من هو مُخترع المجهر الضوئي؟

هو أنطوني فان ليفينهوك، باحث، وعالم أحياء، وتاجر ومسّاح، ومُخترع من رواد القرن السابع عشر.


وهو باحث ومُخترع هولندي الأصل، برع في طحن وصناعة العدسات، ووصل لاختراع أول مجهر ضوئي بسيط استخدمه لتكبير الأشياء من حوله، فشاهد بواسطته الكائنات الحية دقيقة الموجودة في قطرات الماء والعديد من الاكتشافات الأخرى، وعلى الرغم من تعليمه المتواضع، وأنه لم يكن عالمًا أو حتى طالبًا جامعيًا إلا أن ذكاءه الشديد، وعمله الدؤوب، وبصيرته المُستنيرة، وخياله الواسع كان له دور هام في اكتشاف عالم الكائنات المجهرية الدقيقة التي لا تُرى بالعين المُجردة، فحقق جملة من الاكتشافات العظيمة في تاريخ علم الأحياء ضمت أنواعًا من البكتيريا، والحيوانات، والطفيليات التي تعيش البيئة البحرية، إضافةً لمشاهدة خلايا الدم، والحيوانات المنوية، وبعض الديدان الخيطية الدقيقة، والروتيفيرات، وغيرها من الأبحاث التي فتحت الباب على مصراعيه لعالم جديد وكبير من الحياة المجهرية التي حظيت باهتمام علماء الأحياء من بعده.[١][٢]


مولد أنتوني فان ليفينهوك

ولد أنتوني فان ليفينهوك في مدينة دلفت في هولندا في تاريخ 24-10-1632م، وعاش يتيمًا بعد أن توفي والده في سن مُبكرة، وتزوجت والدته من الرسام جاكوب يانز مولين، والذي توفي أيضًا في عام 1648، فاضطر ليوينهوك لكسب قوته، وعاش حياة مليئة بالجد والعمل بعد أن أرسل إلى أمستردام ليتدرب على العمل بقماش الكتان.[٢]


ثقافة أنتوني فان ليفينهوك

ارتاد أنتوني فان ليفينهوك في مرحلة الطفولة مدرسة في بلدة وارموند، وعاش مع عمه في بلدية بينثويزن، وبعد أن توفي زوج والدته أرسل إلى أمستردام عام 1648م للعمل في قماش الكتان، وبقي هناك حتى عام 1654 م، وبينما كان في العشرين من عمره عاد إلى مسقط رأسه في ديلفت وأمضى بقية حياته فيها، فبدأ العمل في مجال الأعمال التجارية باعتباره تاجر أقمشة، كما عمل مساحًا، بالإضافة إلى أعمال أخرى متنوعة، وعُيّن مسؤولًا ثانويًا في المدينة، وفي عام 1654م تزوج ليفينهوك من ابنة درابر واسمها باربرا، وأنجب منها 5 أطفال لم ينجُ منهم إلا ابنته ماريا التي بقيت معه خلال حياته وساعدت على إيصال إرثه الثمين من المجاهر بعد وفاته.


وفي عام 1668م اتخذ ليفينهوك مسارًا جديدًا في حياته بعد أن تعلم طحن العدسات، وصنع مجاهر بسيطة بواسطتها، فشرع في المراقبة، والبحث باستخدامها، كما تزوج مرة أخرى عام 1671م بعد وفاة زوجته الأولى، وفي عام 1676م عُين وصيًا على تركة الرسام الشهير جان فيرمير المتوفى والُمفلس والذي قيل إنه كان صديقًا لفان ليفينهوك، وبعد أن توفيت زوجته الثانية عام 1694 أمضى سنوات حياته في صنع المجاهر، والعمل عليها، وكتابة الرسائل للجمعية الملكية في لندن، والتي تضم اكتشافاته وملاحظاته الشخصية التي وصل إليها من خلال البحث الذاتي والمراقبة بواسطة مجاهره العديدة التي فاق عددها 500 جهاز.[٢][٣]


اختراع المجهر الضوئي

في حلول عام 1668م، تعلم أنتوني فان ليفينهوك طحن العدسات، ثم استخدم مهاراته لصنع مجاهر يدوية بسيطة التركيب مصنوعة من عدسات مطحونة بدقة أتاحت له بوجود الإضاءة المناسبة تكبير الأشياء بمعدل يفوق 275 مرة، وكانت جميع مجاهره صغيرة جدًا، ولها وظيفة متشابهة وتصميم موحد، إذ كانت أبعادها ثابتة إلى حد ما بطول بوصتين وعرض بوصة واحدة، أما الهيكل الرئيسي للمجهر فيتكون من لوحين من المعدن المسطح والرقيق ومثبتين معًا، بحيث تُحصر بينهما عدسة صغيرة ثنائية محدبة قادرة على التكبير بمعدل يتراوح من 70 إلى 250 مرة بالاعتماد على جودة العدسة، واستخدمها ليفينهوك للمراقبة ودوّن الملاحظات التي شاهدها من خلال عمله الدؤوب، كما استأجر رسامًا حتى يرسم بمساعدته ما رآه، ودوّن وصفًا دقيقًا وواضحًا للكائنات الحية الدقيقة التي رآها بعدسات مجاهره، بالإضافة إلى الدراسات الأخرى التي أجراها باستخدامها.


وبعد وفاته خلّف وراءه ما يزيد عن 500 مجهر بسيط، لكن لا يوجد الآن سوى 10 مجاهر محفوظة يُقال إنها أصلية وتعود إليه، ويُشار إلى أنه صنع مجاهر بأكثر من عدسة، قد تتضمن ثلاثة أشكال من مجهر الأكيكير المشهور، وبعد مرور قرابة 350 سنة ساعدت تقنية التصوير المقطعي النيوتروني الحديثة على إلقاء نظرة أولية داخل المجاهر الأيقونية أحادية العدسة لفان ليفينهوك، والذي اكتشف في القرن السابع عشرة جزيئات الحيوانات التي كانت منفذًا لولادة علم الأحياء الدقيقة الذي شاهده باستخدام عدساته المجهرية التي أنتجها ذاتيًا بمهارة غير مسبوقة، والتي اجتهد العالم هوك للعثور على سرها لكنه لم ينجح في ذلك؛ نظرًا لأ فان ليفينهوك كان يلتزم السرية في صنع عدساته فدفن سرها معه.[٤][٥][٦]


مساهمات ليفينهوك في الكائنات الحية دقيقة

يرجع الفضل في اكتشاف وجود الكائنات المجهرية الدقيقة خلال الفترة 1665-1683 إلى العالمين روبرت هوك وأنطوني فان ليوينهوك، والذي كان لكل منهما دور مُستقل، أما عن ليوينهوك فنشرت تفاصيل مساهماته من خلال رسائله التي كان يبعث بها للجمعية الملكية في لندن، والتي اشتهرت بسرعة وترجمت لعدة لغات، وانتخب كعضو في هذه الجمعية عام 1680 م، وتضمنت رسائله الحقائق الآتية:[٤][١]

  • يُعد أول من شاهد البكتيريا الدقيقة التي تتحرك والتي أطلق عليها اسم حويصلات الحيوانات، والتي رآها بينما كان يُراقب في المجهر المادة البيضاء اللزجة السميكة التي تُكشط من أسنانه وأسنان الآخرين.
  • درس البروتست والأنسجة الحيوانية والخلايا النباتية والبلورات المعدنية والحفريات، كما قدم وصفًا وملاحظات دقيقة لمياه البحيرة ذكر فيه العديد من أنواع وتركيب النباتات والطحالب المُختلفة.
  • اكتشف خلايا الدم، كما كان أول من رأى خلايا الحيوانات المنوية الحية في الحيوانات.
  • اكتشف العديد من أنواع الحيوانات المجهرية الأخرى الدقيقة، مثل: الديدان الخيطية، والروتيفرات، وغيرها.


أشهر أقوال أنتوني فان ليفينهوك

من أشهر أقوال أنتوني فان ليفينهوك ما يأتي:[٧]

  • كم هي غامضة وغير مفهومة أعمال الطبيعة الخفية.
  • سبب تصميمي ليس أن أبقى عنيدًا مع أفكاري، لكنني سأتركها وأتوجه إلى الآخرين بمجرد أن تظهر لي أسبابًا معقولة يمكنني استيعابها.
  • يجب على الرجل دائمًا أن يكون مشغولاً بأفكاره إذا أراد تحقيق أي شيء.


وفاة أنتوني فان ليفينهوك

توفي أنتوني فان ليفينهوك في مدينة دلفت في هولندا في تاريخ 26-8-1723 م وكان يبلغ من العمر 90 عامًا.[٢]

المراجع

  1. ^ أ ب "Antony van Leeuwenhoek", ucmp.berkeley, Retrieved 25-6-2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث "Antonie van Leeuwenhoek"، britannica، اطّلع عليه بتاريخ 25-6-2021. Edited.
  3. M KARAMANOU E POULAKOU REBELAKOU, Anton van Leeuwenhoek Father of micromorphology and discoverer of spermatozoa, Page 2. Edited.
  4. ^ أ ب "Antonie van Leeuwenhoek", micro.magnet.fsu, Retrieved 26-6-2021. Edited.
  5. "van Leeuwenhoek microscopes-where are they now?", pubmed.ncbi.nlm, Retrieved 26-6-2021. Edited.
  6. "Neutron tomography of Van Leeuwenhoek's microscopes", pubmed.ncbi.nlm.nih, Retrieved 26-6-2021. Edited.
  7. "Antonie van Leeuwenhoek Quotes", brainyquote, Retrieved 26-6-2021. Edited.