من هو نيلز بور؟

من هو نيلز بور؟

هو أستاذ وعالم فيزيائي من رواد الفيزياء في القرن التاسع عشر.

وهو نيلز هنريك دافيد بور، يُعد من أبرز الفيزيائين ممن دعموا تطور الفيزياء الحديثة وأحدثوا ثورة علمية في مختلف مجالاتها، وشرع في تجاربه العلمية التي أسفرت عن مساهمات في مجال بنية الذرات وتقدم فيزياء الكم، بالإضافة إلى تغيير المفاهيم المقبولة للبنية الذرية، والمساعدة في دعم الانشطار النووي وتطويره.^[١][٢]

مولد نيلز بور ونشأته

ولد نيلز بور في مدينة كوبنهاغن عاصمة الدنمارك في تاريخ 7-10-1885م، وكان ينتمي لأسرة علمية عريقة، فوالده كان أستاذًا في جامعة كوبنهاغن مُتخصصًا في علم وظائف الأعضاء، ووالدته تنتمي لأسرة مصرفية يهودية غنية ونبيلة، وله شقيقان أحدهما هارالدبور عالم الرياضيات، والآخر آجي عالم فيزيائي.^[٣][١]

ثقافة نيلز بور ومسيرته التعليمية

برع نيلز في الدراسة، وتخرّج من الثانوية ليلتحق بجامعة كوبنهاغن التي انطلقت منها مسيرته الفيزيائية العريقة، فحصل على ميدالية ذهبية من الأكاديمية الملكية الدنماركية للعلوم عام 1907 م لأطروحته حول تحديد التوتر السطحي من خلال اهتزازات نفاثات الماء، ليُتابع دراسته ويحصل على درجة الماجيستير عام 1909 م، ويليها درجة الدكتوراه عام 1911 م، ثم حصل على منحة من مؤسسة كارلسبرغ عام 1911 م للعمل في مختبر كافنديش في كامبريدج مع مديره العالم طومسون، لكنه تركه وسافر إلى مانشستر عام 1912 م للمشاركة في بناء نموذجه النووي للذرة مع مُلهمه العالم إرنست رذرفورد.^[٣][٢]

أبرز إنجازات نيلز بور العلمية

ساهم نيلز بور في العديد من الإنجازات العلمية، منها:

فيزياء الكم ومبدأي التكامل والمراسلات

تعد ميكانيكا الكم من أكثر النظريات نجاحًا في تاريخ العلم؛ إذ إنها مكنت العلماء من حساب وتوقع نتائج تجاربهم والعمل بتقنية جديدة اعتمدت البصيرة في سلوك الأجسام الذرية، مع تحدي الخيال وانتهاك بعض المبادئ الأساسية للفيزياء الكلاسيكية، وبذلك كان أي تفسير ميتافيزيقي لميكانيكا الكم يهدف لتفسير تلك الانتهاكات، وكان نيلز بور أول من طبق مفهوم الكم على مشكلة التركيب الذري والجزيئي، كما صاغ مبدأين أساسيين ساعداه في فهم فيزياء القرن العشرين الحديثة، وهما مبدأ التكامل الذي يُشير إلى احتمالية وجود أكثر من طريقة دقيقة لمشاهدة الظواهر الطبيعية، واعتبره نيلز وشريكه العالم هايزنبرغ هو التفسير العقلاني الوحيد للعالم الكمي، والذي يُعطي فهمًا للظواهر الذرية مع الالتزام بشروط أي وصف مادي لها، أما المبدأ الثاني فهو مبدأ المراسلات الذي ساهم في دمج الفيزياء الكمية والفيزياء الكلاسيكة، وكان بمثابة مبدأ إرشادي يهدف إلى التأكد من أنه في المناطق التي يمكن فيها إهمال تأثير ثابت بلانك يجب أن تكون القيم العددية التي تنبأت بها مثل هذه النظرية مساوية للقيم في حال تنبؤ نظرية الإشعاع الكلاسيكية لها، أي ضرورة توافق الاستنتاجات المستخلصة من الفيزياء النظرية مع العالم على المستوى المجهري، تمامًا كما وضحته قوانين الفيزياء الكلاسيكية، والتي يرى فيزياء الكم تعميميًا لها مع أخذ كم الفعل وخاصية الدوران بعين الاعتبار.^[٣][٤][٢]

نموذج بوهر الذري

وهو نموذج للذرة خرج عن الأوصاف الكلاسيكية القديمة، واعتمد على نظرية الكم بالتزامن مع استنتاجات رذرفورد ليُمثل نيلز من خلاله وصفًا هيكليًا للذرات خاصةً ذرات الهيدروجين، مُوضحًا خصائص الإلكترونات الذرية، ومُبينًا أن الذرات تمتص أو تبعث الإشعاعات فقط عندما تقفز الإلكترونات فجأة من مدار خارجي إلى مدار داخلي، كما أن مقدار الطاقة التي يفقدها الإلكترون هو نفسه مقدار الطاقة الضوئية المنبعثة من الذرات، والتي بدورها تحدد الخصائص الكيميائية للذرة، وكمُلخص لذلك تنتقل الإلكترونات في مدارات دائرية محددة حول النواة، وتُسمى المدارات بعدد صحيح، وهو العدد الكمي ويساوي (ن).^[٣]

الفيزياء النووية وتطوير الأسلحة الذرية

ساهم نيلز بور في تطوير معهد الفيزياء النظرية في جامعة كوبنهاغن، والذي أصبح مركزًا للبحوث الذرية لاحقًا، ولكنه اضطر إلى الفرار مع عائلته خوفًا من تهديد النازيين لهم بسبب تراثهم اليهودي عام 1943 م، وانتقل إلى الولايات المتحدة، وشارك مع ابنه آجي بنشاط نووي في مشروع لوس ألاموس السري في نيو مكسيكو بمشروع مانهاتن، وكان له دور كبير في تطوير الأسلحة الذرية، رغم كونه مؤيدًا قويًا للسلام العالمي والتبادل الدولي، وحاول الاتصال بصورة فردية مع الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت، ورئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل ومراسلة هيئة الأمم المتحدة، وبذل مجهودًا لتعزيز التعاون والسيطرة على أسلحة الدمار الشامل، وعند عودته إلى موطنه الدنمارك رُحب به كبطل قومي ومُخترع للقنبلة الذرية، وفي عام 1957 مُنح جائزة الولايات المتحدة الأمريكية للسلام.^[٣][٢][١]

الجوائز والمناصب التي حظي بها نيلز بور

فاز نيلز بور بالعديد من الجوائز وشغل عدة مناصب تكريمًا لإنجازاته العلمية العظيمة، منها ما يأتي:^[٥]

• شغل منصب رئيس الأكاديمية الملكية الدنماركية للعلوم، ولجنة السرطان، ولجنة الطاقة الذرية.
• كان عضوًا أجنبيًا في الجمعية الملكية في لندن، والمعهد الملكي، والأكاديميات في عدة دول، مثل: أمستردام، وبرلين، وبوسطن، وواشنطن، وغيرها.
•  حصل على درجة الدكتوراه الفخرية من العديد من الجامعات والكليات والمعاهد التعليمية، وأبرزها: جامعات كامبريدج وليفربول ومانشستر وأكسفورد وكوبنهاغن، وإدنبرة، وغيرها الكثير.
• حصل على جائزة نوبل في الفيزياء عام 1922 م.
• حصل على وسام كوبلي عام 1938 م.^[٢]
• حصل على ميدالية ذهبية من أكاديمية العلوم في جامعة كوبنهاغن عام 1908.^[٣]

أستاذة نيلز بور

تتلمذ نيلز بور على يد نخبة من العلماء البارزين، منهم:^[٥]

• إرنست رذرفورد.
• جوزيف جون طومسون.
• كريستيان كريستيانسن.

كتاب النظرية الذرية ووصف الطبيعة

يحمل كتاب نيلز بور في طياته المفاهيم الذرية التي طورت نظرية الكم، واكتشاف العالم بلانك لما يُعرف بكم الفعل، والقائم على العمليات الذرية المنفردة لعنصر عدم الاستمرارية الغريب على المبادئ الأساسية للفيزياء الكلاسيكية، ومن جهة أخرى ساهم السعي إلى صياغة قوانين عامة لهذه الإمكانيات والاحتمالات لمفاهيم النظريات الكلاسيكية وإيجاد ميكانيكا كم منطقية يمكن اعتبارها بكل المعايير تعميمًا للنظريات الفيزيائية الكلاسيكية.^[٦]

أشهر أقوال نيلز بور

من أشهر أقوال نيلز بور ما يأتي:^[٧]

• نقيض البيان الصحيح هو بيان خاطئ، لكن قد يكون نقيض الحقيقة العميقة حقيقة أخرى أعمق منها.
• كل ما نسميه حقيقيًا مصنوع من أشياء لا يمكن اعتبارها حقيقية.
• يكمن معنى الحياة في حقيقة أنه ليس من المنطق القول بأن الحياة ليس لها معنى.

وفاة نيلز بور

توفي نيلز بور في مدينة كوبنهاغن في تاريخ 18-11-1962 م عن عمرٍ يُناهز 77 عامًا.^[٢]