جورج براك

من هو جورج براك؟

فنان تشكيلي ورسام بارز أحدث نهضة فنيّة ومن مُطوري الحركة التكعيبيّة في القرن العشرين.

وهو جورج براك، رسام فرنسي الأصل، ذاع صيته في مدينة باريس وفي مختلف أنحاء أوروبا في القرن العشرين، نظرًا لدوره البارز في تأسيس وتطوير الحركة الفنيّة التكعيبية إلى جانب صديقه الفنان بابلو بيكاسو.

إضافةً إلى مساهمته العظيمة لإبراز العديد من الأشكال الفنيّة خلال عصره، فقدّم أعمالًا تنطوي على الانطباعيّة، وغيرها على الحركة الفنية الوحشية (fauvist)، كما ركز على أشكال العمل التي تجمع سلسلة قطع خيالية وأشكال مميزة وألوان جريئة لعملها.

كما حملت أعماله خلال مرحلة الحرب الكئيبة مواضيعًا وأساليبًا متباينة، وألوانًا وتصاميمًا عبّر من خلالها عن الظروف العصيبة، كما أنه واصل البحث عن السعادة من حوله، لكنه في كل الأحوال، ظلّ في إطار قريب للتكعيبية التي برزت في مختلف أعماله الفنية التي صممها خلال مسيرته المهنية، وهو ما ميّزه مقارنة بالفنانين الآخرين المعاصرين.^[١][٢]

مولد ونشأة جورج براك

وُلد براك في بلدة أرجنتويل الواقعة على ضفاف نهر السين بالقرب من باريس في فرنسا، في تاريخ 13-5-1882م، وكان المجتمع الفرنسي حينها يرتبط بصورة مركزية بالحركة الفنية الانطباعية، وهي أسلوب جديد من التصوير الفني، أما عن أسرة براك، فكان والده وجدّه فنانين يُديران شركة دهانات منزلية، وانتقلت الأسرة إلى مدينة لوهافر التي كانت مركزًا مبكرًا للمدرسة الانطباعية والتأثرية.^[٣][٤]

مسيرة جورج براك الفنيّة

التحق جورج بالمدرسة العامة المحلية في لوهافر، وكان والده يصطحبه في رحلاته الاستكشافية ليمارس موهبة الرسم، بالإضافة لهواياته الأخرى، كرياضة الملاكمة، والعزف على الفلوت وغيرها، كما أنه التحق بأكاديمية لوهافر للفنون الجميلة.

ترك براك المدرسة في عمر 17 عامًا، ليتدرب كمصمم ديكور ورسام في لوهافر ثم في باريس، فاكتسب حينها مهارات حرفية جديدة وحيل فنية في التعامل مع المواد، كاستخدام جمالية نمط حلقات الخشب في رسم الصور التكعيبية.

بعد عام من التحاق براك بالخدمة العسكرية، قرر أن يسلك اتجاه الفن بشكل أكثر جدية، فالتحق بأكاديمية باريس الخاصة للفنون بين عامي 1902-1904م، كما درس مدة قصيرة في مدرسة الفنون الجميلة، وكان يزور متحف اللوفر بين الحين والآخر في حال تفرغه، وكانت الأعمال اليونانية والمصرية القديمة هي محط إعجابه.

كانت أعمال براك الأولى متأثرةً بالمدرسة الانطباعية التي تأسس عليها من طفولته، لكن سرعان ما تأثر بأسلوب الحوشية أو الفوفية (Fauvism)، والذي تميز بألوان رائعة وتركيبات أشكال سلسة.

بعد ذلك، تبنى براك أسلوب سيزان في تبسيط الأشكال الهندسية، بعد ذهابه إلى معرض سيزان التذكاري عام 1907م، كما تعرّف براك في هذه المرحلة على الفنان بيكاسو، وعملا سويًا لحين حلول الحرب العالمية الأولى.

في عام 1909م، تعرضت لوحات براك للانتقاد الفني، ووُصفت بشذوذ المُكعب (bizarreries cubiques)، ومن هنا تولّد مفهوم التكعيبية التي مثلت حركة فنية مميزة طوّرها بيكاسو وبراك معًا على مرّ السنوات الخمس اللاحقة، فكانت أقوى ثورة فنيّة شهدها الرسم منذ عصر النهضة.

قد تطورت التكعيبية لتفك قيود الفن وتُحرّر الفنانين من الثوابت الزمنية ووجهات النظر الثابتة، كما رفضت تمثيل اللوحات على أنها نوافذ تطل على العالم المرئي، وإنما بادرت بجعل اللوحات التكعيبية التحليلية هي تفسيرًا لوجهات نظر مختلفة وجوانب عديدة لعناصر معينة.

فيما بعد، شرع براك في استخدام تقنية الكولاج التي انبثق منها مرحلة جديدة من مراحل التكعيبية، وهي التكعيبية الاصطناعية، فقد قام بإدخال أنواع خامات مختلفة غير متعارف عليها كأدوات فنية للوحة، مثل الخيوط والرمال والقهوة وبتلات الزهور وغيرها من المواد الحسية.

في بداية الحرب العالمية الأولى، انفصل الفنانان بيكاسو وبراك عن بعضهما، وتوقفت شراكتهما الفنيّة المثمرة التي دعمت بشكل كبير الحركة التكعيبية وطوّرتها على مر السنين، وسُرِّح براك من الجيش في عام 1916م بعد إصابته بجروح بليغة، وعاد إلى باريس.

لو يتوقف براك عن الرسم، وتضمنت لوحاته اللاحقة ألوانًا مشرقة ونهجًا طبيعيًا مميزًا، ومواضيعًا وشخوصًا منوعة تحت أساس التكعيبية، وغدا سلطان الحياة الصامتة، كما نحت تماثيلًا عديدة، وعمل بالسيراميك، وزخرف سقف غرفة في متحف اللوفر، وخلال مسيرته حصل على الجائزة الكبرى للرسم في بينالي البندقية عام 1948م، كما حصل على جوقة الشرف برتبة قائد عام 1951م.^[٤][١][٣]

مقولات جورج براك

من أشهر أقوال براك ما يأتي:^[٥]

• الحقيقة موجودة، يجب اختراع الوهم فقط.
• يجب ألا نقلد ما نسعى لخلقه.
• الفن يهدف إلى الإزعاج، لكن العلم يطمئن.

وفاة جورج براك

توفي براك في مدينة باريس في فرنسا في تاريخ 31-8-1963م، وكان يبلغ من العمر 81 عامًا.^[٣]