من هو الحجوي الثعالبي؟

هو فقيه ومؤرخ ومُفكر ومُحلل اقتصادي وسفير لدولة المغرب، وعلامة بارزة في القرنين التاسع عشر والعشرين.


هو محمد بن الحسن بن العربي بن أبي يعزى بن عبد السلام بن الحسن الحجوي الثعالبي الجعفري، الفاسي نسبةً إلى مدينة فاس، وهو مُفكر ومُصلح مغربي الأصل، وأحد رجال الحكمة والدين والعلم الذين ينتمون للعقيدة المالكية السلفية في المغرب، وهو عالم ومُحدث وفقيه ومؤرخ من أركان الدولة، جنبًا إلى جنب مع كونه تاجرًا رائدًا في مجال الاستيراد والتصدير من الدول الأوروبية، الأمر الذي منحه بصيرة وسعة اطلاع ونظرة ثاقبة فيما يخص التجارة والفقه، ودعم شخصيته وجعله يتمتع بالفكر السديد، فكان له قرارات مصيرية بارزة في مراحل هامة من تاريخ المغرب السياسي خلال فترة الحماية الفرنسية لها، وكان منهجه قائمًا على الإصلاح الذي يُعبر عن الفكر العربي والإسلامي في ظل النهضة.[١][٢]


مولد ونشأة الحجوي الثعالبي

وُلد الحجوي الثعالبي في مدينة فاس في 4-رمضان-1291هـ/1874م، ووالدته هي الصالحة بنت الأمين السيد الحسين بن عبد الكبير كنون، التي أحسنت تربيته والعناية به في كنف والده وجدّه، وغرست فيه حب العلم وحفظ القرآن الكريم منذ نعومة أظافره، وكان لنشأته الطيبة أثر كبير على شخصيته ومسيرته المهنية فيما بعد.[١][٢]


ثقافة الحجوي الثعالبي ومسيرته المهنية

تنقّل الإمام الحجوي الثعالبي من مدينة فاس وسكن مكناسة ثم مدينتي جدّة والرباط، ودرس في جامعة القرويين، وعُيّن في سفارة دولة المغرب التي تقع في الجزائر، وعمل فيها في الفترة ما بين عامي 1321-1323هـ، كما تولى وزارتي العدل والمعارف خلال فترة الحماية الفرنسية على المغرب، وكان يتسم بنظرة دقيقة ومُستقبلية، وبفكر فريد من نوعه، فغدا قريبًا من مراكز اتخاذ القرارات السياسية الهامة في تلك الفترة الحرجة من تاريخ المغرب، كما تبنى جملة من القوانين التي تدعو للإصلاح، والتي اجتهد في صياغتها لتحسين جامعة القرويين والنظام التعليمي فيها، إضافةً لتعديل مناهج وبرامج التدريس، كما تبنى الدعوة لمراجعة أساليب إصدار الفتاوي، والدعوة لوحدة المذهب ونبذ التعصب، والنظر في العادات الاجتماعية القائمة، وعمل مراجعة اقتصادية واسعة شملت نفقات الأعراس والمآتم وغيرها من المجالات الوهمية التي تبرأ الدين منها.


نظرًا لفكره السامي ورغبته القوية التي تقوم على منهج الإصلاح، كان يلقى نفورًا من كبار الموظفين العاملين حوله، وفي النهاية عُزل من منصبه، وسكن في الرباط حتى توفي فيها، ولكنه دفن في موطنه في مدينة فاس، فهجر أهل المدينة المسجد الذي يُجاور قبره، مما دفع الحكومة المغربية لنقله خلال عهد الاستقلال لموضع آخر غير معروف في مدينة فاس.[١][٢]


أبرز مؤلفات الحجوي الثعالبي

من أبرز مؤلفات الفقيه الثعالبي ما يأتي:[٣][١]

  • كتاب الدفاع عن الصحيحين دفاع عن الإسلام.
  • كتاب القرآن فوق كل شيء.
  • كتاب فهرسة محمد بن الحسن الحجوي، المسماة مختصر العروة الوثقى في مشيخة أهل العلم والتقى.
  • المحاضرة الرباطية في إصلاح تعليم الفتيات في الديار المغربية.
  • مجموعة من المحاضرات منها: التعاضد المتين بين العقل والعلم والدين، ومستقبل تجارة المغرب، والنظام في الإسلام، والفتح العربيّ لإفريقيا الشمالية.


كتاب الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي

يُعد هذا الكتاب بمثابة فلسفة أصولية للفقه، وجامع لتاريخ التشريع الإسلامي، كما يعد موسوعة تاريخية لأشهر فقهاء الإسلام وخيرتهم، بالإضافة إلى أن الحجوي تساءل فيه عن نشأة الفقه الإسلامي منذ القدم حتى عصرنا اليوم، ورتبه من العلوم الإسلامية مرورًا بمراحل تطور الإسلام، أي بدايةً من طور الطفولة، فالشباب، ويليه الكهولة، وفي النهاية الهرم والمشيب، ليأتي من بعدها طور الحداثة والتجديد، والذي يتعلق بدوره بالتقليد والاجتهاد.


كما أن الحجوي يُبين في هذا الكتاب أصول الاجتهاد وكيفية التدريب عليه، جنبًا إلى جنب مع ذكره المذاهب الأربعة، وإشارته للفوائد النابعة من المعلومات القيّمة الواردة في كتابه، كما أضاف إليه تراجم الأئمة المجتهدين الثلاثة عشر، الذين كُتبت وحُفظت مذاهبهم في تاريخ الإسلام، إضافةً لتراجم الصحابة والتابعين وخيرة العلماء المقلدين من أصحاب المذاهب المُقلدة، ومن جهةٍ أخرى، يتكون الكتاب من أربعة أجزاء، وكل جزء يضم فيه معلومات حول المذاهب الأربعة المذكورة من قبل، والتي كتب الثعالبي عنها بطريقة بسيطة ومرنة ومُجردة، تُسهل الفهم على القارئ، وبعيدة كل البعد عن التكلف.[٤]


وفاة الحجوي الثعالبي

توفي الفقيه الحجوي الثعالبي في مدينة الرباط، ودفن في مسقط رأسه في مدينة فاس في عام 1376هـ/1956م، وكان يبلغ من العمر 82 عامًا.[١]

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج خير الدين الزركلي، كتاب الأعلام للزركلي، صفحة 96. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت محمد الفاضلي، قوانين الإصلاح في فكر الحجوي الثعالبي، صفحة 6-7-8. بتصرّف.
  3. "مؤلفات محمد بن الحسن الحجوي الثعالبي"، مكتبتنا ، اطّلع عليه بتاريخ 22-8-82021. بتصرّف.
  4. محمد ابن الحسن الحجوي الثعالبي الفاسي،، "كتاب الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي"، مكتبة النور، اطّلع عليه بتاريخ 22-8-2021. بتصرّف.