من هو الإمام المُزني؟

هو إمام، وعالم، وفقيه شافعي، وأحد أبرز أعلام القرن الثالث الهجري.


وهو إسماعيل بن يحيى بن إسماعيل بن عمرو بن مسلم المُزني المصري الشافعي، ويُكنى بأبي إبراهيم، أما لقبه المُزني (يلفظ بضم الميم وفتح الزاي) فهو نسبة إلى قبيلة مُزينة بنت كلب، وهي من إحدى القبائل الكبيرة والمشهورة، ويُعد المزني من أبرز الأئمة والفقهاء الشافعيين في عصره، وواحد من أصحاب الشافعي المقربين، وأعرفهم بطريق الشافعي في فتواه، وقد اشتهر بالعديد من الصفات الحسنة، حيث كان عالمًا، وزاهدًا، ومجتهدًا، كما عُرف عنه قوته في المناظرة والمحاججة، وقد شهد له الإمام الشافعي بذلك.[١]


مولد الإمام المُزني ونشأته

وُلد الإمام المزني في مصر، في عام 175 هجري الموافق 791م، وهو نفس العام الذي توفي فيه الإمام الليث بن سعد، وقد ولد في أسرة محبة للعلم وحريصة على طلبه، مما ساهم في تنشئته نشأة علمية صالحة، وقد ذكرت كتب التراجم أنّ للمزني شقيقة كانت تحضر مجالس الإمام الشافعي، وقد نقل عنها الرافعي في الزكاة.[٢]


علم الإمام المُزني

اختار الإمام المُزني دراسة الفقه والتخصص فيه، وذلك بناءً على نصيحة شيخه الشافعي له، الذي وجهه إلى ذلك وطلب منه الابتعاد عن علم الكلام وما يشابهه، وقد امتثل المُزني لهذه النصيحة، فكان أقرب الناس للشافعي، وأكثرهم جلوسًا معه، وملازمةً له، حتى حصّل مقدارًا كبيرًا في هذا العلم أدّى إلى تأهيله لتولي الإمامة في الفقه، كما كان للمُزني دورٌ كبير في تدريس الناس المذهب الشافعي، ونشره في الآفاق، وقد روى المُزني أيضًا بعض الأحاديث وإن كان مقلًا في ذلك، كما اشتهر بسرعة البديهة، وحسن الجواب، إلى جانب مهارته الفائقة في المناظرة والمحاججة، حيث شهد له الشافعي بذلك بقوله له "لو ناظرت الشيطان لأفحمته"، ولم يقف علمه عند هذا الحد بل تعداه إلى قدرته العالية على حفظ الشعر، ولا سيما شعر الحكمة، والذي كان يستشهد به دائمًا في بعض المناسبات إذا اقتضت الحاجة لذلك.[٣]


أشهر مؤلفات الإمام المُزني

من أبرز مؤلفات الإمام المُزني ما يأتي:[٤]

  • الأمر والنهي على مذهب الشافعي.
  • الترغيب في العلم.
  • الجامع الصغير.
  • الجامع الكبير.
  • شرح السنة.
  • المبسوط في الفقه الشافعي.
  • المختصر الصغير.


كتاب مختصر المُزني

يكتسب هذا الكتاب أهمية كبيرة تنبع من كونه مختصر شامل ووافي للمذهب الشافعي، بجميع أفكاره، ومبادئه، ودقائقه، والتي تم تقديمها بصورة ميسرة ومبسطة، ليسهل فهمها ودراستها، وقد قسّم المُزني كتابه إلى أبواب، ورتبها وفقًا لما هو متعارف عليه في كتب الفقه المعروفة، فبدأ كتابه بباب الطهارة، وأنهاه بباب أمهات الأولاد، كما اتبع المُزني في تأليفه لهذا الكتاب منهجًا دقيقًا قائم على الاستدلال أولًا بالآيات القرآنية، ثم الأحاديث النبوية، ومن ثم يقوم بذكر رأي الشافعي في أيّة مسألة.


ومما يدل على أهمية هذا الكتاب ومكانته العالية بين كتب الفقه المعروفة، هو تناوله من قِبل الكثير من كبار علماء الفقه بالشرح والاختصار، ومن أبرز شروحه شرح أبي الطيب الطبري، وشرح أبي الفتوح الشافعي، وشرح أبي إسحاق المروزي، وغيرهم الكثير، إلى جانب ذلك فقد انهال عليه العلماء بالثناء والمديح، حيث يقول حاجي خليفة في كتاب كشف الظنون: قال المنصور الفقيه: لم تر عيني وتسمع أذني أحسن نظمًا من كتاب المُزني، والجدير بذكره أنّ المُزني استغرق ما يقارب العشرين عامًا لينتهي من تأليف هذا الكتاب، إذ ذكر أنه قام بإعادة صياغته وتأليفه ثماني مرات، ليخرج أخيرًا على هذا النحو المتكامل.[٥]


أبرز شيوخ وتلامذة الإمام المُزني

تتلمذ الإمام المُزني على يد كبار علماء عصره، نذكر منهم ما يأتي:[٦]

  • الإمام الشافعي.
  • علي بن معبد بن شداد.
  • نعيم بن حماد.
  • أصبغ بن نافع.


أما التلاميذ الذين تلقوا العلم على يديه فهم كثر، ومنهم على سبيل الذكر لا الحصر:[٧]

  • أبو بكر بن خزيمة.
  • أبو جعفر الطحاوي.
  • أبو القاسم بن بشار الأنماطي.
  • زكريا بن يحيى الساجي.
  • أبو الحسن بن جوصا.
  • أبو نعيم بن عدي.
  • أبو حاتم محمد بن إدريس الرازي.


وفاة الإمام المُزني

توفي الإمام المُزني في مصر عام 264 هجري الموافق 878 م، عن عمرٍ يناهز 89 عامًا، وقد دفن بالقرب من قبر الإمام الشافعي في المقبرة الواقعة على سفح المقطم.[١]

المراجع

  1. ^ أ ب أسامة اختيار، "المزني"، الموسوعة العربية، اطّلع عليه بتاريخ 4/12/2021. بتصرّف.
  2. جمال عزون، إسماعيل بن يحيى المزني ورسالته شرح السنة، صفحة 16. بتصرّف.
  3. جمال عزون، إسماعيل بن يحيى المزني ورسالته شرح السنة، صفحة 21-28 37-40. بتصرّف.
  4. أبي اسحاق إبراهيم بن اسحاق، كتاب الأمر والنهي على معنى الإمام الشافعي من مسائل المزني، صفحة 26-31. بتصرّف.
  5. "كتاب مختصر المزني"، مكتبة نور، اطّلع عليه بتاريخ 6/12/2021. بتصرّف.
  6. أبي اسحاق إبراهيم بن اسحاق، كتاب الأمر والنهي على معنى الإمام الشافعي من مسائل المزني، صفحة 9-12. بتصرّف.
  7. جمال عزون، إسماعيل بن يحيى المزني ورسالته شرح السنة، صفحة 18-19. بتصرّف.