من هو أبيقور؟

هو فيلسوف يوناني، من فلاسفة العصر الهلنستي، أسس عدة مدارس فلسفية، وهو مَن وضع الفلسفة الأخلاقية عن المتعة البسيطة.


ولد أبيقور عام 341 قبل الميلاد في مدينة ساموس اليونانية، وتوفي في أثينا عاصمة اليونان عام 270 قبل الميلاد،[١] ويعد من أشهر فلاسفة عصره، وضع نظرية المعرفة التجريبية وأخلاق المتعة، وعرف أن الذرة هي المكون الأساسي لكل ما هو موجود في العالم، وأن أجزاء المادة الموجودة في الفضاء الخارجي لا يمكن تجزئتها، بالإضافة إلى أنه درس الظواهر الطبيعية وفسرها علميًا، وآمن بأن الإنسان يمكنه اكتساب المعارف من خلال حواسه، وأن سلوكيات الأفراد وأعمالهم مدفوعة بهدف واحد وهو تحقيق المتعة،[٢] وأسس المدرسة الأبيقورية في أثينا، بالإضافة إلى إنتاجه الغزير من المؤلفات والذي بلغ حوالي 37 مجلدًا، ولكن معظمها اندثر ولم يصل لنا سوى القليل منها.[٣]


نشأة أبيقور وحياته

ولد أبيقور في جزيرة ساموس اليونانية التي تقع في بحر إيجه، والتي هاجر لها والداه من أثينا، كان والد أبيقور مدرسًا، فتولى تعليمه في المنزل عندما كان صغيرًا، وبعد ذلك تعلّم على يد الفيلسوف أمفيلوس أحد أتباع أفلاطون، وعلى يد ناوسيفانيس الذي يتبع مدرسة ديموقريطوس الفلسفية الذرية، وفي سن الرابعة عشر طوّر أبيقور فلسفته الخاصة والفريدة، فكان يعتقد أن المعرفة تأتي من حواس الإنسان، وركز في فلسفته على فكرة أن الإنسان يسعى خلال حياته للبحث عن اللذة وتجنب الألم، وتأثر أبيقور بأفلاطون وأرسطو، ديموقريطس.[٣][١]


وعندما بلغ أبيقور من العمر 18 عامًا انتقل إلى أثينا لأداء الخدمة العسكرية في الجيش اليوناني بهدف الحصول على الجنسية الأثينية، وبنفس الوقت تم نقل عائلته إلى مدينة كولوفون الأيونية الصغيرة بسبب أمر صادر من الإسكندر القائد المقدوني آنذاك والذي أمر بإبعاد العائلات الأثينية من جزيرة ساموس، وعندما بلغ أبيقور من العمر 32 عامًا انتقل للعيش في مدينة ميتيليني، ومن ثم نُقل مجبرًا إلى مدينة لامبساكوس، ولكن خلال حياته وتنقلاته أسس مدارس فلسفية عدة في كلتا المدينتين وكان له أتباع كثر.[٣]


فكر أبيقور وفلسفته

كرّس أبيقور حياته للعمل في الفسلفة وتأليف الكتب الفلسفية، وفيما يأتي لمحة بسيطة عن أفكاره الفلسفية:[٤]

  • المدرسة الأبيقورية: يقول أبيقور في مدرسته الأبيقورية إن الإنسان عليه أن يعرف رغباته ويميز بين رغباته الطبيعية والمصطنعة غير الضرورية، وبهذه الطريقة يمكن الوصول إلى السعادة، ويقول أبيقور إنه على الإنسان أن يخفض سقف توقعاته دائمًا ليصل إلى المتعة والسعادة في حال حصل أفضل مما توقع.
  • الرغبات عند أبيقور: ميّز أبيقور بين ثلاثة أنواع من الرغبات، وهي:
  • الرغبات الطبيعية والضرورية، وهي الرغبات التي تسبب ألمًا إذا لم تتحقق، كالرغبة في الطعام وتوفير السكن الآمن.
  • الرغبات الطبيعية غير الضرورية، وهي رغبات طبيعية موجودة عند كل إنسان ولكنها غير ضرورية، ونقصها لن يسبب الألم أو الأذى للإنسان، مثل الرغبة في الحصول على أصدقاء أو شريك.
  • الرغبات غير الطبيعية وغير الضرورية، وهي رغبات لا تسبب الألم للإنسان في حال لم تتحقق، مثل جمع المال والجواهر، والعيش برفاهية.
  • فلسفة أبيقور عن اللذة والألم: يعتقد أبيقور أن المتعة هي غياب الألم سواء الجسدي أو الروحي، وهو وصف سلبي للسعادة ولكنه أحد أهم عناصر الفلسفة الأبيقورية للمتعة والسعادة، وميّز أبيقور أيضًا بين ما يعرف بالملذات الساكنة والمتحركة، أي الشعور باللذة الذي يشعر به الإنسان عند القيام بشيء يحبه واستمرار الشعور بالمتعة والسعادة بعد انتهاء هذا الشيء.
  • فلسفة أبيقور عن الموت: يعتقد أبيقور أنه يجب على الإنسان ألا يخاف من الموت وما وراء الموت، لاعتقاده بأن الإنسان عندما يموت سيفنى ويتحلل ولن يبقى له وجود ولن يدرك موته أصلًا، ويعتقد أنه بعدم وجود حياة أخرى بعد الموت، وذلك بسبب فلسفة أبيقور الذرية التي تعتمد على قوانين الفيزياء الطبيعية لا على الروحانيات، ويسعى أبيقور من خلال هذه الفلسفة إلى إيصال الإنسان إلى السعادة، لأن الإنسان بطبيعته يخاف من الموت ما يؤثر سلبًا على سعادته.
  • فلسفة أبيقور عن الصداقة: يعتقد أبيقور أن اكتساب الأصدقاء يجلب السعادة إلى الإنسان.


للتعرف على أساتذة أبيقور من الفلاسفة يرجى الاطلاع على: من هو أرسطو؟، ومن هو أفلاطون؟.

المراجع

  1. ^ أ ب "Epicurus", britannica, Retrieved 4/10/2022. Edited.
  2. "Epicurus (341—271 B.C.E.)", iep.utm, Retrieved 4/10/2022. Edited.
  3. ^ أ ب ت "Epicurus", worldhistory, Retrieved 4/10/2022. Edited.
  4. "The Ultimate Guide to Epicurus", daily-philosophy, Retrieved 4/10/2022. Edited.