نجيب محفوظ

من هو نجيب محفوظ؟

أديب وروائي وكاتب سيناريو وواحد من رواد الأدب في القرن العشرين.

وهو نجيب محفوظ عبد العزيز إبراهيم أحمد الباشا، روائي مصري، وأول أديب عربي يحصل على جائزة نوبل في الأدب، يُعد أحد أهم الأدباء العرب في القرن العشرين، فقد ساهمت رواياته الخيالية الإبداعية والمُبتكرة في إبراز ودعم الأدب العربي وإدخاله إلى المسرح الدولي، كما أنها مثلت نافذة كبيرة صورت مشاهد واضحة لتغيرات المُجتمع المصري خلال فترة حياته، بدءًا من تطور الإسلام إلى الصراع بين العادات والتقاليد والحداثة، وتأثيرات الغرب.^[١][٢]

مولد نجيب محفوظ

ولد نجيب محفوظ في حي الجمالية في مدينة القاهرة في تاريخ 11/12/1911 ميلاديًّا، وكان ينتمي لأسرة من الطبقة الوسطى، وهو أصغر أشقائه الذين يبلغ عددهم 7، تنقل نجيب خلال مراحل نشأته وطفولته مع عائلته بين العديد من أحياء مصر القديمة، ومنها: الغورية، والحسين، والعباسية، وغيرها.^[٣][٤]

ثقافة نجيب محفوظ ومسيرته الأكاديمية والأدبية

درس نجيب محفوظ في كلية الآداب في جامعة القاهرة، وتخرج من قسم الفلسفة، ثم قدّم للحصول على درجة الماجستير في الفلسفة الإسلامية، لكنه انسحب ولم يتمكن من نيلها بسبب رغبته في التفرغ للأدب والتوغُّل في البحوث الأدبية، وبدأت مسيرته ككاتب عندما كان عمره 17 عامًا، وأولى رواياته نشرت عام 1939 ميلاديًّا وهي (ألعاب القدر)، ثم توالت مؤلفاته الأدبية، واتسمت أعماله بإنتاجها الغزير، ترواحت نوعيتها بين النقد والتساؤلات حول الأعراف والعادات الاجتماعيّة، والإيمان والحب، إضافةً لميل بعضها للطابع الصوفي أو الميتافيزيقي، ليزيد عدد مؤلفاته المُتنوعة عن 30 رواية، و350 قصة قصيرة، استُشهد في العديد منها لاحقًا في السينما والمسرح والتلفاز.^[٤][٥]

الطابع الروائي والأدبي لكتابات نجيب محفوظ

اتسمت كتابات نجيب محفوظ التي نُقشت في تاريخ الأدب في العالم العربي بأنها مألوفة ومحلية، تكاد لا تخرج من ريف مصر وحياتها البسيطة، شأنها شأن مُختلف كتابات بعض الكتاب المصريين حينها، إذ إن العديد من قصصه ورواياته تقع خلفيتها بين مُقاطعات حي الجمالية والحسين في القاهرة، كما ألف سلسلة مترابطة من الروايات التي تحدثت عن تاريخ مصر الفرعوني كاملًا بعد إجراء بحث ضخم حول هذه المؤلفات، ومن جهة أخرى درس نجيب محفوظ العلل الاجتماعيّة والسياسية التي يُعاني منها مجتمعه مُستخدمًا منهج التحليل القوي ومُعتمدًا على التقنيات الواقعية والطبيعيّة ليبرز صورة المجتمع الحضري المصري في مرحلة ما بين الحربين العالميتين، وقدم بذلك ملحمة روائيّة واقعية عظيمة من شاهد عيان عاصر الحياة الاجتماعيّة، والدينية، والفكرية المُضطربة لبلاده.

وحملت كتاباته في فترة الستينيات انتقادات علنية، ويليها تغيير أسلوبه الأدبي لتتمحور موضوعات مؤلفاته بين القصص السيريالية والمجردة غير القابلة للتمثيل على خلاف روايات النقد الاجتماعي والسياسي المباشرة السابقة، حتى أنه ترك الرواية واتجه لكتابة القصص القصيرة كنتيجة لتأثره بعد هزيمة مصر في حربها مع إسرائيل، وكانت الفكرة التي لم يستطع التغلب عليها الموت، وهو ما يؤمن به الشرق الإسلامي من حتمية الموت، وهو ما كان يوثقه في أدوار مُختلف شخصياته الروائية،^[٦] أما عن أعماله لاحقًا فاشتملت آراء نقدية عن النظام الملكي المصري القديم، والاستعمار البريطاني، ومصر المعاصرة، كما تعاملت العديد من رواياته المشهورة بعض القضايا الاجتماعية التي تتعلق بالسجناء السياسيين والنساء، وارتبطت بالعلم والحداثة وطرحت فكرة الحركة المتنامية لحقوق المرأة في العالم العربي، وبعض الأيديولوجيات المُستحدثة مثل نظام الاشتراكية وغيره، إذ إن جميع هذه القضايا كان لها دور كبير في خلق التحديات التي تواجه أنماط الحياة التقليدية، لكن في الوقت نفسه أثارت بعض مؤلفاته، خاصة رواية أولاد حارتنا الكثير من الجدل مما حظر نشرها في مصر، ويرجع السبب بذلك لاحتوائها على رموز دينية استخدمها نجيب عبر شخصيات الرواية، مما أثار غضب العديد، وكان السبب في محاولة اغتياله من خلال طعنه برقبته في عام 1994 ميلاديًّا.^[٢][٣]

وكمُلخص لمراحل تطور الأسلوب الروائي لنجيب محفوظ يُمكن تقسيم المراحل التي مرت بها رواياته لأربع مراحل، هي:^[٤]

• المرحلة الأولى والتي استندت لتاريخ مصر القديمة، بفعل تأثره بالروايات التاريخية لوالتر سكوت، وغيره.
• المرحلة الثانية وهنا توجه فيها لطرح ونقد الحياة السياسية، والاجتماعية، والدينية، والفكرية للبلاد خلال فترة ما بين الحربين.
• المرحلة الثالثة وركز فيها على العمل الداخلي للفرد، وتفاعل العقل مع البيئة الاجتماعية، وهنا تراوح أسلوبه من الانطباعي إلى السريالي.
• المرحلة الأخيرة والتي عاد فيها نجيب إلى فنون السرد الأصلية للأدب العربي.

المناصب والجوائز التي حصل عليها نجيب محفوظ

شغل نجيب محفوظ عدّة مناصب في القطاع الحكومي، ومنها:^[١]

• بدأ سكرتيرًا في البرلمان في وزارة الأوقاف.
• نال منصب مدير لمؤسسة القرض الحسن في وزارة الأوقاف.
• أصبح مديرًا لمكتب وزير الإرشاد.
• انتقل إلى وزارة الثقافة وأصبح مديرًا للمصنفات الفنية بها.
• تقلد منصب المدير العام لمؤسسة دعم السينما، ليُصبح بعدها مستشارًا للمؤسسة العامة للسينما والإذاعة والتلفاز.
• شغل منصب رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة للسينما وهو آخر منصب عمل به حتى تقاعَدَ.
• استمر بعد تقعده بكونه أحد الكُتاب المُساهمين في مؤسسة الأهرام.
• حظي بالعديد من الجوائز والتكريمات، أبرزها جائزة نوبل العالمية في الأدب في عام ١٩٨٨ميلاديًّا، كما وتُرجمت أعماله إلى مُختلف اللغات وباتت تُدرّس في العديد من جامعات العالم.

أبرز مؤلفات نجيب محفوظ

من أبرز مؤلفات نجيب محفوظ ما يأتي:

• رواية حكاية بلا بداية ولا نهاية: يوظّف نجيب محفوظ أبطال روايته هذه في سبيل تصوير حياة المجتمع المصري في تلك الفترة الزمنية، ليقدم من خلال حواراتهم واسترسالاتهم نقدًا أدبيًا للسلوكيات والأفكار والعادات الاجتماعية التي تُخيم على هذا المجتمع، وعلى الرغم من كون الرواية بلا بداية ولا نهاية، إلا أنها تجعل القارئ يدخل ويتعمق بين سطورها متصوراً بداية ونهاية لها يحددها هو بنفسه.^[٧]
• رواية أغنية الزفاف: تدور أحداث هذه الرواية على خلفية المسرح، وتعبّر عن دراما نفسية مشدودة داخل المسرح وخارجها، كما تركز على كيف يغير الوقت الناس وعواطفهم.^[٤]
• رواية حديث الصباح والمساء: تسرد الرواية قصة الإنسان على الأرض، وتبين أن للجميع نفس البداية والنهاية بغض النظر عن الجنس والعمر، ويصور نجيب محفوظ الحياة من خلال أبطال روايته والتي يدور مُلخصها ما بين صرخة وليد، وشهقة موت.^[٨][٩]

رواية أولاد حارتنا

وهي من أهم روايات نجيب محفوظ، كما ورد ذكرها عندما تسلم جائزة نوبل، وقد نُشرت لأول مرة كحلقات مُتسلسلة في جريدة الأهرام، ثم صدرت كرواية ورقية مجمعة لاحقًا، وقد خلقت جدلًا مُجتمعيًا كبيرًا بسبب تأويلات دينية لم تُعجِب بعض الجماعات المتشددة، مما سبب حظرها ومنع نشرها مدة طويلة.^[١٠][١]

أشهر أقوال نجيب محفوظ

من أشهر أقوال نجيب محفوظ ما يأتي:^[١١]

• أقصى درجات السعادة هو أن نجد من يُحبنا فعلًا، يُحبنا على ما نحن عليه، أو بمعنى أدق يُحبنا برغم ما نحن عليه.
• عندما تتكاثر المصائب يمحو بعضها بعضًا، وتحل بك سعادة جنونية غريبة المذاق، وتستطيع أن تضحك من قلب لم يعد يعرف الخوف.
• لو أنّ شيئًا يدوم على حاله فلم تتعاقب الفصول؟
• أن تؤمن وأن تعمل فهذا هو المثل الأعلى، ألا تؤمن فذاك طريق آخر اسمه الضياع، أن تؤمن وتعجز عن العمل فهذا هو الجحيم.
• البصر والسمع خادعتان ولكن القلب لا يكذب أبدا.

وفاة نجيب محفوظ

توفي نجيب محفوظ بتاريخ 30-8-2006، وذلك إثر معاناته من مشاكل صحية عديدة، ليترك وراءه بصمة واضحة لا تُمحى في تاريخ الأدب العربي.^[١][٣]