من هو ميلان كونديرا؟

وهو أديب ومؤلف روايات وشاعر وكاتب قصص ومسرحيات بارز من رواد الأدب الحديث في القرنين العشرين والحادي والعشرين.


وهو ميلان لودفيك كونديرا، روائي تشيكي الأصل، وكاتب مسرحيات وقصص قصيرة ومقالات متنوعة، بالإضافة لكونه شاعرًا قدّم خلال مسيرته مجلدات شعرية متهورة أثارت استياءًا واسعًا بين المسؤوليين بالنظر لمحتواها، كما اشتهر بأعماله الجدلية التي جمعت بين النقد السياسي، والآراء الفلسفية والكوميديا الساخرة، بالإضافة إلى الأفلام والروايات المثيرة وذات الطابع الجريء والتحرر غير المسبوق في الأعمال الادبية التشيكيّة، لكن على الرغم من ذلك إلا أن العديد منها حظي بإعجب القرّاء، ولاقى شهرة واسعة لدى الغرب بعد حصوله على الجنسية الفرنسية وكتباته بعض الأعمال بهذه اللغة.[١]


مولد ونشأة ميلان كونديرا

وُلد ميلان كونديرا في مدينة برنو تشيكوسلوفاكيا (جمهورية التشيك الآن) في تاريخ 1-4-1929م، وهو ابن الموسيقي وعازف البيانو الشهير لودفيك كونديرا.[٢]


ثقافة ميلان كونديرا ومسيرته الأدبيّة

توجه ميلان كونديرا إلى دراسة الفنون اقتداءً بوالده، حيث درس صناعة الأفلام والسينما في أكاديمية براغ للموسيقى والفنون المسرحية، لكنه انتقل إلى التأليف والكتابة، وبدأ في مهنته الأكاديمية في تدريس الأدب عام 1958 في ذات الأكاديمية، كما قدّم مجموعات شعرية من بينها قصائد حب ساخرة وجريئة جدًا لاقت جدلًا واسعًا وإدانة من قبل السلطات التشيكية، بالإضافة إلى مجموعته (في مايو الأخير) والتي نشرها تكريمًا لزعيم المقاومة الشيوعية يوليوس فوتشيك، وقد انضم إلى الحزب الشيوعي عام 1948م، لكنه طُرد بعد عامين وأعيد قبوله بعد 6 أعوام واستمرت عضويته حتى عام 1970م.


ولم يتوقف ميلان عن الكتابة، حيث ساهم في العديد من المسرحيات والقصص القصيرة الناجحة، ومن بينها مجموعة القصص القصيرة "أصحاب المفاتيح"، وتبعها بروايته الشهيرة التي حملت اسم "المزحة"، والتي نشرها عام 1967م ولاقت شهرة عالمية بعد أن ترجمت لعدة لغات، فعرض من خلالها الحياة التشيكية الواقعية بصورة ساخرة، وصور من خلالها مصير الشعب التشيكي في ظل السياسات الستالينية، وعزز من بعدها مسيرته الروائية بروايته "الحياة في مكان آخر" والتي قدّمها عام 1969م، لكن حظر نشرها في التشيك.


وشارك ميلان كونديرا خلال حياته في تحرير تشيكوسلوفاكيا في الفترة بين 1967-1968 وذلك قبل احتلالها السوفيتي فيما بعد، ولم يُذهن ويعترف بأخطائه السياسية في تلك المرحلة فتعرض لهجوم واسع من السلطات، والتي بدورها حظرت مؤلفاته وأعماله وطردته من مناصبه الأكاديمية، كما طُرد من الحزب الشيوعي أيضًا.


وهاجر في عام 1975 برفقة زوجته فيرا هرابانكوفا من تشيكوسلوفاكيا إلى فرنسا، حيث سُمح له بالتدريس في جامعة رين، ولكنه جُرد من جنسيته التشيكية من قبل حكومة موطنه التشيكية عام 1979م، وفي نفس الوقت لم يثن هذا القرار من عزيمة ميلان في التأليف، فقد واصل الكتابة ونشر أعماله في سبعينيات وثمانينيات القرن التاسع عشر، ومن بينها كانت رواية "الضحك والنسيان" ورواية "خفة الوجود التي لا تُطاق" ولاقى جميعها إعجابًا جماهيريًا واسعًا في فرنسا، ونُشِر في الدول الأخرى، إلا أنه حُظر في جمهورية التشيك 1989م، كما بدأ بالكتابة والنشر باللغة الفرنسية، وكانت أولى أعماله كتاب "البطء"، ومن بعده رواية "الجهل" التي تحدثت عن المهاجرين التشيكيين، وغيرها من الأعمال الأخرى المميزة.[٢][١]


جوائز حصل عليها ميلان كونديرا

كُرّم ميلان بالعديد من الجوائز خلال مسيرته، من بينها الآتية:[٣]

  • جائزة الولايات في جمهورية التشيكوسلوفاكية الاشتراكية في عام 1964م.
  • جائزة اتحاد المؤلفين في جمهورية التشيكوسلوفاكية الاشتراكية في عام 1968م.
  • جائزة ميديشي لأفضل رواية أجنبية نُشرت في فرنسا عام 1973م، والتي تعود إلى رواية "الحياة في مكان آخر".
  • الجائزة الأدبية الدولية في إيطاليا عام 1978م عن كتابه (The Farewell Party).
  • جوائز الثروة الأمريكية المشتركة عام 1981م لأعماله كاملة.
  • جائزة الأدب الأوروبية في عام 1982م.
  • دكتوراه فخرية من جامعة ميشيغان في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1983م.
  • جائزة القدس في عام 1985م.
  • جائزة النقاد من الأكاديمية الفرنسية عن كتابه "فن الرواية" في عام 1987م.
  • جائزة نيللي ساكس برايس في عام 1987م.
  • جائزة الدولة النمساوية في الأدب الأوروبي في عام 1987م.
  • رتبة فارس من الفيلق الأجنبي الفرنسي في عام 1990م.
  • الجائزة الأولى للأدب الأجنبي من صحيفة إندبندنت الإنجليزية في عام 1991م.
  • جائزة ياروسلاف سيفرت عن روايته "الخلود" في عام 1994م.
  • ميدالية الجدارة التشيكية لمساهمته في تجديد الديمقراطية في عام 1995م.
  • جائزة هيردر من جامعة فيينا في النمسا في عام 2000م.


أبرز مؤلفات ميلان كونديرا

من أبرز مؤلفات ميلان كونديرا ما يأتي:

رواية كائن لا تحتمل خفّته

تدور الرواية حول 4 شخصيات مركزية تتفاوت طبيعتها وأدوارها بين الخفة والثقل، وبطلها يدعى توماس، أما الأحداث الثقيلة فهي سياسية تتمحور خلال فترة اعتداء روسيا على جمهوريّة التشيك أثناء الحرب العالمية الثانية، في ظل انتشار النظام الشيوعي الثقيل بحسب وصف ميلان كونديرا له، وخلالها يبرز دور تريزا المرأة الجامحة التي تفشل في ارتداء زي الخفة الذي يرتديه البطل تماس بشكل مستمر، حيث يبرع كونديرا خلال الأحداث في إظهار صورة الخائن بشخص يتحلى بالخفة بالرغم من أن الأخطاء البشرية تُثقل الإنسان، وتتجلى حرفية المؤلف في منح الرواية ثقلًا معنويًا وفكريًا فريدًا ومُدهشًا من خلال طريقة طرحه الحديثة والمُختلفة للأفكار والمعاني المُبهرة التي حملتها فصول الرواية رغم خلوها من الجوانب والأساليب الروائية المتنوعة.[٤][٥]


رواية الوصايا المغدورة

تُعبر هذه الرواية عن دراسة مكتوبة بصورة روائيّة تمتد إلى أجزاء مُستقلة، يظهر فن الرواية كبطل رئيسي فيها والذي يشمل روح الفكاهة التي ترتبط بصورة خفية مع الموسيقى، وتسير في ثلاثة أزمنة مختلفة يكون الزمن الأخير فيها هو الرواية الحديثة، أما الوجود فهو حكمتها، إذ يبحث ميلان كونديرا من خلاله بعض المواضيع العصرية الهامة والتي تتضمن الدعاوي الأخلاقية التي تعرض لها فن العصر الحديث، ويُشكك بماهية وتشابه الأنا اليوم مع الأنا نفسها التي كانت البارحة، ويصف الذكرى كشكل متصل بالنسيان، أما الحياء فيصوره على أنه مصدر جوهر لعصر يقوم على الفرد، ويُشير إلى أن عدم التحفظ الذي غدا قاعدة وعادة ثابتة يُوحي بزوال الشخصية الفردية، ويتطرق للقوة الخفية لإرادة الموت، وللوصايا، وما أسماه الوصايا المغدورة.[٦]


رواية الضحك والنسيان

تدور هذه الرواية حول موضوع رئيسي وهو الضحك والنسيان الذي ينبثق عن عنوانها، بالإضافة إلى الحديث عن مدينة براغ والملائكة وهي جميعها مواضيع ترتبط ببعضها البعض، إذ يضم هذا العمل الإبداعي سبع حكايات متناغمة مُستأصلة من عالم المؤلف البارع ميلان كونديرا، الذي يتميز بالذكاء والبراعة والخفة ويجمع بين المرح والفكاهة والجديّة والفلسفة في آن واحد، وبحسب وصفه لها، فهو لحن متنوع يحتوي كل جزء من أجزائه على مفتاح يقود القارئ إلى موضوع أعمق وفكرة أدق وأضخم، أما الشخصية الرئيسية في الرواية فهي تامينا، حيث أنها في نفس الوقت تُمثل شخصية المستمع الأبرز الذي تنبثق مُختلف الحكيات المتتالية عن حكايتها الخاصة وتجتمع في صورة واحدة كما لو أنها مرآة.[٧][٨]


مقولات ميلان كونديرا

من أشهر أقوال ميلان كونديرا ما يأتي:[٩]

  • صراع الإنسان ضد السلطة هو صراع الذاكرة ضد النسيان.
  • الوقت الإنساني لا يسير في شكل دائري بل يتقدم في خط مستقيم، ومن هنا لا يمكن للإنسان أن يكون سعيداً؛ لأن السعادة رغبة في التكرار.
  • الخير البشري الحقيقي بكل نقاوته وحريته يمكن أن يظهر فقط عندما لا يملك متلقيه قوة.
  • فقط الأسئلة الأكثر سذاجة هي التي تكون جادة حقًا.


ولقراءة معلومات عن غيره من رواد الأدب الحديث: إدموند سبنسر، صمويل بيكيت.


المراجع

  1. ^ أ ب "Milan Kundera", oxfordreference, Retrieved 4-8-2021. Edited.
  2. ^ أ ب "Milan Kundera", britannica, Retrieved 4-8-2021. Edited.
  3. "kundera", kundera, Retrieved 4-8-2021. Edited.
  4. ميلان كونديرا، "كائن لا تحتمل خفته"، موسوعة كتابيديا، اطّلع عليه بتاريخ 4-8-2021. بتصرّف.
  5. ميلان كونديرا، رواية كائن لا تحتمل خفته، صفحة 10. بتصرّف.
  6. ميلان كونديرا، "الوصايا المغدورة"، مكتبو فولابوك. بتصرّف.
  7. ميلان كونديرا، "رواية الضحك والنسيان"، مكتبة النور، اطّلع عليه بتاريخ 4-8-2021. بتصرّف.
  8. ميلان كونديرا، "رواية الضحك والنسيان"، مكتبة فولا بوك، اطّلع عليه بتاريخ 4-8-2021. بتصرّف.
  9. "Milan Kundera Quotes", goodreads, Retrieved 4-8-2021. Edited.