من هو ابن قُتيبة؟

هو أديب، وفقيه، ومُفسّر، وناقد، وقاضٍ لغوي ونحوي، وكاتب من أئمة الأدباء في العصر العباسي.


وهو أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري، أديب لغوي ونحوي وواحدٌ من أبرز أئمة مدرسة بغداد النحوية، كما أنه عالم نحوي ولغوي شديد الدقة والصدق فيما يرويه، وكان له اطلاع واسع على مُختلف العلوم وألوان الأدب العربي، بما فيه غريب القرآن ومعانيه، والفقه، والشعر، وغيره فكان كثير التصنيف والتأليف، واتُصف بأنه مُعلم فاضل في اللغة، والشعر، والنحو، حتى أن مدرستي الكوفة والبصرة المُتنافستين أخذتا من مُصنفاته.[١][٢]


مولد ابن قتيبة ونشأته

اختلف المؤرخون حول ولادة ابن قُتيبة لكن أغلب الظن أنه ولد في مدينة الكوفة عام 213 هـ/ 828 م، ووالده فارسي الأصل، ثم انتقل فيما بعد إلى مدينة بغداد التي أقام فيها بقية حياته وغدا واحدًا من أبنائها، ليتأثر بحياتها ونشأتها الثقافية والفكرية المُتفردة، ويتلقى العلم والمعارف على يد نخبة من علمائها الأجلاء وأئمتها المشهورين، وكان شديد التأثر بفرقة المعتزلة وما يدور من تناظر بينها وبين أهل السنة، وذلك بعد توليه قضاء دينور، إذ إنه عند إقامته بها اتصل بالفقهاء ودرس منهم الفقه والدين قبل أن يعود لبغداد التي تقدم فيها أهل الحديث والسنة على المُعتزلة فاستنصر ابن قتيبة بهم واتبعهم، كما اتصل برجال الدولة وعظمائها كالوزير أبي الحسن عبيد الله بين يحيى بن خاقان، وابن المعتد الذي أهداه كتابه أدب الكاتب، وفي بغداد واصل حياته العلمية والعملية وعمل بالتدريس في المدرسة البغدادية.[١]


علم وأدب ابن قُتيبة

كان ابن قتيبة منذ صغره يتوق إلى الأدب، ويتعلق بالعلوم، فانكب على طلب العلم والمعرفة من مُتسع أبوابها بشغف ونهم شديدين تبعًا للإمكانيات العلمية المُسخرة في زمانه، فدرس الفارسيّة، كما قرأ الكتب المُقدسة كالتوراة والإنجيل واقتبس منها، وألم بفلسفة أرسطو، وبكُتب العجم، والهند، واليونان واستفاد من النزاع العقيدي الذي تميز به عصره بين فرقتي المعتزلة والسنة، وكان من الأدباء المميزين، عالمًا باللغة، والنحو، والشعر، والفقه، وامتاز بكثرة تأليفه وتصنيفه للكتب وبنقده المميز.[٣]


أساتذة ابن قتيبة

تتلمذ ابن قُتيبة على يد العديد من الأساتذة والمشايخ في الكوفة والبصرة، وأبرزهم:[٤]

  • عبد الرحمن بعبد الله بن غريب وتعلم منه اللغة وحفظ الأشعار.
  • إبراهيم بن سفيان الزيادي كان راويًا ونحويًا ولغويًا فتعلمها ابن قتيبة جميعًا منه.
  • أبو الفضل الرياشي ودرّس ابن قُتيبة اللغة والنحو.
  • أبو حاتم السجستاني أخذ عنه ابن قتيبة دقة النظر وعلوم اللغة العربية والشعر.
  • إسحاق بن راهويه اقتدى به ابن قُتيبة في السلوك وأخذ عنه علوم الدين.


أشهر مؤلفات ابن قُتيبة

من أبرز مؤلفات ابن قتيبة ما يأتي:

  • كتاب أدب الكاتب: يبحث ابن قُتيبة فيه عما يحتاجه الأديب في سبيل الكتابة من الآداب والعلوم، ويجتهد لإصلاح أخطاء الكتاب وأوهامهم في معاني الألفاظ أو الاشتقاقات والتراكيب التي هم في أمس الحاجة لها، كما أنه مُقسّم لأبواب متنوعة في إقامة الهجاء، وتقويم اللسان والأبنية.[٥]
  • كتاب عيون الأخبار: يشرح هذا الكتاب طبيعة العصر الذي عاش فيه ابن قُتيبة، والذي جمع مُختلف العلوم والثقاقات والأخبار، إضافةً لنوادر ونكات طريفة من باب المزاح، كما يشمل عدّة فصول وكتب متنوعة، منها ما يروي أخبار السلطان وسيرته، وكتاب الحرب ومكائدها، وكتاب حول الزهد والزاهدين، وكتاب عن العلم والبيان وغيرها من العلوم المُختلفة التي صنّفها ابن قتيبة وعمل على تبويبها بطريقته المتميزة.[٦]


كتاب المعاني الكبير في أبيات المعاني

يُقصد بأبيات المعاني في هذا الكتاب الأبيات غامضة المعنى، والتي يحتاج من يسمعها أن يسأل عن معانيها ليفهمها، مما دفع ابن قتيبة كالعديد من العلماء والأدباء إلى جمع هذه الأبيات وتفسيرها، مُقسمُا كتابه إلى 7 كتب متنوعة، وهي: الخيل، والسباع، والطعام والضيافة، والذباب، والوعيد والبيان، والحرب، والميسر ثم أدرج تحت كل كتاب أبوابا عديدة، ويُعد هذا الكتاب مرجعًا متميزًا للمتذوق الأديب، يجد فيه علوّ ورفعة اللغة، وجمال المعاني والتسلية، كما أنه مُزود بفهارس علمية.[٧]


وفاة ابن قتيبة

قضى ابن قتيبة حياته في خدمة العلم والدين والأدب، وتوفي بطريقة مُفاجئة بعد تناوله طعامًا يُقال إنه كان فاسدًا فأصابه بالتسمم، وذلك بتاريخ 276 هـ/889 م عن عُمر يُناهز 51 عامًا.[٨]

المراجع

  1. ^ أ ب محمد فضل الله، اسماعيل موسى أبكر، آراء ابن قتيبة النقدية، صفحة 3-4-. بتصرّف.
  2. ابن قُتيبة، عيون الاخبار، صفحة 35. بتصرّف.
  3. د/ رضا العزب، الرؤية النقدية لابن قتيبة في الشعر والشعراء، صفحة 5. بتصرّف.
  4. محمد عبد الله محمد فضل الله، القضايا النقدية بين ابن قتيبة والجاحظ، صفحة 82. بتصرّف.
  5. ابن قُتيبة، الكاتب . ابن قتيبة . محقق مفهرس ومعلق عليه.pdf "كتاب أدب الكاتب"، منظمة ارشيف، اطّلع عليه بتاريخ 30-4-2021. بتصرّف.
  6. عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري أبو محمد، "كتاب عيون الأخبار"، مجلة الكتب العربية، اطّلع عليه بتاريخ 30-4-2021. بتصرّف.
  7. ابن قُتيبة، " كتاب المعاني الكبير في أبيات المعاني"، مجلة الكتب العربية، اطّلع عليه بتاريخ 30-4-2021. بتصرّف.
  8. محمد عبد الله محمد فضل الله، القضايا النقدية بين ابن قتيبة والجاحظ، صفحة 3. بتصرّف.