أبو إسحاق الحويني

من هو أبو إسحاق الحويني؟

هو مُحدث، ومُفسر، ومؤلف، وشيخ مُجتهد، وداعية فاضل من رواد القرنين العشرين والحادي والعشرين.

وهو حجازي محمد شريف، وكنيته أبو إسحاق الحويني نسبةً إلى مسقط رأسه قرية حُوين، وهو داعية مصري الأصل، اجتهد في الدعوة إلى الدين الإسلامي فكثرت مُؤلفاته ومُصنفاته التي شملت مجموعة من العلوم الشرعية، وتصانيف ورسائل عديدة، وهو من تلاميذ وخلفاء الشيخ الألباني، الذي كان ملهمه وقدوته.^[١][٢]

مولد أبي إسحاق الحويني ونشأته

وُلد أبو إسحاق الحويني في قرية حوين في محافظة كفر الشيخ في مصر في تاريخ 10-6-1956م، ونشأ في بيت تقوى وصلاح، فكان والده مُتدينًا وقورًا من أهل الحكمة والشورة، ويعده أهل القرية من الشيوخ الأفاضل، أما ابنه فكان مُحبًا للعلم مُنكبًا عليه، فبدأ بحضور الدروس الدينية منذ الصبا بينما كان يبلغ من العمر11 عامًا.^[٢][١]

ثقافة أبي إسحاق الحويني ومسيرته الأدبية

التحق الحويني بمدرسة الوزارية الابتدائية بقرية الوزارية، ومن بعدها ارتاد الإعدادية القديمة التي تقع في عاصمة كفر الشيخ، وحصل على الشهادة الثانوية من مدرسة الشهيد عبد المنعم رياض، والتحق بجامعة عين الشمس في القاهرة وتخصص في قسم اللغة الإسبانية في كليّة الألسن، وكان من الطلاب الثلاثة المتفوقين والأوائل على الدفعة خلال سنوات الدراسة الأربع، الأمر الذي ساعده في الحصول على بعثة إلى إسبانيا، إلا أنه قضى فيها شهرين قبل أن يعود إلى مصر بعد أن عجز عن التكيّف مع الحياة في ديار الغرب.

وكان الحويني من مُحبي الأدب واللغة العربية، بالإضافة للأدب العالمي، واجتهد بصورة ذاتية وتثقف مدّة طويلة في مكتبة "المصطفى"، وكان يطلب العلم في الليل والنهار، ويميل بشدة لقراءة القصص والروايات، فشدّته كتب عباس محمود العقاد، وتوفيق الحكيم وغيرهم، كما أقبل على الشعر، وانجذب لأشعار أحمد شوقي، وفارس السيف والقلم الشاعر البارودي وغيره، ومن شدّة شغفه بالشعر فقد ألّف العديد من الدواوين الشعرية المعاصرة والمميزة فغدا من أشهر الشعراء في قصر الثقافة حينها.

وأخيرًا انكب على العلوم الشرعية، فأبدع فيها وتحوّل مساره العلمي، فأقبل على طلب الحديث النبوي وقراءة القرآن، وارتحل في سبيله إلى الأردن قاصدًا الشيخ الألباني الذي تتلمذ على يده وأصبح من أوائل طلبته، فأحسن مدحه وغدا من خلفائه، ومن جهة أخرى، فقد اتسم أبو إسحاق بغزارة إنتاجه وكثرة مؤلفاته وتصانيفه في مختلف مواضيع العلوم الدينية والشرعية، وقدم شروحًا لكتب الأئمة السابقين من أمثال البخاري، والنسائي وابن كثير وغيره بالإضافة إلى مجموعة من الرسائل القصيرة.^[١][٢]

أبرز شيوخ أبي إسحاق الحويني

تتلمذ أبو إسحاق الحويني على يد نخبة من أساتذة وشيوخ عصره، ومن بينهم:^[١]

• الشيخ محمد نجيب المطيعي والذي حضر له دروسًا في الفقه الشافعي، وتعلم منه أصول الفقه، وأصول علم الحديث.
• الشيخ المحدث محمد ناصر الدين الألباني الذي أخذ عنه العلوم الشرعية وغيرها.
• الشيخ عبد الحي زيان خال أبو إسحاق الحويني، وقد أخذ عنه علوم القرآن.
• الأستاذ عبد الفتاح الجزار الذي علّمه اللغة العربية.
• الدكتور موسى شاهين لاشين رئيس قسم الحديث في جامعة الأزهر.

أشهر مؤلفات أبي إسحاق الحويني

من أبرز مؤلفات أبي إسحاق الحويني ما يأتي:

• تنبيه الهاجد إلى ما وقع من النظر فى كتب الأماجد.
• المنيحة بسلسلة الأحاديث الصحيحة.
• نهي الصحبة عن النزول بالركبة.
• قصة موسى والخضر.
• شرح صحيح البخاري للحويني.
• صحيح القصص النبوي.
• دروس للشيخ أبي إسحاق الحويني.
• البدعة وأثرها في محنة المسلمين.
• نثل النبال بمعجم الرجال.^[٣]

كتاب النافلة في الأحاديث الضعيفة والباطلة

يضم هذا الكتاب مجموعة من الأحاديث المُتفاوتة في معانيها ومقاصدها، سأل عنها الشيخ أبو إسحاق الحويني وتحقق من صحتها وضعفها، فأورد ما هو صحيح واحتفظ لنفسه بما هو ضعيف، ومن ثم عاود جمعه على حدىً مُلحقًا إياه بما أتم تحقيقه من قبل، فزاد عدد أحاديثه الضعيفة عن 500 حديث نبوي لم يسبق لأحد المشايخ من قبله أن جمعها وحققها، وبشكل خاص معلمه الشيخ الحافظ ناصر الدين الألباني مؤلف كتاب سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة.^[٤]

أقوال أبي إسحاق الحويني

من أشهر أقوال أبو إسحاق الحويني ما يأتي:^[٥]

• إن ترك الذنب أهون عليك من طلب التوبة، فإنك قد لا توفق لتوبة وقد تتوب فلا يُقبل منك، فلماذا تلقي بنفسك في المجهول.
• كم من حسرات في بطون المقابر، لو أُذن لكل ميت أن يتكلم لقال: أهلكتني سوف وسين، سأتوب، سوف أتصدق، سأصلي.
• لا يُحملنك كثرة المخالفين على اليأس من إيصال الحق إلى القلّة.