غيرترود بيل

رحالة إنجليزية وكاتبة وسياسية وعالمة آثار، كان لها دور بارز في ترتيب أوضاع دولة العراق بعد الحرب العالمية الأولى.


ولدت غيرترود مارجريت لوثيان بيل في 14 يوليو عام 1868 في واشنطن هول، دورهام، إنجلترا، وتوفيت في بغداد، العراق في 12 يوليو عام 1926، وهي كاتبة إنجليزية ورحالة، زارت الشرق الأوسط وآسيا الصغرى، ولها عدد كبير من الكتب الهامة والتقارير السياسية، وكان لها دور كبير في الحياة السياسية العربية بعد الحرب العالمية الأولى وخاصة في العراق، فساهمت في تأسيس دولة العراق، وخدمت هناك تحت قيادة السير بيرسي كوكس والسير أرنولد ويلسون، وساهمت في تنصيب فيصل الأول على عرش العراق في عام 1921، وساهمت في بناء المتحف الوطني العراقي.[١]


حياة غيرترود بيل المبكرة

ولدت غيرترود بيل في إنجلترا لعائلة ثرية وذات نفوذ قوي، فكان جدها السير إسحاق لوثيان بيل عضوًا في البرلمان الإنجليزي، وكان يعمل مع رئيس الوزراء بنيامين دزرائيلي، أما والدها فكان رجل أعمال وصناعي يدعى السير توماس هيو بيل، أما والدتها فقد توفيت عندما كانت بيل صغيرة جدًا في عام 1871، وأثناء وضعها لشقيقها الأصغر موريس، ولهذا تربت هي وشقيقها على يد زوجة أبيها،[٢] كانت زوجة أبيها كاتبة مسرحية ومؤلفة كتب للأطفال، وكان لها تأثيرًا قويًا وإيجابيًا في حياة بيل، فقد علمتها أصول السلوك والأدب واللباقة، وشجعت فضولها الفكري، ودعمت مسيرتها العلمية.[٣]


التحقت بيل بكلية كوينز ومن ثم درست في جامعة أكسفورد وحصلت على مرتبة الشرف ودرجة البكالوريوس في التاريخ الحديث وعلم الآثار، وكانت واحد من أول امرأتين تحصلان على مرتبة الشرف في جامعة أكسفورد، والامرأة الثانية هي زميلتها أليس غرينوود،[٣] وفي عام 1892 وبعد تخرجها بوقت قصير سافرت إلى طهران، إيران عندما كان عمها السير فرانك لاسيليس يشغل منصب وزير بريطاني، وهذه الرحلة غيّرت حياتها، فقد أثارت اهتمامها بمنطقة الشرق الأوسط التي ركزت عليها كل طاقتها للسنوات المتبقية من حياتها.[٢]


مسيرة غيرترود بيل المهنية

فيما يأتي لمحة عن حياة غيرترود بيل المهنية:

  • بعد أن تخرجت بيل من الجامعة سافرت إلى إيران، وهناك نشرت أول كتاب لها، الذي أسمته "الصور الفارسية" وصفت فيه رحلاتها في إيران، وهذه الرحلة كانت بداية رحلتها الواسعة في أوروبا وآسيا، وتعلمت خلال سفرها عدة لغات، هي الألمانية، والفرنسية، والفارسية، والعربية، وكانت تتقن اللغتين التركية والإيطالية.[٣]
  • في عام 1897 بدأت رحلاتها حول العالم مع شقيقها موريس، فزارت المكسيك، والولايات المتحدة، والصين، واليابان، وفي طريق عودتها إلى إنجلترا زارت اليونان، وتركيا، ومصر.[٤]
  • في عام 1898 قامت برحلة إلى إيطاليا برفقة والدها، وهناك التقت بعالم الآثار ديفيد هوغارث، الذي أثار شغفها في علم الآثار وبدأت بدراسة الآثار اليونانية، وبعد ذلك أكملت رحلاتها متجهةً إلى تركيا، ومرت على ألمانيا وبراغ، ومن ثم توجهت إلى الشرق الأوسط والدول العربية، لتزور سوريا وفلسطين ولبنان، وكانت بيل مهتمة بالآثار الموجودة بالدول العربية، فزارت بعلبك والبتراء وتدمر.[٤]
  • بحلول عام 1901 كانت بيل قد أصبحت مصورة فوتوغرافية، وأصبحت توثق المواقع الأثرية القديمة بعدستها.[٤]
  • في عام 1904 توفي جدها، وترك لها ميراثًا كبيرا، وقررت بيل أن تستفيد منه لتمويل رحلتها إلى الشرق الأوسط، واستأجرت رجلًا ليكون مرشدها السياحي في تلك المنطقة وأصبح صديقًا مقربًا لها في رحلاتها.[٤]
  • في هذه الفترة كتبت بيل الكثير من كتبها، وهي سفرنامه عام 1894، وقصائد ديوان حافظ عام 1897، والصحراء والزرع عام 1907، ألف كنيسة وكنيسة في عام 1909، وأموراث إلى أموراث التي كتبتها عام 1911.[٢]
  • في أثناء الحرب العالمية الأولى التي اندلعت عام 1914 عملت بيل مع الصليب الأحمر في فرنسا، ومن ثم انضمت إلى وحدة المخابرات البريطانية في القاهرة، وهناك تعاونت مع الرحالة البريطاني تي إي لورانس بهدف محاولة تشكيل تحالف مع القبائل العربية في المنطقة، وفي هذه الفترة كتبت بيل عدة مؤلفات عن تجاربها ورحلاتها في الشرق الأوسط.[٢]
  • بحلول عام 1917 كانت بريطانيا قد استولت على بغداد، وكان لبيل دور مهم في تلك الفترة، فقد ساعدت في تنصيب الملك فيصل الأول ليكون ملكًا للعراق، وساعدت الدبلوماسيين والحكام المحليين في بناء بنية تحتية حكومية مستقرة في العراق، وحضرت مؤتمرًا في القاهرة عام 1921، نظمه ونستون تشرشل بهدف تحديد حدود الدولة العراقية، وكانت بيل المرأة الوحيدة في هذا المؤتمر.[٢]
  • قررت بيل البقاء في العراق، وساعد في تمويل وبناء المتحف الوطني العراقي.[٢]
  • في سنوات حياتها الأخيرة عانت بيل من التهاب في الشعب الهوائية، وفي عام 1925 عادت إلى إنجلترا حيث اكتشفت أنها تفقد ثروتها بسبب الكساد الاقتصادي وإضراب العمال في أوروبا عامةً.[٣]
  • توفيت بيل في العراق 12 يوليو عام 1926 بسبب أخذ جرعة زائدة من الحبوب المنومة، ودفنت في المقبرة البريطانية بحي الباب الشرقي ببغداد.[٣]


للتعرف على رحالة آخرين يمكن الاطلاع على: ابن بطوطة، وجون كابوت.




المراجع

  1. "Gertrude Bell", britannica, Retrieved 22/11/2022. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح "Gertrude Bell", biography, Retrieved 22/11/2022. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج "The Life of Gertrude Bell, English Explorer in Iraq", thoughtco, Retrieved 22/11/2022. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث "Gertrude Bell", worldhistory, Retrieved 22/11/2022. Edited.