من هو قتادة بن دعامة السدوسي؟

هو مفسر، ومحدث، وفقيه، وأحد أعلام اللغة العربية، وعلم الأنساب.


وهو قتادة بن دعامة بن عزيز السدوسي البصري، ويُكنى بأبي الخطاب، يُعد من كبار علماء التابعين، وقد برز وتفوق في العديد من العلوم الشرعية مثل علم الحديث، والتفسير، والفقه، والعربية، وأيام العرب والنسب، كما كان من المحدثين المكثرين في رواية الحديث، إذ بلغ عدد مروياته في الصحيحين ما يقارب الخمسمئة حديث، إلى جانب مروياته في كتب السنة الأخرى، وقد امتاز قتادة بذاكرته القوية، وسرعة حفظه، حيث قال عنه سعيد بن المسيب "ما جاءني عراقي أحفظ منه"، ومن جهةٍ أخرى، فقد عُدّ من أوائل العلماء الذين ألفوا كتبًا في مجال الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم.[١][٢]


مولد قتادة بن دعامة السدوسي ونشأته

ولد قتادة في عام 60 هجري، وهو عربي الأصل والنسب، إذ يعود نسبه إلى قبيلة سدوس بن شيبان، وعلى الرغم من شُح المعلومات المتعلقة بنشأته، إلا أنّ المؤكد أنها كانت في البادية وفي كنف أسرة عربية، فوالده هو دعامة بن عزيز، أما والدته فقد كانت من مولّدات الأعراب، والجدير بذكره أنّ قتادة قد ولد ضريرًا لا يبصر، إلا أنّ ذلك لم يثنه عن طلب العلم.[٣]


علم قتادة بن دعامة السدوسي

ترعرع قتادة منذ نعومة أظافره على حب العلم وطلبه، وقد ساعده ذلك على إتقان العديد من العلوم الشرعية، نذكر منها ما يأتي:[٤]

  • علم التفسير والقراءات: إذ قال عنه الإمام أحمد بن حنبل "قتادة عالمٌ بالتفسير واختلاف العلماء"، أما في علم القراءات، فقال عنه ابن الجزري "المفسر، أحد الأئمة في حروف القرآن، وله اختيارُ رُوّيناه من كتاب الكامل".
  • علم الحديث: كان قتادة من العلماء البارزين في هذا العلم، والحافظين والمتقنين له، وقد شهد له علماء الجرح والتعديل بذلك، حيث قال عنه ابن سعد "كان ثقة، مأمونًا، حُجة في الحديث".
  • علم الفقه: شهد له العلماء بالإمامة والفقه، ومنهم أبو إسحاق الشيرازي، واليعقوبي، كما قال عنه سفيان الثوري "لم يكن من هؤلاء الفقهاء أفقه من الزُّهري وحمّاد وقتادة".
  • علم اللغة العربية والأنساب: برز قتادة في العربية، وكان شديد الاعتزاز بذلك، كما كان مرجعًا في الشعر، حيث قال عنه الذهبي "ومع حفظ قتادة وعلمه بالحديث كان رأسًا في العربية، واللغة، وأيام العرب، والنسب".


وقد روى قتادة عن العديد من كبار علماء ذلك العصر منهم: عبدالله بن سرجس، وأنس بن مالك، وسعيد بن المسيب، والحسن البصري، وبكر بن عبد الله المزني، وعطاء بن أبي رباح، وغيرهم الكثير، كما كان لقتادة العديد من التلاميذ الذين درسوا على يديه ورووا عنه، ومنهم: أيوب السختياني، وابن أبي عروبة، والأوزاعي، وشعبة بن الحجاج، وحماد بن سلمة وغيرهم.[٥]


أبرز مؤلفات قتادة بن دعامة السدوسي

من أبرز مؤلفات قتادة بن دعامة السدوسي ما يأتي:[٦]

  • كتاب تفسير القرآن.
  • الناسخ والمنسوخ.
  • عواشر القرآن.


وفاة قتادة بن دعامة السدوسي

توفي قتادة بن دعامة السدوسي في مدينة واسط في عام 117 هجري، إثر إصابته بالطاعون، وعن عمرٍ يناهز 56 عامًا.[٧]

المراجع

  1. سكينة محمود موعد، "قتادة بن دعامــة السدوسي"، الموسوعة العربية، اطّلع عليه بتاريخ 8/9/2021. بتصرّف.
  2. سامح عبدالله عبد القوي متولي، معرفة أصحاب قتادة بن دعامة السدوسي وتحقيق القول في طبقاتهم، صفحة 4. بتصرّف.
  3. حسن القرني، التوجيه النحوي والصرفي لقراءة قتادة بن دعامة السدوسي بالزيادة على رواية حفص عن عاصم، صفحة 446-447. بتصرّف.
  4. الذهبي، سير أعلام النبلاء، صفحة 269. بتصرّف.
  5. عبدالله طه عبدالله السلماني، قتادة بن دعامة السدوسي حياته ومنهجه في رواية الأخبار التاريخية، صفحة 9. بتصرّف.