أكثم بن صيفي

من أشهر حكماء العرب والعصر الجاهلي، عاش زمنًا طويلًا وحضر وصول الدين الإسلامي.


هو أكثم بن صيفي بن رياح بن الحارث بن مخاشن بن معاوية التميمي، يعد من أشهر حكماء العرب، بالإضافة إلى أنه من المعمرين الذي عاشوا سنوات طوال، لدرجة أنه قد أدركَ الإسلام، وفي أواخر سنوات حياته قصد المدينة المنورة ليُسلم ويرى النبي محمد عليه الصلاة والسلام مع مئة رجل من قومه، ولكنه مات على الطريق، ووصل أصدقاؤه إلى المدينة المنورة وأسلموا، وهو المعني بقول الله تعالى في سورة النساء في القرآن الكريم: {ومن يخرج من بيته مهاجراً إلى الله ورسوله، ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله}، ولأن أكثم بن صيفي قد عاش طويلًا فله أخبار كثيرة، كتبها وجمعها عبد العزيز بن يحيى الجلودي في كتاب أسماه “أخبار الأكثم”، بالإضافة إلى أنه كتب بعد القصائد الصغيرة وأبيات الشعر الفردية.[١]


نبذة عن حياة أكثم بن صيفي

لا يُعرف الكثير عن مولد أكثم بن صيفي وطفولته ونشأته وتعليمه، ولكنه كان رجلًا حكيمًا، ويُقال إن الملوك والرؤساء كانوا يطلبون زيارته لسماع حكمه وأقواله ونصائحه، بالإضافة إلى أنه كان خطيبًا بليغًا، وكان مضرب مثل بالحكمة والنبل، وكان محط ثقة الجميع، يمكن أخذ رأيه بأي موضوع كان، فهذا يدل على ذكائه ورجاحة عقله،[٢] وعندما ظهر الإسلام كان أكثم بن صيفي مهتمًا بالأمر، وأراد أن يذهب إلى النبي محمد عليه الصلاة والسلام، ولكن قومه رفضوا أن يتركم أكثم بن صيفي ويذهب، ولهذا انتدب رجلان يذهبان إلى الرسول عليه الصلاة والسلام ليسألانه عن نسبه وما جاء به، وبالفعل ذهب الرجلان إلى الرسول عليه الصلاة والسلام وأخبرهما بنسبه ورسالته وأخبرهما أنه جاء ليأمر بالعدل والإحسان،[٣] وعندما رجع الرجلان إلى أكثم بن صيفي وأوصلا له كلام الرسول عليه الصلاة والسلام قال “يا قوم إنه يأمر بمكارم الأخلاق وينهى عن ملائمها، فكونوا في هذا الأمر رؤوسًا ولا تكونوا فيه أذنابًا” ليحثهم على الدخول في الدين الإسلامي ونصرته.[٢]


وبعد ذلك همَّ أكثم بن صيفي وركب بعيره ليسافر إلى المدينة المنورة ليلقى الرسول عليه الصلاة والسلام، ولكنه توفي في الطريق،[٣] ولكنه ترك إرثًا كبيرًا وقصائد عديدة وسمعة طيبة في العرب، ولأكثم بن صيفي أقوال عديدة كتبها عبد العزيز بن يحيى الجلودي في كتابه، منها “من فسدت بطانته كان كمن غص بالماء”، و”ويل للشجي من الخلي”، و”من لم يعتبر فقد خسر”، و“المزاح يورث الضغائن”، و”من مأمنه يؤتى الحذر”، و”من سلك الجدد أمن العثار”، والمزيد.[١]


خطبة أكثم بن صيفي بقومه

من أشهر ما نُقلَ عن أكثم بن صيفي خطبته التي ألقاها يوم ذهب إلى الملك كسرى برفقة وفد من أكثر رجال العرب حكمة، من أمثال حاجب بن زُرارة التميميين، وقيس بن مسعود البكرييّن، والحارث بن عُباد، وخالد بن جعفر، وقد ذهبوا إلى كسرى بطلب من النعمان بن المنذر الذي قرر إرسال وفد إليه لأنه سمع أن كسرى ينتقص من شأن العرب، وهناك ألقى أكثم بن صيفي خطبة عظيمة بيّن فيها مهارته في الخطابة وحكمته ورجاحة عقله، وعلى إثر ذلك قال الملك كسرى بعد أن سمع الخطبة “لو لم يكن للعرب غيرك لكفى”،[٢] واشتهر أكثم بن صيفي أيضًا بخطبة أخرى ألقاها على قومه بعد ظهور الإسلام وظهور النبي محمد عليه الصلاة والسلام في مكة، دعا من خلالها قومه للإسلام، وتحدث لهم عن رسالة الرسول عليه الصلاة والسلام ودعاهم للإسلام بعد أن أقنعهم بالعقل والحكمة.[٤]


مختارات من قصائد أكثم بن صيفي

فيما يأتي مختارات من قصائد وأقوال أكثم بن صيفي:[١]


يا حمل بن مالك بن أهبان

يا حمل بن مالك بن أهبان.

هل تبلغنَّا ما أقول النعمان.

إنَّ الطَّعام كان عيش الإنسان.

أهلكتني بالحبس بعد الحرمان.

من بين عارٍ جائع وعطشان.

وذاك من شرِّ حباء الضِّيفان.


ثوينا بالقطاقط ما ثوينا

ثَوَيْنَا بِالْقَطَاقِطِ مَا ثَوَيْنَا.

وَبالْعَبْرَيْنِ حولا ما نَرِيمُ.

وأُخبر أهلنا أَن قد هلكنا.

وقد أعيا الكواهن والبسومُ.

وآسانا على ما كان أوس.

وبعض القوم ملحيٌّ ذميمُ.

فقلت لهم أيا قومي أبانت.

فكونوا النَّاهضين بها وقوموا.

بوفدٍ من سراة بني تميم.

إلى أمثالهم لجأَ اليتيمُ.

فإنَّكم لأَن تكفوه أهل.

عليكم حق قومكم عظيم.

وإنَّكمُ بِعقوة ذي بلاءِ.

وحقُّ الملك مكشوف عظيمُ.


للتعرف على المزيد من حكماء المسلمين يمكن الاطلاع على: القاسم بن محمد بن أبي بكر، وتعرّف على سيرة حياة عروة بن الزبير.


المراجع

  1. ^ أ ب ت "أكثم بن صيفي"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 23/3/2023. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت "أكثم بن صيفي"، الموسوعة العربية، اطّلع عليه بتاريخ 23/3/2023. بتصرّف.
  3. ^ أ ب "لباب النقول في أسباب النزول"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 23/3/2023. بتصرّف.
  4. "-خطبة أكثم بن صيفي يدعو قومه إلى الإسلام"، المكتبة الشاملة، اطّلع عليه بتاريخ 23/3/2023. بتصرّف.