مؤلف رواية جين آير

من مؤلف رواية جين آير؟

هي شارلوت برونتي، وهي روائية، وشاعرة، وإحدى أبرز أعلام القرن التاسع عشر.

وهي شارلوت برونتي، كاتبة إنجليزية الأصل، تُعد من أشهر الروائيات في العصر الفيكتوري، وهي كبرى الشقيقات الكاتبات الثلاث (إميلي جين، وآن)، اللاتي تُعد رواياتهن من كلاسيكيات الأدب الإنجليزي، بدأت مسيرتها الأدبية في كتابة الشعر، حيث كتبت في جميع الأشكال الشعرية التي كان متعارف عليها في العصر الفيكتوري، إلا أنها حولت اهتماماتها الأدبية إلى الكتابة الروائية، وذلك بعد النجاح الذي حققته روايتها الأشهر "جين آير"، وقد كان أكثر ما يميز أعمالها الجرأة والشجاعة في الطرح التي كانت مفتقدة آنذاك، حيث صبت جل تركيزها على استكشاف طبيعة الحياة الإنسانية، كما احتوت رواياتها على الكثير من تجاربها الشخصية، والجدير بذكره أنها قامت بنشر أعمالها باسم مستعار هو "كورير"، وذلك بسبب تجاهل النقاد في ذلك العصر للكتابات النسائية.^[١][٢]

مولد شارلوت برونتي ونشأتها

ولدت شارلوت برونتي في تاريخ 21-4-1816م، في بلدة ثورنتون بالقرب من يوركشاير في إنجلترا، والدها هو رجل الدين باتريك برونتي ذو أصول إيرلندية، أما والدتها فهي ماريا برانويل برونتي، والتي توفيت بُعيد انتقالها مع عائلتها إلى منطقة هاوورث ليتولى زوجها منصب القس فيها، تاركةً خلفها خمس بنات وصبيٌ واحد، وقد كانت شارلوت آنذاك لا تزال في الخامسة من عمرها، مما اضطر الوالد إلى أن يستعين بشقيقة زوجته إليزابيث برانويل للمساعدة في تنشئة وتربية أطفاله، ونظرًا لذلك انتقلت الخالة للإقامة بشكلٍ دائم في منزل العائلة.^[٣]

مسيرة شارلوت برونتي العلمية والعملية

في عام 1824م وعندما كانت شارلوت في الثامنة من عمرها، تم إرسالها مع ثلاث من شقيقاتها إلى مدرسة "بنات رجال الدين" الداخلية في منطقة لانكشاير، إلا أنه وبسبب الظروف القاسية في هذه المدرسة، أصيبت شقيقتيها الأكبر سنًا بمرض السل، الأمر الذي أدى إلى وفاتهما، مما أجبر الوالد إلى إعادة شارلوت وشقيقتها إميلي إلى المنزل في هاوورث، حيث بدأت شارلوت في تلقي تعليمها منزليًا بإشراف والدها وخالتها إليزابيث، وخلال هذه الفترة تعاونت شارلوت مع شقيقتيها إميلي وآن في إنشاء مجلة عائلية ليعرضوا فيها أشعارًا وقصصًا من تأليفهم وإبداعهم، ويمكن اعتبار الفترة الممتدة ما بين عامي 1829-1831م الفترة التي ساهمت في صقل موهبة شارلوت الشعرية، حيث كتبت معظم قصائدها الشعرية خلالها، وأظهرت اهتمامًا كبيرًا بالتاريخ الأدبي.

وفي عام 1831م التحقت شارلوت بمدرسة "رو هيد"، حيث استمرت فيها لمدة سنة ونصف فقط، ثم عادت مرةً أخرى إلى منزلها، لتلتحق بعدها بالعمل كمربية في عدة أماكن مختلفة، كما عملت لبضع سنوات كمدرسة في إحدى مدارس بروكسل الداخلية، قبل أن تعود إلى منزل العائلة وذلك في عام 1844م، حيث بدأت مسيرتها الأدبية بنشر العديد من أعمالها الشعرية والروائية، الأمر الذي جعلها تنتقل إلى لندن بهدف التعرف على الأوساط الأدبية فيها، وبعد وفاة شقيق شارلوت الوحيد وشقيقتيها، اضطرت للعودة إلى هاوورث لرعاية والدها المسن، وفي عام 1854م تزوجت شارلوت من رجل الدين "آرثر بيل نيكولز"، إلا أنّ هذا الزواج لم يدم طويلًا، فقد كانت فترة حمل شارلوت صعبة ومرهقة، الأمر الذي أصابها بمرض عانت منه لفترة طويلة، قبل أن تفارق الحياة.^[٤][٥]

مسيرة شارلوت برونتي الأدبية

في عام 1846م نشرت شارلوت أول عمل شعري لها بالتعاون مع شقيقتيها إميلي وآن تحت أسماء مستعارة، إلا أنّ هذا الكتاب لم يحظ بالنجاح المطلوب، ولم يبع منه سوى نسختين اثنتين فقط، وفي عام 1847م نشرت شارلوت روايتها الأولى "جين آير"، والتي حققت آنذاك نجاحًا باهرًا، الأمر الذي شجعها على الاستمرار في الكتابة، فنشرت روايتها الثانية "شيرلي" في عام 1849م، ومن ثم رواية "فيليت" في عام 1853م، ورواية "البروفيسور" التي نشرت بعد وفاتها وتحديدًا في عام 1857م.^[٣]

جين آير

تُعد رواية جين آير من كلاسيكيات الأدب العالمي، والتي نشرتها شارلوت تحت الاسم المستعار "كورير"، وتسرد قصة الفتاة اليتيمة جين التي كانت تعاني من الاضطهاد خلال إقامتها في منزل عمها، حيث يتم لاحقًا إرسالها إلى مدرسة داخلية، لينتهي بها المطاف بالعمل كمربية في منزل السيد "روشستر" والذي تقع بحبه، إلا أنّ أخلاقياتها تمنعها من التمادي في هذه العلاقة؛ كونه رجلًا متزوج من امرأة أخرى مصابة بالجنون، فتغادر جين المنزل وتقيم لدى أقاربها، قبل أن تعود إلى حبيبها بعد انتحار زوجته، لتجده قد فقد بصره وإحدى ذراعيه، فتهب حياتها لرعايته، والاهتمام بشؤونه.^[٦]

وفاة شارلوت برونتي

توفيت شارلوت برونتي في 31-3-1855م في هاوورث في إنجلترا، عن عمرٍ يناهز 38 عامًا.^[٢]