من هو نيكولا تسلا؟

هو مخترع أمريكي، ومهندس كهربائي، ومهندس ميكانيكي، وفيزيائي، وأحد رواد القرنين التاسع عشر والعشرين الميلادي.


وهو نيكولا تسلا، مخترع صربي الأصل، ويمتلك الجنسية الأمريكية، وهو يُعد من أعظم المخترعين وأكثرهم عبقرية وابتكارًا، وقد ذاع صيته في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي، وأوائل القرن العشرين، بسبب إنجازاته العلمية في مجال الكهرباء، حيث يعود له الفضل الأكبر في اكتشاف التيار الكهربائي المتردد، والذي يُعد الأساس الذي بُني عليه النظام الكهربائي المستخدم في عصرنا الحالي، كما ساهمت اختراعاته العديدة في تطوير مئات التقنيات التي لها دور كبير في حياتنا اليومية، مثل: جهاز التحكم عن بعد، ولمبات النيون والفلوريسنت، والإرسال اللاسلكي، والهواتف الذكية، والأشعة السينية، والروبوتات، وغيرها الكثير، وقد حصل نيكولا تسلا على ما يقارب 700 براءة اختراع، شملت جميع جوانب العلم والتكنولوجيا.[١][٢]


مولد نيكولا تسلا ونشأته

ولد نيكولا تسلا في تاريخ 10 من شهر تموز/يوليو في عام 1856م، في قرية سميلجان الواقعة في مقاطعة ليكا، والتي كانت تابعة للإمبراطورية النمساوية المجرية في ذلك الوقت (كرواتيا حاليًا)، وهو الطفل الرابع بين خمسة إخوة، ولدوا لعائلة صربية، ووالده هو ميلوتين تسلا والذي كان يعمل كاهنًا أرثوذكسيًا، أما والدته فهي دجوكا مانديتش، والتي اكتسب نيكولا منها حب التعلم والابتكار، إذ كانت والدته شديدة الذكاء على الرغم من كونها أمية وغير متعلمة، فقد اخترعت بعض الأجهزة البسيطة، والتي كانت تستخدمها لمساعدتها في أداء الأعمال المنزلية.[٣]


مسيرة نيكولا تسلا العلمية والعملية

تلقى نيكولا تسلا تعليمه منذ أن بلغ العاشرة من عمره وحتى الرابعة عشر في مدارس مدينة جوسبيك، وقد كان من الطلاب البارزين والمتفوقين، ومن ثم انتقل إلى كلية كارلستادت، حيث قضى فيها مدة ثلاث سنوات، وقد اكتشف تسلا خلال هذه الفترة شغفه وحبه لعلم الكهرباء، إلا أنّ هذا الشغف قوبل بالرفض من قِبل والديه؛ إذ كان من المفترض لنيكولا أن يسير على خطى والده، بأن يختص بعلم الكهنوت، إلا أنّ القدر كان في صالح نيكولا، فقد أُصيب بمرض الكوليرا عندما كان في السابعة عشر من عمره، وساءت حاله الصحية لمدة عامٍ كامل، مما اضطر والده بأن يعده بالسماح له بتحقيق حلمه وذلك عند تماثله للشفاء.


في عام 1875م، التحق تسلا بمعهد البوليتكنيك في مدينة جراتس في النمسا، لدارسة الهندسة الكهربائية، حيث تعلم فيها كل ما يختص بالمحركات، والتيار المتردد واستخداماته، ومن ثم انتقل تسلا إلى جامعة براغ؛ لدراسة علم الكهرباء فيها، إلا أنه اضطر بعد مرور عامٍ على التحاقه بها إلى مغادرتها؛ بسبب سوء أوضاعه المالية، وفي عام 1881م انتقل تسلا إلى مدينة بودابست في المجر؛ للعمل في شركة التلغراف هناك، وقد تسلم تسلا فيما بعد منصب كبير فنيي الكهرباء في هذه الشركة، ومن ثم أصبح المهندس المسؤول عن أول نظام هاتفي في المجر، ومن جانبٍ آخر، فقد عمل تسلا على تطوير أول مكبر صوت هاتفي، كما ابتكر العديد من الأجهزة التي تستخدم المجالات المغناطيسية الدوارة.


في عام 1882م انتقل نيكولا تسلا إلى باريس، حيث التحق فيها بالعمل كمهندس مبتدئ في أحد فروع شركة أديسون الأمريكية، والمختصة بتطوير مولدات وأنظمة الإضاءة الخاصة بالعالم أديسون، وبعد عمله فيها لفترة من الزمن نصحه أحد مديري الشركة بالرحيل إلى الولايات المتحدة الأمريكية؛ حيث سيتمكن هناك من تحقيق أحلامه وطموحاته، فتوجه تسلا إليها وهو لا يزال في الثامنة والعشرين من عمره.[٤][٥]


هجرة نيكولا تسلا إلى أمريكا

وصل نيكولا تسلا إلى الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1884م، وتوجه مباشرة لمقابلة العالم توماس أديسون، وقدّم له رسالة توصية كتبت من قِبل تشارلز باتشلور، وهو أحد مديري شركة أديسون في باريس، وقد ساعده ذلك على توظيفه في شركة أديسون للآلات، وقد أظهر تسلا براعة كبيرة في المجال الكهربائي، حيث عمل على إعادة تصميم وتطوير مولدات التيار الكهربائي المباشر، ولكن وعلى الرغم من مهاراته العالية إلا أنه لم يستطع الاستمرار في العمل مع أديسون؛ وذلك بسبب الاختلاف الكبير بين أسلوبيهما وأفكارهما، فاضطر تسلا للاستقالة من الشركة، حيث قام فيما بعد بتأسيس شركته الخاصة، وذلك في عام 1886م، إلا أنّ هذه الشركة لم يُكتب لها النجاح، حيث انسحب تسلا منها.


في عام 1888م، استطاع تسلا التواصل مع أحد رجال الأعمال والمدعو "جورج وستنجهاوس"، والذي قدم الدعم الكبير لتسلا وساعده على القيام بأبحاثه المتعلقة بأنظمة الطاقة متعددة الأطوار، والتي يمكن من خلالها نقل التيار المتردد عبر مسافات كبيرة، حيث نتج عن هذه الأبحاث اختراع تسلا للمحرك الحثي ذو المجال المغناطيسي الدوار، والذي يعتمد بشكلٍ كامل على التيار المتردد، وقد حارب أديسون هذه الأبحاث المتعلقة بالتيار المتردد، إذ كان من المؤيدين للتيار المباشر، والمروجين له، وعلى الرغم من محاولات أديسون المتعددة في إفشال تجارب تسلا، إلا أنّ أبحاثه هذه قد لاقت نجاحًا كبيرًا، حيث تم تقديم المحرك الذي اخترعه في المعرض الكولومبي في شيكاغو في عام 1893م، كما تم استخدامه في بناء محطة الطاقة الكهرومائية لتوليد الكهرباء في شلالات نياجرا.[٦][٧]


نيكولا تسلا مخترع الراديو

في عام 1891م اخترع تسلا ما يسمى "ملف تسلا"، وهو عبارة عن محول عالي التردد، يستطيع إنتاج مجال كهربائي شديد القوة، وقد تم استخدام هذا الملف فيما بعد في تصنيع الراديو والإلكترونيات بمختلف أنواعها، وقد توصل تسلا إلى إمكانية استخدام هذا الملف في إرسال واستقبال إشارات راديو قوية، ويتم ذلك عن طريق ضبط ملف تسلا على إشارة تردد معين، مما سيؤدي إلى تكبير وتضخيم الطاقة الكهربائية الواردة من خلال التأثير الرنيني، وفي عام 1895م، تمكن تسلا من إرسال إشارة لمسافة 50 ميلًا تقريبًا، ولكن ولسوء حظه شب حريق هائل في معمله، مما أدى إلى احتراق وتدمير جميع أوراقه، وأبحاثه، وملاحظاته، مما منعه من إكمال تجاربه في هذا المجال.


ومن جانبٍ آخر، قام أحد العلماء الإيطاليين والذي يدعى "ماركوني" بمحاولة بناء جهاز خاص بالإبراق اللاسلكي، وقد تقدم بطلب براءة اختراع لاكتشافه هذا، وبعد معركة طويلة بين تسلا وماركوني على هذا الموضوع منحت المحكمة العليا في الولايات المتحدة الأمريكية براءة اختراع الراديو لتسلا، وذلك في عام 1943م، بعد وفاته بستة أشهر.[٨][٩][١٠]


أبرز اختراعات نيكولا تسلا

من أبرز اختراعات نيكولا تسلا ما يأتي:[١١][١٢]

  • المجال المغناطيسي الدوار: وهو يُعد من أهم إنجازات تسلا العلمية، والذي كان له الفضل الكبير في التقدم الحاصل في مجال الكهرباء، حيث يمكن من خلاله توليد كميات كبيرة من الطاقة الكهربائية، ونقلها إلى مسافات طويلة، وبكفاءة عالية، ولا يزال هذا النظام يُستخدم حتى يومنا هذا.
  • جهاز التحكم عن بعد (الريموت كونترول): حيث صنع تسلا أول قارب آلي يمكن التحكم فيه عن بعد، وذلك باستخدام موجات الراديو، إذ من الممكن من خلاله التحكم في المحرك، والإضاءة، والتوجيه، وفي العصر الحالي يتم استخدام هذا الاختراع في الطائرات دون طيار، وقد حصل تسلا على براءة اختراعه هذا في عام 1898م.
  • جهاز تكبير الإرسال: والذي يمكن من خلاله نقل الطاقة بشكلٍ لاسلكي، وذلك عن طريق نقل المعلومات من برجٍ إلى آخر باستخدام الرنين، وقد نجح هذا الجهاز في إرسال تيار كهربائي لاسلكي لمسافة كيلو مترٍ واحد.
  • توربين تسلا: والذي يستخدم في تشغيل السيارات، وهو يُعد أكثر كفاءة، وأقل استهلاكًا للوقود من تلك الأنواع التي كانت مستخدمة ومعروفة في ذلك الوقت.
  • الأشعة السينية (X-rays): على الرغم من أنّ هذا الاختراع يُنسب إلى العالم "رونتغن"، إلا أنّ تسلا ساهم بشكلٍ كبير في تطويره، وإضافة بعض التحسينات عليه، مما ساعد على جعل صور الأشعة الناتجة أكثر وضوحًا من قبل.
  • مصباح النيون: والذي لا يزال يُستخدم حتى وقتنا هذا، وعلى مستوى العالم في إضاءة المحلات، والفنادق، ولافتات الإعلانات، وغيرها الكثير.


وفاة نيكولا تسلا

توفي نيكولا تسلا في تاريخ 7 من شهر كانون الثاني/يناير في عام 1943م، بسبب إصابته بقصور في القلب، وقد أقيمت جنازته في مدينة نيويورك، في الولايات المتحدة الأمريكية.[٤]

المراجع

  1. MARISSA NEWHALL, "Top 11 Things You Didn't Know About Nikola Tesla", energy, Retrieved 23/7/2021. Edited.
  2. Ariel Roguin, Nikola Tesla: The Man Behind the Magnetic Field Unit, Page 369. Edited.
  3. ^ أ ب "CASE FILES: NIKOLA TESLA", fi, Retrieved 23/7/2021. Edited.
  4. Anil Rajvanshi, Nikola Tesla The creator of the electric age, Page 5. Edited.
  5. "165th birthday of Nikola Tesla", dpma, Retrieved 24/7/2021. Edited.
  6. "Nikola Tesla", nationalmaglab, Retrieved 24/7/2021. Edited.
  7. "Who Invented Radio", pbs, Retrieved 24/7/2021. Edited.
  8. "NIKOLA TESLA", lemelson, Retrieved 24/7/2021. Edited.
  9. Jasmina Vujic, Nikola Tesla: 145 years of visionary ideas, Page 2-3. Edited.
  10. "Nikola Tesla Inventions", teslasciencecenter, Retrieved 24/7/2021. Edited.