من هو ابن القف؟

هو طبيب، وجراح، وعالم عربي، وأحد رواد القرن السابع الهجري في العصر الأيوبي.


وهو أبو الفرج أمين الدولة، ابن موفق الدين يعقوب بن اسحاق بن القف الكركي، يُعد من أبرز الأطباء العرب، وأحد رواد الجراحة في تاريخ الطب، وينسب له الفضل في إرساء ووضع الأسس السليمة للممارسات الجراحية، كما عُرف عنه تميزه وبراعته الشديدين في علم التشريح، وقدرته الكبيرة على تشخيص العلة والمرض، إلى جانب كونه من أوائل الأطباء الذين استخدموا التخدير أثناء العمليات الجراحية، وقد كان لكتبه ومؤلفاته دورٌ كبير في تطور العلوم الطبية، حيث ساعدت على تهيئة طلاب الطب، وتنمية قدراتهم لممارسة المهنة بأسلوب علمي، ودقة متناهية.[١]


ولادة ابن القف ونشأته

ولد ابن القف في عام 630 هجري الموافق 1232م، في مدينة الكرك جنوبي الأردن، في عهد الملك الأيوبي الناصر صلاح الدين داود، وهو ينتمي إلى عائلة مسيحية الديانة، وقد كان والده أحد الكتاب والرواة البارزين في ذلك الوقت، وقد اتصف ابن القف منذ صغره بالذكاء، والفطنة، وحب التعلم.[١]


مسيرة ابن القف العلمية والعملية

أظهر ابن القف منذ صغره نباهة وذكاء شديدين، مما دفع والده إلى إرساله إلى صديقه "ابن أبي أصيبعة" من أجل أن يدرس الطب، فلازم ابن القف أستاذه الجديد، وحفظ بمساعدته الكتب المختصة بالطب، مثل مسائل حنين، ومقدمة المعرفة لأبقراط، كما قرأ عليه كتب أبي بكر الرازي.


فيما بعد انتقل ابن القف برفقة والده إلى دمشق، والذي التحق بالعمل في الديوان الشامي هناك، وفي دمشق قرأ ابن القف في العلوم الحكمية، والأجزاء الفلسفية، كما قرأ أيضًا في صناعة الطب على الحكيم نجم الدين المنفاخ، وقد أكمل ابن القف دراساته وتدريبه الطبي في المؤسسات العلمية الموجودة في هذه المدينة، وإلى أن حصل على مزاولة المهنة، ومن ثم التحق بالعمل كطبيب جراح في قلعة عجلون، وهو لا يزال في الثلاثين من عمره، وقد استمر في هذا العمل لمدة عقد من الزمن، ثم عاد بعد ذلك إلى دمشق للعمل كطبيب في قلعة دمشق، إلى جانب عمله في التدريس، والبحث، والتأليف، حيث استمر في أداء واجباته على أكمل وجه إلى أن وافته المنية.[٢]


أساتذة ابن القف

تلقى ابن القف علوم الطب على يد الكثير من الأساتذة منهم:[١]

  • ابن أبي أصيبعة.
  • نجم الدين بن المنفاخ.
  • يعقوب السامري.
  • شمس الدين بن عبد الحميد بن عيسى الخسروشاهي.


مؤلفات ابن القف

ألف ابن القف العديد من الكتب والمؤلفات القيمة في مجال الطب، منها:[٣]

  • كتاب الشافي في الطب.
  • كتاب جامع الغرض في حفظ الصحة ودفع المرض.
  • الكليات من كتاب القانون في الطب لابن سينا.
  • كتاب الأصول في شرح الفصول.


كتاب عمدة الإصلاح في صناعة الجراح

يعرف هذا الكتاب أيضًا باسم "العمدة في الجراحة"، وهو يُعد من أهم الكتب وأشملها في مجال الجراحة في ذلك الوقت، نظرًا لتناول ابن القف العديد من الموضوعات المتعلقة بالجراحة، وتعريفها، وأعمالها.


وقد ابتدأ ابن القف كتابه هذا بمقدمة ذكر فيها الأخطاء الشائعة التي قد يرتكبها الجراحين في عصره، حيث أرجع سبب هذه الأخطاء إلى عدم معرفة الجراحين بأصول المهنة، وضعف قدرتهم على تشخيص الأمراض، وتحديد أسبابها، وأعراضها، وجهلهم في تركيب الأدوية، والأغذية المناسبة لكل مرض، واللازمة للشفاء منه.


يحتوي هذا الكتاب على ثلاثة أجزاء وصف فيها ابن القف العديد من الأدوات الجراحية، مثل المبضع، والصنانير، والإبر، كما ركز على أهمية الكي، وأنواعه، ومواضعه، بعد ذلك قام بتعريف أوجه الحجامة، وطرق مباشرتها، والعلق، وأنواعه، واستعمالاته، ثم قام ابن القف بالحديث عن البطّ بالحديد، والأدوية المفجرة، والجبر والجبائر، بالإضافة إلى تعريفه خلع العظام، ووسائل إصلاح العظام المكسورة وتصحيحها، ومن جهةٍ أخرى فقد تحدث ابن القف عن فلسفة آلام الجسد والروح، وأوجاعها، إلى جانب وصفه مناهج خياطة الجراحة، وكيفية التخييط بأفضل طريقة ممكنة، وقد ختم ابن القف كتابه بشرح موضوع احتباس البول، وطريقة استعمال القثاطير في إجراء التبول، أو في إسقاط الحصى من الكلى والمثانة، والأدوات المستخدمة لذلك.[٤]


وفاة ابن القف

توفي ابن القف في عام 685 هجري/ الموافق 1286م، في دمشق عن عمرٍ يناهز 55 عامًا.[٥]

المراجع

  1. ^ أ ب ت صادق السامرائي، مشاهد من تاريخنا أمام نور الوعي، صفحة 1. بتصرّف.
  2. لطيف أسدي، أسدي.pdf ابن القف الكركي، صفحة 334-335. بتصرّف.
  3. عبد الناصر كعدان، "يعقوب الكركي"، الموسوعة العربية، اطّلع عليه بتاريخ 12/8/2021. بتصرّف.