فرانس كافكا

هو كاتب رواية نمساوي، معظم رواياته خيالية، أشهرها رواية المحاكمة ورواية التحوّل، ويعد من أشهر وأهم أدباء القرن العشرين.


ولد فرانس كافكا في 3 يوليو عام 1883 في براغ، النمسا أو المجر (جمهورية التشيك اليوم)، وتوفي بسبب مرض السل بالقرب من مدينة فيينا في النمسا بتاريخ 3 يونيو عام 1924، وهو كاتب رواية نمساوي، يكتب باللغة الألمانية، تستهويه كتابة الرواية الخيالية، وأشهر رواياته المحاكمة ورواية التحوّل التي تتحدث عن القلق والاغتراب الذي شعر الكثير من الناس في أوروبا وأمريكا الشمالية خلال القرن العشرين،[١] ومعظم أعمال كافكا نُشرت بعد وفاته من قبل صديقه ماكس برود،[٢] وبالرغم من أنه كان محاميًا إلا أن صبّ اهتمامه على الكتابة، وكان يعاني خلال حياته من القلق والشك بالنفس وبعض الاضطرابات النفسية، وينسب ذلك إلى شخصية والده المتعجرفة.[٣]


حياة فرانس كافكا المبكرة وتعليمه

ولد فرانس كافكا لعائلة يهودية من الطبقة الوسطى في براغ، عاصمة بوهيميا التي كانت جزءًا من الإمبراطورية النمساوية المجرية، وهو الابن الأكبر للعائلة، وفي وقت ما أصبح الابن الوحيد أيضًا، فقد مات شقيقاه اللذان يصغرانه عندما كان كافكا في السادسة من عمره، وماتت جميع شقيقاته الثلاثة في معسكرات الاعتقال النازية، وحتى علاقته بوالديه لم تكن جيدة، فكانت والدته جولي ربة منزل ابنة رجل ثري، ولكنها محدودة التفكير ولم تفهم ابنها ورغبته في أن يصبح كاتبًا، أما والده فكان سيئ المزاج واستبدادي، يعمل كرجل أعمال ويكسب لقمة عيشه من بيع الملابس، وهو أيضًا كان له في تحطيم طموح ابنه، فلم يكن يشجعه على الإبداع وكان يحطم من معنوياته وعزيمته دائمًا، وهذه الطفولة تركت أثرًا نفسيًا سيئًا على كافكا لطوال حياته، فعانى من عدة اضطرابات نفسية، وتجلى ذلك واضحًا في رواياته التي احتوت على شخصيات تواجه قوة متعجرفة هدفها تدمير نفسية الإنسان وكسر ثقته بنفسه.[٢]


أما عن تعليمه فقد ارتاد كافكا مدرسة البنين الألمانية في براغ خلال المرحلة الابتدائية من التعليم، ومن ثم التحق بالمدرسة الألمانية الثانوية للمتفوقين Altstädter Gymnasium التي تمتاز بأنها مدرسة صارمة للنخبة الأكاديمية ولا تقبل سوى الطلاب المتفوقين، فكان كافكا طالبًا مجتهدًا ومتوفقًا في دراسته، وإلى جانب المدرسة كان يذهب إلى الكنيس مع والده أربع مرات في السنة، وفي عام 1901 تخرج كافكا من المدرسة الثانوية وتعلّم التاريخ واللغتين اليونانية واللاتينية، وبعد أن أنهى كافكا تعليمه الأساسي التحق بجامعة تشارلز فرديناند لدراسة الكيمياء، ولكنه غيّر رأيه وغير تخصصه الجامعي بعد أسبوعين ليقرر أن يدرس القانون، وبالجامعة التقى بصديقه ماكس برود الذي أصبح صديقه المقرب ورافقه طوال سنوات حياته.[٤]


مسيرة فرانس كافكا المهنية

فيما يأتي لمحة عن مسيرة فرانس كافكا المهنية:[٣]

  • بعد أن تخرج كافكا من الجامعة حاملًا شهادة في القانون عمل في شركة تأمين، ولكن طبيعة العمل لم تكن مرضية بالنسبة له، بسبب ساعات العمل الليلية الطويلة التي منعته من التركيز على كتابة الروايات.
  • في عام 1908 انتقل كافكا للعمل في مؤسسة التأمين ضد حوادث العمال، وبقي يعمل بها لمدة عشر سنوات تقريبًا.
  • كان كافكا يستغل أوقات فراغه في كتابة القصص والروايات.
  • في عام 1911 حضر كافكا عرضًا مسرحيًا لفرقة تعرض الثقافة اليديشية، وأعجب جدًا بالعرض وأصبح مفتونًا بالثقافة اليديشية، الأمر الذي أفسح له مجالًا لاستكشاف تراثه وأصله اليهودي.
  • في عام 1917 تم تشخيص فرانس كافكا بمرض السل الأمر الذي أجبره على تقديم استقالته والتقاعد.[٢]
  • في عام 1923 انتقل كافكا إلى مدينة برلين في ألمانيا بهدف النأي عن النفس والتفرغ للكتابة.[٤]


مسيرة فرانس كافكا الأدبية

أثرت شخصية كافكا في رواياته، فيُقال إنه عانى من مستوى منخفض من الفصام، وكان يعاني من تدني احترام الذات والقلق المزمن، على الرغم من أن شخصيته كانت لطيفة، وكان ذكيًا ويتمتع بروح الدعابة، ولكنه كان يفتقر للاستقرار والأمان النفسي، مما أضر بحياته الاجتماعية والعاطفية طوال حياته، وظهر هذا الأمر واضحًا وجليًا في رواياته التي كانت شخصياتها تمثل شخصيته ومشاعره.[٣]


لم ينشر كافكا سوى عدد قليل من الروايات والقصص خلال حياته، وأوصى صديقه ماكس برود قبل وفاته أن يتخلص من كل مخطوطاته وكتاباته بعد موته، ولكن صديقته دورا ديامانت احتفظت سرًا ببعض أعماله الأدبية التي صودرت لاحقًا وبدأت تجذب انتباه القراء، ومن هنا جاءت شهرة كافكا، وطغت على أعمال كافكا الحداثة والواقعية السحرية، وكانت بعض أعماله خيالية، ولم تخلُ من مشاعر اليأس والإحباط والعبثية، المشاعر التي كان يعاني منها كافكا خلال حياته، وكثرت في رواياته موضوعات الاغتراب والاضطهاد.[٥]


روايات فرانس كافكا

نشرت معظم روايات كافكا بعد وفاته، واكتسب كافكا شهرته ككاتب بعد وفاته أيضًا، وتمكن عالم الفقه البريطاني مالكولم باسلي من الحصول على معظم أعمال كافكا الأدبية الأصلية والمكتوبة بخط يده في مكتبة أكسفورد بودليان، وذلك عام 1961، وحصل على نص رواية المحاكمة من خلال مزاد علني أجري في ألمانيا، وبعد ذلك ترأس مالكولم باسلي فريقًا أدبيًا لإعادة بناء ونشر أعمال كافكا، وهو مَن حرر رواية القلعة التي نشرت في عام 1982، ونشر رواية المحاكمة في عام 1990، ونشرت رواية أمريكا، ورواية المفقود في عام 1983، في حين نشرت رواية “المسخ” التي تعتبر واحدة من أشهر روايات كافكا في عام 1915.[٥]


للتعرف على كتاب وروائيين آخرين يمكن الاطلاع على: باولو كويلو، ورولان بارت.


المراجع

  1. "Franz Kafka", britannica, Retrieved 25/11/2022. Edited.
  2. ^ أ ب ت "Franz Kafka", biography, Retrieved 25/11/2022. Edited.
  3. ^ أ ب ت "Biography of Franz Kafka, Czech Novelist", thoughtco, Retrieved 25/11/2022. Edited.
  4. ^ أ ب "Franz Kafka Biography", kafka-online, Retrieved 25/11/2022. Edited.
  5. ^ أ ب "Franz Kafka", newworldencyclopedia, Retrieved 25/11/2022. Edited.