من هو كريستوفر كولومبوس؟

هو ملاح وبحار، وأحد أبرز المُستكشفين حول العالم في القرن الخامس عشر الميلادي.


وهو كريستوفر دومينيكو كولومبوس، مُستكشف وملاح إيطالي لُقب بأمير بحر المحيط، ويُعد من أعظم البحارة في التاريخ ممن اكتسبوا شهرة واسعة في أوروبا، فقد كان بطلًا قوميًا تميز بعبقريته الفذّة، واتساع بصيرته، ومعرفته الكبيرة التي اكتسبها من قراءاته الغزيرة للأدب الجغرافي، فقدّم مساهمات عريقة عبر تجاربه ومغامراته العلمية، ورحلاته الاسكتشافية التي أبحرها من إسبانيا باتجاه الغرب نحو آسيا، إذ قام بأربع بعثات علمية إليها بعد أن كسب تأييد ملوك الإسبان الكاثوليك، وحظي برعايتهم وأقنعهم بمشروعه الجغرافي الذي أصبح سياسيًا بعدها، مما أثار الجدل والغموض حول كولومبوس، وشكك في نواياه ودوافعه.[١][٢]


مولد كريستوفر كولومبوس

اختلف المؤرخون حول ولادة كولومبوس، ورجح أنه بين 26-8 إلى 31-10 من عام 1451م في مدينة جنوة في إيطاليا، وكان الابن الأكبر بين 5 أشقاء لوالده دومينيكو كولومبو، حائك الصوف والسياسي المحلي، ولوالدته سوزانا فونتاناروسا ابنة نساج الصوف، وكان كريستوفر مقربًا جدًا من شقيقه بارتولوميو الذي تشارك معه دراسة الخرائط وسمها، وبيع الكتب والسفر، وفي عام 1470م انتقل مع عائلته إلى سافونا غرب جنوة.[٣]


ثقافة كريستوفر كولومبوس وتعليمه

يجهل المؤرخون التسلسل الأكاديمي والدراسات التي تلقاها كولومبوس في مرحلة الطفولة، لكن بشكل عام كانت النقابات الحرفية الإيطالية تقدم مستوى أولي من القراءة والكتابة في مدارسهم، وعندما أصبح كريستوفر شابًا انضم إلى والده في أعماله التي تتضمن معالجة الصوف وتجارته، وكان من الطبيعي بالنسبة لهم الإبحار خلال العمل، فنشأ كريستوفر في الميناء البحري خلال سنوات مراهقته الأولى، كما بدأت حياته المهنية كبحار حقيقي في البحرية البرتغالية التجارية، وبعد نجاته من حطام سفينة عام 1476م قبالة منطقة كيب سانت فنسنت، وهي النقطة الجنوبية الغربية للبرتغال، استقر في لشبونة برفقة شقيقه بارثولومبيو، وبعدها بعام أبحر إلى إيرلند وآيسلندا برفقة السفن التجارية، وفي عام 1487م تزوج من فيليبا بيريستريلو إي مونيز، التي أنجب منها ابنه دييغو، وبعد وفاتها أنجب من عشيقته بياتريس إنريكيز دي هارانا من قرطبة ابنه فيرناند مؤلف سيرته الذاتية، وخاض مغامرات عديدة وأبحر في رحلات متنوعة اكتسب منها الخبرة والمعرفة، وساهم في اكتشافات تاريخية متميزة خلدت اسمه كبحار وقبطان.[٤][٣]


رحلات كريستوفر كولومبوس

توجد العديد من الحلقات المفقودة والأمور الجدلية التي تخللت مسيرة كريستوفر كولومبس الاستكشافية، ومُعظم الحقائق التي وردت فيها كتبها ابنه فرناندو كولومبوس مؤلف سيرته الذاتية، والتي تُشير إلى أن كريستوفر أبحر إلى إنجلترا، وإيرلندا، وآيسلندا، والبرتغال، واليونان، وإسبانيا عندما كان عمره 15 سنة، والتقى في البرتغال القبطان المشهور هنري الذي أخذ عنه حب المغامرة والاستكشاف، ودرس خرائطه الجغرافية، وخرائط ملاحين آخرين، فعزم على الوصول إلى ثروات بلاد الشرق عبر الإبحار غربًا باتجاه جزر بلاد شرق آسيا الأسطورية، والممثلة بالهند، والصين، واليابان، وبورما، وإندونيسيا، والتي اشتهرت جميعًا بالخيرات والثروات، والتوابل والأعشاب والعقاقير، والذهب والعطور، فكانت تُباع بثمن باهظ في أروبا؛ بسبب صعوبة نقلها وكلفة استيرادها، لكنه كان يُدرك أن رحلته ومشروعه يتطلب رعاية وإمدادت ملكية خاصة، فطلب دعم ملوك البرتغال وفرنسا، وإسبانيا، وإنجلترا التي رفض جميع حكامها تقديم الدعم لبعثته، عدا الملكة إيزابيلا والملك فرديناند ملوك إسبانيا اللذين استجابا لطلبه، ضمن اتفاقيات ومساومات عدة سياسية ومادية، وهو ما جعل مُعظم أراضي العالم الجديد التي اكتشفت تابعة للإسبان وليس للإنجليز،[٥][٦] ومن جهة أخرى انطلق كولومبوس في أربع رحلات علمية استكشافية، سارت ضمن التسلسل الزمني الآتي:[٤][٥][١]

  • الرحلة الأولى التي امتدت حتى عام 1493: والتي ساعده تقييمه الخاطئ لحجم العالم في اكتشافاته الجغرافية خلالها؛ إذ كان يدرك أن الأرض كروية، لكنه أخطأ في تقدير حجمها، فظن أن القارة الآسيوية أكبر حجمًا مما هي عليه، وأقرب إلى إسبانيا، وكان يعتمد على مُجسم مارتن بيهايم للكرة الأرضية، والذي بدوره صممه بحسب قياسات بطليموس لمحيط الأرض، والتي كانت أصغر من القياس الحقيقي بنسبة 25%، ومن هنا أبجر كولومبوس بمسافة 3000 ميل، وظن أنه لم يصل اليابان كما أراد، وأن الجزر التي وصلها هي أجزاء من الهند الشرقية، وسمى سكانها بالهنود، والتي توجد على الحقيقة جنوب اليابان، وخلال هذه الرحلة أقام مستوطنة نافيداد، لكنه أصيب بخيبة أمل ولم تسِر رحلته كما كان يطمح رغم أنه نال تقدير الملوك والرعاة، وحصل على منصب فارس، ومُنح شعار النبالة في عام 1493م، ولقب بأمير بحر المحيط، وعيُن نائب الملك في الأراضي الجديدة المكتشفة في جزر الهند، فضلًا عن نسبة أرباحه من الثروات الجديدة، وغيرها من المكاسب بعد أن وقّع ملوك إسبانيا اتفاقية الرحلة معه.
  • الرحلة الثانية عام 1493م: أبحر كريستوفر في رحلته الثانية إلى المحيط الأطلسي، وأعاد بناء مستعمرته في الجزر المكتشفة بالقوة بعد تدمير المستعمرة الأولى، وترك السلطة هناك لشقيقيه بارثميلو ودييغو، وعاد إلى إسبانيا في عام 1498م.
  • الرحلة الثالثة عام 1498م: عاود كريستوفر الانطلاق في عام 1498م حتى وصل نقاطًا جغرافية أبعد، ومنها؛ جزيرة باريا في فنزويلا المعروفة الآن، والتي شك بأنها أكثر من جزيرة تقع على سواحل الصين، وأكد في يومياته وجود قارة ضخمة جدًا، وهو ما يفوق مغامرة جزر الهند التي كان يخوضها، وتجدر الإشارة إلى أنه تعرض للسجن بعد هذه الرحلة، لكن أفرج عنه ليخوض رحلته الأخيرة.
  • الرحلة الأخيرة عام 1502م: قام كريستوفر برحلته الأخيرة للعالم الجديد، والتي بدأت عام 1502م، واكتشف خلالها العديد من الجزر الجديدة، ويشير بعض المؤرخين أن كولومبوس توفي وهو يظن أنه وصل جزر الهند مُتراجعًا عن أفكاره حول العالم الجديد، ولم يعلم باكتشافه العالم الجديد المعروف الآن بأمريكا.


أشهر أقوال كريستوفر كولومبوس

من أشهر أقوال كولومبوس ما يأتي:[٧]

  • لا يمكنك عبور المحيط أبدًا ما لم تكن لديك الشجاعة لتغيب عن بالك الشاطئ.
  • البحر سيمنح كل رجل أملًا جديدًا، والنوم يجلب له الأحلام إلى الوطن.
  • بعد ضوء الشمس تركنا العالم القديم.


وفاة كريستوفر كولومبوس

توفي كولومبوس في بلد الوليد في إسبانيا في تاريخ 20-5-1506م، وكان يبلغ من العمر 55 سنة تقريبًا.[٣]

المراجع

  1. ^ أ ب " An Ongoing Voyage Christopher Columbus: Man and Myth", loc, Retrieved 10-6-2021. Edited.
  2. EDWARD EVERETT HALE, THE LIFE OF CHRISTOPHER COLUMBUS FROM HIS OWN LETTERS AND JOURNALS, Page 3-7-8. Edited.
  3. ^ أ ب ت Thomas C Tirado، Christopher Columbus، Page 2. Edited.
  4. ^ أ ب Valerie I.J. Flint, "Christopher Columbus", britannica, Retrieved 11-6-2021. Edited.
  5. ^ أ ب رويستون إم روبرتس، السرنديبية: اكتشافات علمية وليدة الصدفة، صفحة 23-24. بتصرّف.
  6. صاموئيل اليوت موريسون، كريستوفر كولمبوس المكتشف العظيم، صفحة 23. بتصرّف.
  7. "Cristoforo Colombo Quotes", goodreads, Retrieved 10-6-2021. Edited.