من هو مُخترع الهاتف؟

هو ألكسندر جراهام بيل، مُخترع، ومُعلّم الصُمّ، وعالم من أبرز رواد القرن العشرين.


يُعد غراهام بل أول عالم ومُخترع لجهاز الهاتف، إضافةً إلى أن اهتمامه الأساسي كان مُنصبًا على تعليم الأطفال الذين يُعانون من الصَمم، ومنهم والدته، فقد درس كوالده فسيولوجيا الكلام، ليغدو واحدًا ممن دعموا وغيروا نهج تعليم الأطفال الصُم ليقوم على التعليم الشفهي، فضلًا عن إنجازاته، واختراعاته العظيمة التي أحدثت ثورة في مجال الصوتيات، وغيرها من الأنظمة والوسائل التكنولوجية الحديثة.[١][٢]


مولد غراهام بل

وُلد ألكسندر بل في مدينة إدنبرة الواقعة في اِسْكُتْلَنْدَا، في تاريخ 3-3-1847 م، وكان والده ميليفيل بيل مُدرسًا للصُمّ، وكانت والدته إليزا جريس سيموندز تُعاني من مشاكل في أذنيْها وصمّاء تقريبًا، الأمر الذي أثر على اختيار ألكسندر المهنيّ ليغدو مُدرسًا للصُم كوالده.[٣]


مسيرة غراهام بل الأكاديمية والتعليميّة

التحق ألكسندر عندما كان عمره 11 عامًا في المدرسة الثانوية الملكية في مدينة إدنبرة، ولم يتأقلم مع المنهج الإلزامي فيها، مما دفعه لترك المدرسة في سن 15 عامًا قبل أن يتخرّج، وسافر مع عائلته إلى لندن، وهناك اجتاز اختبارات القبول الجامعية في جامعة لندن كوليدج، والتحق بها في عام 1868 م، إلا أنه لم يُتم دراسته، ويتخرّج منها بسبب انتقال أسرته بعد عامين وهجرتها إلى كندا بعد وفاة شقيقيه إدوارد وميلفيل في عام 1870 م بمرض السل.


وبعد استقرار الأسرة في مدينة برانتفورد أونتاريو، سافر ألكسندر إلى بوسطن في الولايات المُتحدة ليبدأ التدريس في عدة مدارس، منها: مدرسة بوسطن للصُمّ، والمدرسة الأمريكية للصم في مدينة هارتفورد عاصمة ولاية كونيتيكت، ومدرسة كلارك للصم في مدينة نورثهامبتون الواقعة في ولاية ماساتشوستس، وهناك وقع في حب ابنة مالك المدرسة جاردينر جرين هوابارد، وكانت ابنته طالبةَ ألكسندر الصمّاء، واسمها مابيل جاردينر جرين هوبارد، فتزوجها في عام 1877 م، ورُزق منها بأربعة أطفال، وفي عام 1879 م انتقل ألكسندر إلى واشنطن، وهناك أنشأ مُختبرًا بمساعدة المُخترع تشارلز سومنر تاينتر، وقاما بنقله بعد عام إلى ولاية كونتيكت بتمويل بقيمة 10000 دولار حصلا عليها لقاء اختراع الهاتف من جائزة فولتا الفرنسيّة، ومن هنا شكّل ألكسندر جمعية مختبر فولتا بعد انضمام ابن عمه أستاذ الكيمياء في لندن تشيتشيستر بيل لهما، واستمروا بالعمل خمس سنوات حازوا خلالها على براءة 15 اختراعًا، ثم حلّوا الجمعية ليعود ابن عمه تشيتشيستر بيل إلى لندن عام 1885 م.[٣][٤]


إنجازات واختراعات ألكسندر جراهام بل

كان ألكسندر مُندفعًا، ويتسم بفضوله الفكري المُتميز والنادر الذي حثّه على البحث والعمل بانتظام، فقد كان يسعى إلى التعلم والإبداع الذي ساهم بإنجازات علميّة خدمت البشرية على مر العصور، ومنها:


اختراع الهاتف

كان التحدي الأكبر لغراهام بل هو إيجاد طريقة لنقل طبقة الصوت عبر سلك، وذلك من خلال إعادة إنتاج الموجات الصوتية في تيار متموج مستمر، الأمر ذاته ينطبق على كلام الإنسان المكون من عدة اهتزازات صوتية معقدة، وحصل ألكسندر على براءة اختراع لنسخته الأولى المطورة من جهاز الهاتف في تاريخ 7-3-1876 م، عندما كان عمره 29 عامًا، فاختبَر جهازه بالتحدث عبره مع شريكه توماس واتسون وكان أول ما قاله" السيد واتسون، تعال إلى هنا أريد أن أراك"، وعرض هاتفه في معرض المئوية في فيلادلفيا مُبرهنًا نظريته التي تفيد بإمكانية صنع أنماط الكلام لتغيير شدة التيار الكهربائي، وأنه يُمكن استنساخ صوت الإنسان، وهو ما أظهره جهاز الهاتف الذي بات اليوم مُنتشرًا في جميع دول العالم، بعد أن تأسست شركة بيل للهواتف في عام 1877 م التي أوصلت الهاتف إلى الناس، وقدمت أساس صناعة الاتصالات السلكية واللاسلكية اليوم.[٥]


اختراع الفوتوفون

عمل ألكسندر مع مساعده تشارلز سومنر تايننتر على تطوير جهاز أسمياه الفوتوفون، الذي يُتيح بدوره نقل الصوت على شعاع ضوئي، وذلك من خلال بلورة سيلينيوم حساسة ومرآة تهتز مُستجيبةً للصوت، وتمكن العالمان من إرسال رسالة ضوئية عبر 200 ياردة من مبنى إلى آخر في عام 1881 م، وبنظر ألكسندر فإن جهاز الفوتوفون يُشكل ثورة عظيمة في مجال الاتصالات؛ إذ تمكن من كشف المبدأ الذي تقوم عليه أنظمة الاتصالات الليزرية والألياف الضوئية في زماننا الحالي، بالتزامن مع تطويرالتقنيات الحديثة التي حققت هذا الإنجاز ودعمته أكثر.[٢]


تطوير فونوغراف ثوماس أديسون واختراع الجرافوفون

أجرى ألكسندر بيل مع بقية أعضاء مختبر فولتا العديد من التجارب الصوتية، واجتهدوا في سبيل تحسين سجل الفونوغراف الخاص بالمُخترع توماس إديسون، من خلال البحث عن تقنيات مختلفة لتسجيل الصوت وتشغيله، والتي تشمل الاستنساخ المغناطيسي، والتصوير الفوتوغرافي، كما بنوا آلات خاصة للأسطوانات والأقراص، وأنواع المسجلات المُستخدمة مع شريط ورقي مُشمّع، وأثمرت جهودهم بإيجاد طرق مُختلفة لإنتاج عدة نسخ من تسجيل صوتي واحد، ومن أبرز اختراعاتهم التجاريّة التي أثمرت عنها تجارب الفونوغراف كان اكتشافهم للجرافوفون؛ وهو جهاز قادر على تسجيل أسطوانة الشمع وتشغيلها عليه.[٦]


ميزان الحث ومجس الهاتف

وهو بمثابة جهاز مُبكر للكشف عن المعادن، يُستخدم لأغراض طبية وجراحيّة، وقد عمل ألكسندر على اختراعه بعد إصابة الرئيس الأمريكي جيمس غارفيلد برصاصة استقرت في ظهره وعجز الأطباء عن تحديد موقعها، وذلك باستخدام الميزان التعريفي، وهو خطوة ثانوية لبحثه القائم حول إلغاء التداخل الكهربائي في أسلاك الهاتف، وبما يُفيد بأن توازن الحث الذي يتكون بشكل صحيح سيصدر نغمة عندما يقترب جسم معدني منه، ونجح بيل في عرض الميزان لمجموعة من الأطباء ليتبنى الجراحون اكتشافه ويعملون به، كما استُخدم في إنقاذ العديد خلال الحروب.[٣][٢]


اكتشافات طبيّة وعلمية أخرى

صمم ألكسندر سترة فراغ معدنيّة لتسهل التنفس، وذلك بعد وفاة طفله بيل حديث الولادة بسبب مشاكل في جهازه التنفسي، ليغدو جهازه ذا أهمية كبيرة للمصابين بشلل الأطفال، كما أنه اخترع مقياس السمع والذي يهدف لاكتشاف مشاكل السمع الطفيفة، إضافةً لإجرائه تجارب إعادة تدوير الطاقة وأنواع الوقود البديلة، ومحاولة إزالة الملح من مياه البحر، وغيرها من الإنجازات العظيمة.

[٢]


في مجال الهندسة والطيران

صمم ألكسندر العديد من الطائرات الورقية والمروحيات بمشاركة أعضاء جمعية التجارب الجوية، وابتكر طائرة تمكنت من التحليق والدوران لمسافة نصف ميل في باديك في ولاية نوفا سكوشا، كما أنه طور الشكل الرباعي المكون من أربعة مثلثات متساوية الأضلاع خلال محاولته تصميم طائرة ورقية قادرة على حمل رجل، ليغدو هذا الشكل الهندسي أحد أكثر الهياكل الطبيعية استقرارًا، وأصبح يُمثل الأساس للعديد من الجسور والأبراج الحديثة، كما حصل ألكسندر بيل على براءة اختراع لأحد أسرع الزوارق المائية في العالم عندما كان عمره 75 عامًا.[٥]


أشهر أقوال غراهام بل

من أشهر أقوال ألكسندر ما يأتي:[٧]

  • عندما يُغلق باب يُفتح باب آخر، لكننا كثيرًا ما ننظر إلى الباب المغلق طويلًا وبأسف شديد بحيث لا نرى الأبواب التي تفتح لنا.
  • المخترع ينظر إلى العالم ولا يكتفي بالأشياء كما هي، يريد أن يحسن ما يراه، يريد أن يفيد العالم بفكرة تطارده.


وفاة غراهام بل

توفي غراهام بل في تاريخ 2-8-1922 م في جزيرة كيب بريتون في مقاطعة نوفا سكوشا (كندا)، عن عُمرٍ يُناهر 75 عامًا مُخلفًا وراءه أفكارًا يرى الباحثون فيها أدلة قد تُوفّر حلولًا لمشاكل التكنولوجيا الحديثة.[٥]

المراجع

  1. "THE INFLUENCE OF ALEXANDER GRAHAM BELL", gallaudet, Retrieved 5-5-2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث "Alexander Graham Bell Family Papers at the Library of Congress"، loc، اطّلع عليه بتاريخ 5-5-2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت David Hochfelder, "Alexander Graham Bell", britannica, Retrieved 5-5-2021. Edited.
  4. "Alexander Graham Bell And Origins of Record sound", americanhistory.si, 26-1-2016, Retrieved 5-5-2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت "ALEXANDER BELL", lemelson, Retrieved 5-5-2021. Edited.
  6. "Alexander Graham Bell And Origins of Record sound", americanhistory.si, 26-1-2016, Retrieved 5-5-2021. Edited.
  7. "Alexander Graham Bell", goodreads, Retrieved 5-5-2021. Edited.