من هو دريد بن الصمة؟

هو شاعر جاهلي، وفارس مغوار، وسيد من سادات قبيلة هوازن.


وهو دريد بن الصمّة، والصمّة هو معاوية الأصغر بن الحارث بن معاوية الأكبر بن بكر بن علقة (علقمة) بن خزاعة بن غزيّة بن جشم بن معاوية بن بكر بن هوازن، من أبرز الشعراء الجاهليين المعمرين الذين أدركوا الإسلام إلا أنّه لم يسلم، كما كان فارسًا شجاعًا، وسيد قومه وقائدهم، وقد قِيل أنه غزا ما يقارب المئة غزوة، ولم يهزم في أيّة واحدة منها، كما عده محمد بن سلاّم من فحول الشعراء، وجعله أول شعراء الفرسان.[١][٢]


مولد دريد بن الصمة ونشأته

ولد دريد بن الصمة أثناء الجاهلية، وعاش الجزء الأكبر من حياته خلالها، وقد تضاربت الآراء حول التاريخ المحدد لمولده، إلا أنّ المرجح والمقبول لدى الكثير من المؤرخين أنّه قد عاش عمرًا طويلًا حتى سقط حاجباه على عينيه، وذهب بصره، وتعود أصوله إلى قبيلة غَزِيّة من هوازن، وهي إحدى قبائل شرقي الحجاز، والده هو الصمة والذي كان شاعرًا وفارسًا، وصاحب شأن كبير في قومه، أما والدته فهي ريحانة بنت معد يكرب الزبيدي، وقد سباها والده الصمة في إحدى الغارات التي خاضها ضد بني زُبيد، ثم أعتقها وتزوجها، حيث أنجبت له خمسة أبناء، وقد قُتل إخوة دريد الأربعة أثناء خوضهم الغارات ضد القبائل الأخرى، وقد رثاهم دريد جميعًا في شعره.


ينتمي دريد بن الصمة إلى عائلة من الشعراء، فوالده الصمة كان شاعرًا، وعمه مالك أيضًا كان شاعرًا معروفًا، وفارسًا شجاعًا، ووالدته كذلك إذ تذكر كتب التاريخ بعض القصائد لها والتي كانت تحض فيها ابنها دريد على طلب الثأر لأخيه، وقد ساهمت هذه البيئة الشعرية التي نشأ فيها في إثراء وتشكيل شخصيته الشعرية، كما كان لدريد ابنين اثنين، وهم ابنه سلمة، وابنته عمرة، واللذان كانا أيضًا من الشعراء، فلإبنته العديد من الأبيات الشعرية التي ترثي فيها والدها.[٣][٤]


شعر دريد بن الصمة

امتاز شعر دريد بن الصمة بسهولة وبساطة ألفاظه ولغته، والتي يغلب عليها مظاهر البداوة، كما يغلب على شعره جميع أنواع الفنون والأغراض الشعرية التي كان متعارفًا عليها آنذاك في الشعر الجاهلي، والتي نظم فيها غيره من الشعراء الجاهليين، ومن أهمها غرض الفخر، حيث من الممكن ملاحظة أنه يطغى على معظم أشعاره، وينحى غرض الفخر لديه إلى اتجاهين اثنين، أولهما الفخر الذاتي، والمتمثل في مدح بطولاته، وشجاعته، واعتزازه بفروسيته، أما الثاني فهو الاتجاه القبلي، والذي يفتخر من خلاله بقومه وبطولاتهم في الغارات التي يخوضونها ضد الأعداء.


أما الغرض الثاني فهو الوصف، والذي اتخذه دريد كوسيلة وليس غاية في حد ذاته، كما اقتصرت موضوعات وصفه في نطاق البيئة التي نشأ فيها، وما تشتمل عليه من حيوانات، ومعالم جغرافية، وحضارية، إلى جانب ذلك فقد استخدم دريد في الكثير من قصائده غرض الهجاء والتهديد، والذي كان مصحوبًا في معظم الأوقات بالتهكم والسخرية من الشخص الذي كان يهجوه، إلا أنه كان يتجنب اللجوء إلى أسلوب البذاء والفحش، كما كانت السمة الغالبة على هجائه هي التأبين، والتي تتمثل في تعديد مناقب وصفات الشخص المرثي، مع تجنبه استخدام أسلوب البكاء والندب عليه، من جهةٍ أخرى لم يكن دريد بن الصمة من الشعراء المداحين الذين يهدفون إلى التكسب من أشعارهم، فقد اقتصر مديحه على الشكر والثناء لأصحاب الفضل عليه، ولخدمة قبيلته، والجدير بذكره أنّ معظم قصائد وأشعار دريد بن الصمة قد فقدت ولم يصل إلينا منها إلا القلة القليلة.[٥]


أبيات من شعر دريد بن الصمة

من أشهر قصائد دريد بن الصمة قصيدته الدالية، والتي نظمها رثاءً لأخيه عبدالله الذي قُتل على يد قبيلة "غظفان" في إحدى الغزوات، وقد قال دريد في مطلع هذه القصيدة:[٦]


أمرتهم أمري بمنعرج اللوى فلم يستبينوا النصح إلا في ضحى الغد فما عصوني كنت منهم وقد أرى غوايتهم وأنني غير مهتدي تنادوا فقالوا أردت الخيل فارسًا فقلت: أعبد الله ذلكم الردى؟



وفاة دريد بن الصمة

توفي دريد بن الصمة في عام 8 هجري، الموافق 630م، وذلك أثناء مشاركته في غزوة حنين ضد المسلمين، فعندما خرجت قبيلة هوازن لقتال المسلمين أخذته معها تيمنًا وتفاؤلًا به، وقد كان دريد آنذاك رجلًا مسنًا أعمى لا يبصر، وعندما هُزم المشركين من قِبل المسلمين، لقيه ربيعة بن رفيع السلمي فقام بقتله.[٢]

المراجع

  1. أبو الفرج الأصفهاني، الأغاني، صفحة 243. بتصرّف.
  2. ^ أ ب خير الدين الزركلي، كتاب الأعلام للزركلي، صفحة 339. بتصرّف.
  3. محمود الربداوي، "دريد بن الصمة"، الموسوعة العربية، اطّلع عليه بتاريخ 22/9/2021. بتصرّف.
  4. عمر عبد الرسول، ديوان دريد بن الصمة، صفحة 8-14. بتصرّف.
  5. الجمعي حميدات، بنية الجملة العربية في ديوان دريد بن الصمة، صفحة 14. بتصرّف.