من هو مؤلف كتاب مبادئ الجيولوجيا؟

هو تشارلز لايل، محامي اسكتلندي، ومن أوائل الجيولوجيين في القرن التاسع عشر الميلادي، ولُقب بأبي الجيولوجيا.


وهو السير تشارلز لايل، ولقبه البارونيت، أحد رواد علم الجيولوجيا في عصره، ساهمت إنجازاته في مجال الجيولوجيا في حدوث تحول كبير في فهم العلماء للأرض وتاريخها، وقد نال شهرة واسعة بعد تأليفه كتابه مبادئ الجيولوجيا، بالإضافة إلى ذلك فإن لتشارلز العديد من المساهمات العلمية الأخرى، مثل: تفسيره لأسباب الزلازل، وتشكل البراكين، وهو الذي صاغ أسماء العصور الجيولوجية المستخدمة حاليًا (حقبة الحياة القديمة، وحقبة الحياة المتوسطة، وحقبة الحياة الحديثة)، وقد نال لايل لقب فارس في عام 1848م، ووسام كوبلي من الجمعية الملكية في عام 1858م، تكريمًا له على إنجازاته العلمية المتعددة.[١]


مولد تشارلز لايل ونشأته

ولد تشارلز لايل في تاريخ 14-11-1797م، في كينوردي، فورفارشير، في شرق اسكتلندا، ونشأ في كنف عائلة ثرية، والتي انتقلت فيما بعد إلى نيوفورست في إنجلترا، وذلك قبل أن يبلغ تشارلز العامين من عمره، وعلى الرغم من عدم تفوقه دراسيًا، إلا أنه قد أظهر منذ طفولته ميولًا واهتمامًا كبيرًا بالطبيعة؛ وذلك بتشجيع من والده عالم الطبيعة.[٢]


مسيرة تشارلز لايل العلمية والعملية

في عام 1816م التحق تشارلز لايل بجامعة أكسفورد لدراسة الكلاسيكيات، إلا أنّه أبدى اهتمامًا كبيرًا بعلم الجيولوجيا، فحضر العديد من المحاضرات الجيولوجية للعالم وليام باكلاند، وبعد تخرجه من الجامعة في عام 1819م بدأ تدريبه العملي في مجال المحاماة، وعلى الرغم من ذلك بقيت الجيولوجيا مسيطرة على تفكيره، فكان يستغل فترة سفره إلى جنوب إنجلترا، وفرنسا لدراسة الصخور، ولقاء علماء جيولوجيين معروفين، وفي عام 1824م نشر لايل ورقته العلمية الأولى في الجمعية الجيولوجية في لندن، والتي كانت فكرتها الأساسية تثبت أن رواسب البحيرة الحديثة بالقرب من كينوردي مماثلة للحجر الجيري الثالث في المياه العذبة في حوض باريس، وفي عام 1827م ترك لايل المحاماة نهائيًا، وتفرغ للعمل في مجال الجيولوجيا، وفي عام 1832م تزوج لايل من عالمة جيولوجيا تُدعى ماري هورنر، وذهبا رحلة جيولوجية طويلة في سويسرا وإيطاليا، وقد عُين في العام نفسه كأول أستاذ للجيولوجيا في كلية كينجز في لندن، لكنه ما لبث أن قدم استقالته في عام 1833م، وذلك بسبب بعض الانتقادات التي وجهت له.[٣]


إنجازات تشارلز لايل في مجال الجيولوجيا

يُعد تشارلز لايل أول من وضع المبادئ الأساسية لعلم الجيولوجيا الحديث، إذ استطاع الوصول نتيجة أبحاثه ودراساته الكثيرة لوضع تفسيرات منطقية لجميع الظواهر الجيولوجية، وذلك عكس النظريات السائدة في عصره والقائمة على معتقدات دينية، وتفسيرات خارقة للطبيعة، وقد لجأ لايل إلى اعتماد أفكار مزارع اسكتلندي يدعى جيمس هوتون، إذ طرح هوتون نظرية تفيد بأن الأرض قد وصلت لشكلها الحالي عن طريق تغيرات بطيئة جدًا، وغير محسوسة، ساهمت في جعل كوكب الأرض مناسبًا للحياة الإنسانية، وليس بسبب كوارث قوية كالفيضان كما كان يُعتقد في ذلك الوقت، وأن العمليات الطبيعية العادية التي تحدث في العصر الحالي لا تختلف في حجمها أو نوعها عن الماضي، وبالتالي فإن عمر الأرض يقدر بملايين السنين، وهو ما عرف فيما بعد بنظرية التوحيد، ولإثبات هذه النظرية سافر لايل في رحلة عبر أوروبا، شملت فرنسا، وإيطاليا، وجنوب صقلية، كما وصل إلى قمة جبل إتنا وهو بركان نشط في جنوب إيطاليا لدراسة الأنشطة البركانية، إذ استطاع في نهاية هذه الرحلة إيجاد أدلة تثبت أن الوديان تشكلت من خلال عملية التعرية البطيئة بسبب الرياح والأمطار، وأن البراكين العملاقة بنيت فوق صخور أقدم منها بكثير، وأن السلاسل الجبلية تشكلت نتيجة العمليات الطبيعية، مثل؛ الزلازل والانفجارات.


وبعد عودة لايل من رحلته الطويلة إلى لندن بدأ بالعمل على كتابه مبادئ الجيولوجيا، إذ قام بنشر المجلد الأول منه في عام 1830م، أما المجلد الثاني فنشره في عام 1831م، ونشر المجلد الثالث والأخير في عام 1833م.[٢][٤]


كتاب مبادئ الجيولوجيا

يتكون كتاب مبادئ الجيولوجيا من 3 مجلدات، وقد ألفه تشارلز لايل خلال الفترة الواقعة ما بين 1830-1833م، إذ شرح فيه لايل نظرية التوحيد، وكيف تكون ملامح سطح الأرض من خلال العمليات الفيزيائية، والكيميائية، والبيولوجية، ويتكون المجلد الأول من 26 فصلًا، إذ يستهل لايل كتابه بتعريف علم الجيولوجيا، ثم يستعرض النظريات القديمة المتعلقة بعمليات التدمير والتجديد للعالم، ثم يذكر أفكار جيمس هوتون، وأخيرًا يناقش الآثار المترتبة على قشرة الأرض نتيجة تغير المناخ، والمياه الجارية، والانفجارات البركانية، والزلازل، كما يتضمن هذا المجلد رسومًا توضيحية لشرح الآليات المختلفة لحدوث التغير الجيولوجي.[٥]


أما المجلد الثاني فهو يتألف من 17 فصلًا، ويركز فيه لايل على النباتات والحيوانات، إذ يدرس فيه الروابط المشتركة بين القشرة المتغيرة للأرض والتاريخ الطبيعي للعديد من أنواع الطيور، والحشرات، والثدييات، والأسماك، كما يناقش طريقة تكيف الأنواع البرية جسديًا مع التدجين، وانتشار النباتات في جميع أنحاء مواطنها، والتوزيع الجغرافي لأنواع معينة من الحيوانات، والنباتات الهجينة، واتقراض الأنواع، وكيفية تأثير الرواسب العضوية كالطحالب على تكيف الأنواع، كما يتضمن هذا المجلد رسومًا توضيحية لمختلف المواطن الطبيعية التي لاحظها لايل.[٦]


مؤلفات تشارلز لايل

ألف تشارلز لايل العديد من الكتب منها ما يأتي:[٧]

  • عناصر الجيولوجيا.
  • دليل الجيولوجيا الأولية.
  • رحلات في أمريكا الشمالية.
  • العصور القديمة للإنسان.


وفاة تشارلز لايل

توفي السير تشارلز لايل في عام 1875م، وذلك بعد وفاة زوجته بعامين فقط، ودفن في وستمنستر آبي في لندن.[٣]

المراجع

  1. "Charles Lyell", kcl, Retrieved 27/6/2021. Edited.
  2. ^ أ ب Richard W. Macomber, "Charles Lyell", britannica, Retrieved 27/6/2021. Edited.
  3. ^ أ ب "Sir Charles Lyell", edinburghgeolsoc, Retrieved 27/6/2021. Edited.
  4. "Uniformitarianism: Charles Lyell", evolution, Retrieved 27/6/2021. Edited.
  5. "Volume 1 Charles Lyell", cambridge, Retrieved 28/6/2021. Edited.
  6. "Volume 2 Charles Lyell", cambridge, Retrieved 28/6/2021. Edited.
  7. "About Sir Charles Lyell", ed.ac, Retrieved 28/6/2021. Edited.