، والزهد، والورع، والتدين.[١]


مولد سعيد بن المسيّب ونشأته

ولد سعيد بن المسيّب في المدينة المنورة العام الخامس عشر هجريًّا أثناء خلافة عمر بن الخطاب، وفي بعض الروايات ذُكر أنه ولد بعد استخلاف عمر بأربع سنين، أي في العام السابع عشر هجريًّا، وهو قرشي مخزومي النسب، وكان والده وجده من سادات العرب، وذوو أصلٍ عريق، وهما صحابيان جليلان، فقد استشهد جده في موقعة اليمامة، وشهد والده بيعة الرضوان، وفتوح الشام، أما أمه فهي نسيبة بنت عثمان بن حكيم بن أمية بن جارية بن الأوقص، وقد تزوج سعيد بابنة أبي هريرة؛ فكان من أكثر الناس، ملازمةً له، وعلمًا بحديثه[١]، وكان سعيد بن المسيب يكثر من الدعاء، والصلاة والتهجد في الليل، ويقضي معظم أيامه صائمًا، كما قيل إنه قد حج 40 حجة.[٢]


علم سعيد بن المسيّب

نشأ ابن المسيّب في المدينة المنورة، وخالط الصحابة، والفقهاء فيها، مما كان له الأثر الواضح في حياته، وتكوين شخصيته، وقد تلقى منهم العلم، ونقل عنهم الأحاديث النبوية، كما أتقن علوم الفقه، والأخبار والأنساب، والسنة النبوية، فأصبح بذلك من أكبر فقهاء المدينة، وأعلمهم بقضايا الناس، بالإضافة إلى ذلك فإنه درس القرآن الكريم من حفظ، وتلاوة، وفهم، وتفسير، وكان يفتي الناس والصحابة، كما امتلك القدرة على تفسير الرؤى والأحلام، وقد تعلم ذلك من أسماء بنت أبي بكر.[٣]


رأي العلماء في سعيد بن المسيّب

احتل سعيد بن المسيّب مكانة عالية بين علماء وفقهاء عصره؛ بسبب سعة علمه، ورجاحة عقله، وكان من أقوال من مدحه ما يأتي:[٤]

  • قال علي بن المديني: لا أعلم في التابعين أحدًا أوسع علمًا من ابن المسيّب، هو عندي أجل التابعين.
  • قال قتادة، والزهري، ومكحول وآخرون: ما رأيت أعلم من سعيد بن المسّيب.
  • قال علي بن الحسين: ابن المسيّب أعلم الناس بما تقدمه من الآثار، وأفقههم في رأيه.


وفاة سعيد بن المسيّب

توفي سعيد بن المسيّب عام 94 هجريًا عن عمرٍ يناهز 80 عامًا، وكان ذلك في عهد الخليفة الوليد بن عبدالملك، وقد دفن في منطقة البقيع.[٥]

المراجع

  1. ^ أ ب عبد الستار حمدون احمد الجبوري، سعيد بن المسيب حياته ومساهمته في التدوين التاريخي العربي الإسلامي، صفحة 59-61. بتصرّف.
  2. وهبة الزّجيلي، سعيد بن المسيب سيد التابعين، صفحة 41-49. بتصرّف.
  3. عبد الستار حمدون احمد الجبوري، سعيد بن المسيب حياته ومساهمته في التدوين التاريخي العربي الإسلامي، صفحة 61-62. بتصرّف.
  4. الذهبي، سير أعلام النبلاء، صفحة 218-224. بتصرّف.
  5. وهبة الزّجيلي، سعيد بن المسيب سيد التابعين، صفحة 34. بتصرّف.