من هو جورج أورويل؟

من هو جورج أورويل؟

هو أديب، وكاتب روايات، ومؤلف، وناقد، وصحفي من أعلام القرن السابع عشر.

وهو إريك آرثر بلير، اشتهر باسمه المستعار جورج أورويل الذي رافقه لسنوات طويلة منذ عام 1933م، وقيل إنه اختاره خوفًا من إحراج عائلته بسبب كتاباته الجدلية، وهو كاتب وناقد وصحفي إنجليزي مشهور، تميَّزت أعماله بخفة الظل، والذكاء، والوعي الكبير حول الظلم الاجتماعي، وله العديد من الروايات الشهيرة حول هذا الموضوع، وقد حظيت كتاباته باستحسان الجمهور، بما فيها أعمالُه الأدبية وغيرُ الأدبية، والمقالات التي اختصت في مجالات السياسة، واللغة، والثقافة، والتي لاقت شهرةً وشعبية واسعة في الثقافة الحديثة والمعاصرة، حتى بعد وفاته، فتجاوزَت نسبة مبيعات روايته الديستوبية التي سميت 1984، وروايته القصيرة الأخرى الساخرة التي حملت اسم مزرعة الحيوانات مبيعات أي كتابين لكاتب آخر في القرن العشرين، مما يؤكد عظمة أسلوبه ومحتواه المتميز رغم نقد الكثيرين لأعماله.^[١][٢][٣]

مولد جورج أورويل

ولد إريك آرثر بلير في مدينة موتيهاري في البنغال في الهند بتاريخ 25-6-1903 م، وكان ينتمي لعائلة متوسطة، فكان والده ريتشارد والميسلي بلير يعمل مسؤولًا بريطانيًا ثانويًا في الخدمة المدنية الهندية، ووالدته إيدا مابل ليموزين فرنسية الأصل من عائلة نبيلة بسيطة.^[٢][٤]

ثقافة جورج أورويل ومسيرته العلمية

عاد جورج مع والديه إلى إنجلترا، واستقروا في عاصمة مقاطعة أوكسفوردشاير، وهي هينلي أون تيمز، ثم التحق بمدرسة دير أنجليكانية الداخلية الثانوية على ساحل ساكس، ورغم فقره، إلا أنه لم يمنع فِكره من التألق، ولكنه في الوقت نفسه كان غريب الأطوار، ومُنعزلًا، وكئيبًا مقارنةً بزملائه وأبناء جيله، وحظي بمنح دراسية ساعدته على الالتحاق بمدارس رائدة في إنجلترا، وهما؛ كلية إيتون التي نشر فيها أولى كتاباته والتي اطلع فيها وتثقف ذاتيًا في نطاق واسع في مجالات عدة؛ كاللغة الإنجليزية، والأدب، وقرأ كتب مجموعة من العقلانيين المُصلحين والمفكرين، ومنهم: جورج برنارد شو، وصموئيل بتلر، وويلز، كما تتلمذ على يد المعلم الكاتب ألدوس هكسلي الذي ألهمه.

ومن ثم التحق بكلية ويلينجتون، لكنه لم يلتحق بالجامعة، بل انتقل إلى بورما في عام 1922م، وعمل كساعد لمدير المنطقة في الشرطة الإمبراطورية الهندية كخادم إمبراطوري نموذجي تبعًا لتقاليد أسرته وبحكم عمل والده، فخدم في عدة محطات ريفية، ولكن حلمه منذ الطفولة كان أن يصبح كاتبًا، فبدأ يسرد تجاربه كضابط شرطة استعماري، لكنه لم يكن راضيًا عما يراه ويقوم به، فكتب روايته أيام بورما كرسم للسيرة الذاتية، إضافةً لرواية إطلاق النار على فيل، ومُعلقة من كلاسيكيات النثر التفسيري، وفي عام 1928م استقال من الشرطة الإمبراطورية بعد أن اتخذ مساره المهني المستقل ككاتب، والذي يتعارض مع رغبات أسرته، فحاول أن يكفر عن ذنبه وانغمس في حياة الفقراء والمنبوذين في أوروبا، وعاش في شرق لندن في المساكن الرخيصة بين المتسولين والعمال، وقضى بعض الوقت في الأحياء الفقيرة في باريس كعامل غسيل أطباق في المطاعم والفنادق الفرنسية، وانضم إلى سكان لندن الفقراء في هجرتهم السنوية للعمل في كنتيش هوب فيلدز، واكتسب خيالًا روائيًا واسعًا بحكم هذه التجربة والأعمال الشاقة التي أكسبته الخبرة والاطلاع، ونشر كتابًا له في عام 1933م لقي اعترافًا أدبيًا، ويليها روايات لاحقة أثرت مسيرته الأدبية، وتزوج من إيلين مود أوشوغانسي، كما حصل على دبلوم الدراسات العليا في علم النفس في يونيفرسيتي كوليدج في لندن، لكنه عانى باستمرار من تدهور حالته الصحية.^[٢][٣][٥]

أشهر مؤلفات جورج أوريل

قدّم جورج أورويل مجموعة كبيرة من المقالات والمؤلفات التي فقد بعضها، ومن أبرزها ما يأتي:

• رواية مزرعة الحيوانات: يُظهر جورج في هذه الرواية رفضه للظلم في مُختلف أشكاله، وقلقه الشديد من الحرية الفردية التي قد تتحول لسلاح ذي حدين ضد حاملها، وتجلت أفكاره في قصته الوهمية التي منح فيها الحيوانات مكانة مميزة، ومنحها السيطرة على مزرعة طردوا سكانها البشر، الأمر الذي يدل على عواقب الطمع والخيانة، ومن هنا قدم عدة تساؤلات مُختصرها، هل السيطرة والحقد تبرر لنفوس الحيوانات السيطرة على المزرعة؟ وهل ما حدث يُمثل داءً قد يُصيب الجميع بعد توليه زمام القيادة، فبعد أن كان الإنسان رمز الاستبداد والظلم، حدث أن تدخلت الكائنات الأخرى في الاستبداد رغم أنها لا تفقه كيف تعيش وماذا تصنع في المزرعة.^[٦]
• رواية الطريق إلى رصيف ويغان: يوثَّق جورج في النصف الأول للكتاب جملة من اكتشافاته للظروف المعيشية والاجتماعية الكئيبة التي تعيشها الطبقة العاملة في مدن يوركشر ولانكشر في شمال إنجلترا الصناعية قبل قيام الحرب العالمية الثانية، بينما يسرد في نصفه الآخر مقالة عن نشأته في الطبقة المتوسطة.^[٧]
• رواية هدنة لالتقاط الأنفاس: وهي رواية ذات طابَع تشاؤمي ترسم الصورة التي ترافق القلقِ ما قبل الحرب، والصراع بين الحنين للماضي والسير نحو المستقبل، ويتبيَّن من خلالها كيف أن النزعتَين الاستهلاكية والرأسمالية تُدمِّران أفضل ما في الريف الإنجليزي، وتدور الرواية حول رجل ينتمي إلى الطبقة المتوسطة الدنيا، وهو عامل في إحدى شركات التأمين ومندوب للمبيعات واسمه جورج بولينج، إذ يبدأ هذا الرجل استرجاع ذكريات شبابه بعد أن يقتني طقمًا جديدًا لأسنانه، ثم يُقرَّر بعدها الهروب والعودة إلى بلدته لوير بينفيلد وإلى منزله الذي ترعرع فيه قرب من نهر التيمز، وتمثل هذه المرحلة هدنة لالتقاط الأنفاس، إذ كان جورج دائم التفكير في المَخاطر الوشيكة للحرب التي أوشكت أن تندلع، وبالفعل تحققت مخاوفه وتشاؤماته بعد سقوط قذيفةٍ بالخطأ على بلدته التي تغير واختفى فيها كل شيء.^[٨]

رواية 1984

وهي رواية كلاسيكية الحبكة والأسلوب، تدور أحداثها في عالم يُعاني من حرب وصراع مستمرين، وحكومة تتلاعب بالجماهير، وتُخضع المواطن لنظام سياسي يدعو نفسه بالاشتراكية، إذ تُرجح السلطة فيه لنخبة من أعضاء الحزب الداخلي الذين يرفضون التفكير الحر وينعتونه بجرائم الفكر، وهنا يُجسَّد الأخ الكبير الزعيم البعيد عن الحق كليًا طغيان النظام، فهو يسعى للسلطة لا للمصلحة العامة، أما بطل الرواية فيدعى وينستون سميث، وهو عضو في الحزب الخارجي وموظف في وزارة الحقيقة المسؤولة عن مراجعة التاريخ، ويعمل بدوره في إعادة كتابة المقالات القديمة وتغيير الحقائق التاريخية بالاتفاق مع إعلانات الحزب المُتجددة، حاله حال باقي موظفي وزارة الحقيقة الذين يتلقون التعليمات بالتصحيحات المطلوبة التي تُعدل المقالات بدل التزييفات والأكاذيب، بينما يُدمر بعض الموظفين المستندات الأصلية التي لا تتضمن التعديلات المطلوبة، لإخفاء كذب الحكومة والتستر عليه، رغم أن البطل وينستون يبغض الحزب ويتمنى قيام ثورة تطيح بالأخ الكبير.^[٩]

أشهر أقوال جورج أورويل

من أشهر أقوال جورج أورويل ما يأتي:^[١٠]

• ربما لا يريد المرء أن يكون محبوبًا بقدر ما يُريد أن يُفهم.
• من يسيطر على الماضي يسيطر على المستقبل ومن يسيطر على الحاضر يسيطر على الماضي.
• أفضل الكتب هي تلك التي تخبرك بما تعرفه بالفعل.
• الطريقة الأكثر فعالية لتدمير الناس هي إنكار وطمس فهمهم لتاريخهم.
• التفكير المزدوج يعني قوة الاحتفاظ بمعتقدين متناقضين في ذهن المرء في وقت واحد، وقبول كليهما.

وفاة جورج أورويل

توفي جورج أوريل في مدينة لندن في إنجلترا في إحدى المستشفيات إثر معاناته الطويلة مع مرض السل في تاريخ 21-1-1950 وكان يبلغ من العمر 46 عامًا.^[٥]