هنري بسمر

من هو هنري بسمر؟

هو مهندس، ومخترع، ورجل أعمال إنجليزي، وأحد رواد القرن التاسع عشر الميلادي.

وهو السير هنري بسمر، مخترع إنجليزي الأصل، اشتهر وذاع صيته نتيجة ابتكاره لتقنية خاصة بتصنيع الفولاذ، وقد أطلق عليها إسم "عملية بسمر"، فقد كان الفولاذ قبل ابتكار بسمر لهذه التقنية باهظ الثمن، كما كان الاعتماد الأكبر في ذلك الوقت على استخدام الحديد المصبوب، إلا أنّ "عملية بسمر" قد مكنت من إنتاج الفولاذ بكميات كبيرة، وجودة عالية، وبكلفة مادية قليلة، مما ساهم في تقدم صناعة الصلب بشكلٍ كبير، وانتشار استخدام الفولاذ في الكثير من الصناعات مثل: الجسور، وقضبان السكك الحديدية، والأبراج، والسفن، والعربات، فاستحق بسمر بذلك لقب "والد صناعة الصلب"، وقد سجلت براءة اختراعها بإسمه في عام 1855م، ومن جهةٍ أخرى فقد كان لبسمر العديد من المساهمات الناجحة في العلوم، إذ امتلك ما يقارب المئة اختراع، في مجالات الحديد، والصلب، والزجاج.^[١][٢]

مولد هنري بسمر ونشأته

ولد هنري بسمر في تاريخ 19 من شهر كانون الثاني/ يناير، في عام 1813م، في منطقة تشارلتون في هيرتفوردشاير، في إنجلترا، والده هو أنطوني بسمر، وقد كان مهندسًا، ويعمل في مجال صناعة المعادن، لذا فقد نشأ هنري وترعرع في بيئة صناعية بحتة، مما ساهم في تطوير مهاراته الميكانيكية، وإظهار كفاءته في عمرٍ صغير.^[٣]

مسيرة هنري بسمر العلمية والعملية

لم يتلقَ هنري بسمر تعليمًا بشكلٍ رسمي، إلا أنّ ملازمته لوالده، ومراقبته له أثناء عمله ساعده على تنمية طرق التفكير الإبداعية لديه، وجعله أكثر مرونة وقابلية للتعلم، وفي عمر السابعة عشر انتقل هنري بسمر إلى لندن، وقد عمل في مجال بيع التحف المعدنية المزخرفة.

أما بالنسبة لحياة هنري بسمر الشخصية، فقد تزوج من "آن ألين" وذلك في عام 1834م، وهو لا يزال في الواحد وعشرين من عمره، وقد أنجبا ثلاثة أطفال.^[٢][٣]

إنجازات هنري بسمر

خلال إقامة هنري بسمر في لندن كانت عملية تزوير الوثائق الرسمية منتشرة بشكلٍ كبير، وقد ساعد بسمر على إيجاد حل لهذه المشكلة، وذلك عن طريق تطوير طوابع منقوشة ليتم استخدامها في السندات الملكية، ومن ثم أضاف إليها ميزة تسمح بتغيير التاريخ فقط، دون الحاجة إلى استخدام طابع جديد، وقد ساهم هذا الابتكار في توفير قدرٍ كبير من المال، إلا أن بسمر لم يتلق أيّة مكافأة مادية مقابل اختراعه هذا.

من الإنجازات الأخرى التي حققها بسمر في مجال الدهان، حيث احتكرت شركات الدهان الألمانية في ذلك الوقت صناعة الطلاء المعدني، مما أدى إلى ارتفاع الأسعار بشكلٍ كبير، فقام بسمر بتطوير آلة تعمل على إنتاج غبار برونزي، والذي عند إضافته إلى الطلاء العادي يعمل على إعطاء التأثير اللامع المطلوب، وبتكلفة مادية قليلة جدًا، وقد نجح ابتكار بسمر هذا، وحقق أرباحًا كبيرة، حيث استثمر هذه الأموال في بناء مسبك للنحاس في لندن، وفي المقابل احتفظ بسمر بسر تصميم آلته هذه وأبقاه في طي الكتمان لفترة طويلة من الزمن، ولم يُفصح عنه لأحد.^[٢]

من جانبٍ آخر، فقد حصل هنري بسمر على ما يقارب 110 براءة اختراع، ومن اختراعاته المختلفة: فرن شمسي، وآلية لصنع أقلام الرصاص من الجرافيت، وتلسكوب فلكي، وآلة لتلميع الألماس، وغيرها الكثير، وقد حقق بسمر من اختراعاته العديدة هذه ثروة كبيرة، والتي مكنته من العيش في رخاء طوال حياته.^[٤]

عملية بسمر

ظهر اهتمام هنري بسمر بالفولاذ أثناء خوضه حرب القرم، إذ بدأ بإجراء العديد من المحاولات المختلفة لتحسين القذائف المدفعية، وذلك من خلال العمل على تقوية الفولاذ، ولأجل تحقيق هذا الهدف قام بتطوير ما يسمى "محول بسمر"، وهو عبارة عن وعاء ذو شكل بيضوي، ويحتوي على كمية كبيرة من الحديد المنصهر، حيث يتم نفخ الهواء البارد من خلال ثقوب موجودة في قاع هذا الوعاء؛ وذلك من أجل تنقية الحديد، والتخلص من الكربون والشوائب الأخرى الموجودة فيه، وبالتالي الحصول في النهاية على فولاذ نقي، وشديد القوة، ويستغرق إجراء هذه العملية ما يقارب العشرين دقيقة فقط، وقد ساهمت بشكلٍ كبير في رفع إنتاج الصلب السنوي، مع تكلفة مادية قليلة جدًا، مما ساعد على إحداث ثورة صناعية كبيرة في مجال الصلب.^[٤]

وفاة هنري بسمر

توفي هنري بسمر في تاريخ 15 من شهر آذار/ مارس في عام 1898م، في مدينة لندن في إنجلترا، عن عمرٍ يناهز 85 عامًا.^[٥]