من هو يوسف السباعي؟

هو كاتب، وأديب، وعسكري، ووزير مصري، وأحد أعلام القرن العشرين.


وهو يوسف محمد محمد عبد الوهاب السباعي، يُعد من كبار الأدباء والمفكرين المصريين، وأحد أبرز الروائيين العرب الذين ساهموا في تطور الرواية العربية في العصر الحديث، وتركوا بصمتهم في العديد من المجالات الأدبية، والفكرية، والثقافية، وذلك نظرًا لامتلاكه رصيد أدبي كبير في مجال الرواية، والقصص القصيرة، والمسرحيات، وقد اشتهر بعدة ألقاب منها "فارس الرومانسية"، و"رائد الأمن الثقافي" الذي أطلق عليه بسبب دوره الكبير الذي قام به في المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية، وتميزت أعماله الأدبية بطابعها الميّال إلى الحب والرومانسية، إلى جانب كتاباته في الأدب الواقعي، والتي جسد من خلالها العديد من الشخصيات والأحداث القريبة من الواقع، إلى الحد الذي جعل الجمهور يتفاعل ويتعاطف معها، والجدير بذكره أنه قد تم تجسيد العديد من أعماله الروائية في السينما، والتلفاز والتي لاقت نجاحًا جماهيريًا كبيرًا.[١]


مولد يوسف السباعي ونشأته

ولد يوسف السباعي في تاريخ 17 من شهر حزيران/ يونيو في عام 1917م، في حارة الروم الواقعة في حي السيدة زينب أحد أحياء مدينة القاهرة، ووالده هو محمد السباعي، والذي كان كاتبًا وأديبًا ومترجمًا معروفًا، إذ ترجم العديد من الكتب الأدبية والفكرية المشهورة عن اللغة الإنجليزية، إلى جانب ترجمته "رباعيات عمر الخيام"، لذا فقد جاءت نشأته وسط بيئة شديدة الثقافة، قامت بالتأثير بشكلٍ كبير على شخصيته الأدبية، وعلى الرغم من وفاة والده وهو لا يزال في الرابعة عشر من عمره، حيث تولت أمه رعايته هو وشقيقيه، إلا أنه ورث عن والده حب الأدب، وجمال الأسلوب والتعبير.[١][٢]


مسيرة يوسف السباعي العلمية والعملية

بدأ يوسف السباعي في تلقي تعليمه الابتدائي في مدرسة "محمد علي"، ثم التحق بمدرسة "شبرا" الثانوية، وفي هذه المرحلة بدأت مواهبه الأدبية بالتفتح، وذلك من خلال مشاركته في تحرير مجلة المدرسة، والتي نشر بها أول قصة قصيرة كتبها تحت عنوان "فوق الأنواء"، إلا أنه وعلى الرغم من ميوله الأدبية، فقد اختار يوسف بعد تخرجه من الثانوية العامة دخول الكلية الحربية في مصر، والتي تخرج منها في عام 1937م، وبمجرد تخرجه تم تعيينه في سلاح الفرسان، والذي بقي فيه حتى عام 1942م، حيث تم نقله إلى سلاح المدرعات، ثم ما لبث أن التحق بالعمل كمدرس للتاريخ العسكري في الكلية الحربية، وذلك في عام 1944، وفي نفس العام حصل على شهادة أركان حرب، وفي عام 1952م تم تعيينه كمدير للمتحف الحربي في القاهرة.[٣]


إنجازات يوسف السباعي الأدبية

بدأ يوسف السباعي مسيرته الأدبية في أربعينيات القرن العشرين، وذلك من خلال تأليفه للعديد من القصص القصيرة، والتي كان ينشرها في مجلة "مسامرات الجيب"، تحت توقيع حرف "ي" فقط، إلا أنه وبعد اندلاع ثورة يوليو في عام 1952م، والتي أسقطت الحكم الملكي في مصر، انتقل للكتابة في جريدة "الجمهورية"، ثم بدأ بنشر الروايات الطويلة، وبعض التمثيليات، وقد لاقت هذه الأعمال نجاحًا كبيرًا، كما حظيت بالإقبال الكبير من قِبل الناس، وخاصة الشباب، مما منحه المزيد من الثقة في نفسه، ودفعه إلى مضاعفة جهوده الأدبية، حتى أصبح يُعد من الكتاب المكثرين في هذا المجال إلى جانب الكاتبين "إحسان عبد القدوس"، و"عبد الحميد جودة السحار".


تميزت أعمال يوسف السباعي الروائية بتنوع اتجاهاتها ومجالاتها الأساسية، فقد كتب في مجال الفانتازيا مثل رواية "لست وحدك"، ورواية "الأرض والفضاء"، وكتب في الأدب الواقعي، من خلال تصويره ووصفه للأحياء الشعبية في القاهرة، مثل رواية "السقا مات"، ورواية "نحن لا نزرع الشوك"، كما كتب في الأدب التاريخي، والمتمثل في رواياته "طريق العودة"، و"رد قلبي"، و"أقوى من الزمن"، إلى جانب إبداعه الكبير وبروزه في مجال الأدب الرومانسي، من أمثال رواية "إني راحلة"، ورواية "بين الأطلال"، إلى جانب نشر السباعي العديد من المقالات الصحفية في الصحف والمجلات، ومن ثم قام بجمعها ونشرها في عدة كتب، كما ألف ثلاث مسرحيات هن "أم رتيبة"، و"وراء الستار"، و"جمعية قتل الزوجات"، وله كتابٌ واحد في أدب الرحلات باسم "طائر بين المحيطين".[١][٢][٣]


المناصب التي تولاها يوسف السباعي

تولى يوسف السباعي بعد تقاعده من الخدمة العسكرية العديد من المناصب الأدبية والسياسية، نذكر منها ما يأتي:[٤]

  • سكرتير عام المحكمة العليا للفنون.
  • سكرتير عام لمؤتمر الوحدة الأفروآسيوية.
  • رئيس تحرير مجلة "آخر ساعة" (1965).
  • عضو في نادي القصة.
  • رئيس تحرير مجلة "الرسالة الجديدة" (1966م).
  • عضو متفرغ في المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب بدرجة وزير.
  • رئيس مجلس إدارة دار الهلال (1971م).
  • وزير الثقافة في الحكومة المصرية في عهد الرئيس السادات (1973م).
  • عضو في مجلس إدارة مؤسسة الأهرام (1976م).
  • نقيب الصحافيين المصريين (1977م).


الجوائز التي حصل عليها يوسف السباعي

نال يوسف السباعي خلال مسيرته الأدبية العديد من الجوائز والأوسمة، نذكر منها ما يأتي:[٤]

  • جائزة لينين للسلام (1970م).
  • جائزة الدولة التقديرية في الآداب (1973م).
  • وسام الاستحقاق الإيطالي من طبقة فارس.
  • وسام الجمهورية من الطبقة الأولى.
  • جائزة وزارة الثقافة والإرشاد القومي عن أحسن قصة لفيلمي "رد قلبي"، و"جميلة الجزائرية"، وأحسن حوار لفيلم "رد قلبي"، وأحسن سيناريو لفيلم "الليلة الأخيرة".


أبرز مؤلفات يوسف السباعي

من أبرز الأعمال الروائية ليوسف السباعي ما يأتي:


رواية رد قلبي

تبدأ أحداث هذه الرواية خلال الفترة الواقعة ما قبل اندلاع ثورة يوليو (1952م)، وتستمر إلى ما بعدها لتصف لنا ما ترتب عليها من تغيرات كبيرة في التاريخ والمجتمع المصري، وقد حرص السباعي على تسجيل هذه الأحداث التاريخية المهمة من خلال روايته لإحساسه بالمسؤولية تجاه بلده كونه رجلٌ عسكري والأقدر على الاضطلاع بهذه المهمة، وقد حاول الكاتب فيها الدمج ما بين الأحداث التاريخية التي حدثت بالفعل إلى جانب قصته التخيلية ذات الطابع الرومانسي، ليُخرج لنا قصة متكاملة ذات كتلة واحدة، وبنيان متماسك.[٥]


رواية السقا مات

تتمحور فكرتها الرئيسية حول فلسفة الموت، والحياة، والإيمان بالقضاء والقدر، وذلك من خلال سرد أحداثها التي تدور في عام 1921م في حي الحسينية في القاهرة، والمرتبطة بشكلٍ مباشر بصنبور المياه الحكومي الواقع في إحدى زوايا درب السماعي، والذي يتحكم فيه "سيد الدنك"، حيث يأمر وينهى أهالي الحي المتجمهرين ليملئوا المياه من هذا الصنبور، ومن هنا تبدأ الحكاية لتأخذنا معها لحقيقة ماضٍ بعيد، ولتعرفنا على ذكريات يتداولها الناس فيما بينهم.[٦]


أرض النفاق

يتناول الكاتب في روايته هذه والتي تُعد من أكثر أعماله تميزًا وشهرة موضوع النفاق في إطار نقدي فانتازي ساخر، حيث أراد من خلالها تعرية المجتمع في ذلك الوقت، وكشف أحواله والسيئات التي يعاني منها، وتدور أحداثها على لسان الراوي الذي يتعرف بالصدفة على عطار يقوم ببيع الأخلاق، فيبدأ الراوي بشراء الأخلاق منه وتناولها، إلا أنه يصطدم بالمجتمع من حوله والذي يجد أنه قد طغى عليه الكذب، والفساد، والخداع، فيلجأ أخيرًا إلى إلقاء شوال من الأخلاق في ماء النيل ليشرب منه الناس جميعًا.[٧]


أشهر أقوال يوسف السباعي

من أشهر أقوال يوسف السباعي ما يأتي:[٨]

  • نحن شعب يحب الموتى، ولا يرى مزايا الأحياء حتى يستقروا في باطن الأرض.
  • إن شر ما في النفس البشرية هي أنها تعتاد الفضل من صاحب الفضل، فلا تعود تراه فضلًا.
  • الحق مزعج للذين اعتادوا ترويج الباطل حتى صدقوه.
  • إن مبعث شقائنا في الحياة هو المقارنة بين النعم.


وفاة يوسف السباعي

توفي يوسف السباعي في تاريخ 1978/2/18م، عن عمرٍ يناهز 68 عامًا، وجاءت وفاته نتيجة اغتياله على يد أحد الأشخاص أثناء وجوده في زيارة رسمية لدولة قبرص.[٤]

المراجع

  1. ^ أ ب ت "يوسف السباعي.. فارس الرومانسية ابن رائد النهضة الأدبية الحديثة في مصر"، الدستور، 17/6/2021، اطّلع عليه بتاريخ 26/9/2021. بتصرّف.
  2. ^ أ ب عمر الدقاق، السباعي "يوسف السباعي"، الموسوعة العربية، اطّلع عليه بتاريخ 26/9/2021. بتصرّف.
  3. ^ أ ب المبدع/788a05f6-e4d6-4a69-9bbf-3db82b8f0aa1/ "يوسف السباعي"، مدينة الإذاعة والتلفزيون، اطّلع عليه بتاريخ 26/9/2021. بتصرّف.
  4. ^ أ ب ت "يوسف السباعي"، جائزة كتارا للرواية العربية، اطّلع عليه بتاريخ 27/9/2021. بتصرّف.
  5. "رد قلبي"، كتب، اطّلع عليه بتاريخ 27/9/2021. بتصرّف.
  6. "السقا مات"، مكتبة نور، اطّلع عليه بتاريخ 27/9/2021. بتصرّف.
  7. "أرض النفاق"، فولا بوك، اطّلع عليه بتاريخ 27/9/2021. بتصرّف.
  8. "Youssef El-Sebai", goodreads, Retrieved 27/9/2021. Edited.