من هو هربرت سبنسر؟

هو فيلسوف، وعالم اجتماع، ومُفكر سياسي في العصر الفيكتوري في القرن التاسع عشر.


وهو هربرت جورج سبنسر، فيلسوف وعالم اجتماع بريطاني الأصل، درس المجتمع تحت مُسمى الفلسفة التركيبية، بالإضافة لشهرته الفلسفية بسبب فكره السياسي ودفاعه عن الحقوق الطبيعية، وانتقادات الوضعية النفعية، من خلال الاستناد لأفكار ومناهج المفكرين، منهم روبرت نوزيك. [١]


مولد سبنسر ونشأته

وُلد سبنسر في مدينة ديربي التي تقع في إنجلترا، وذلك في 27-4-1820م، وكان الابن الأكبر بين أشقائه، وكان والده جورج يعمل مدرسًا، لكنه كان رجلًا غير تقليدي، ومناهض للمؤسسة ولرجال الدين، فضلًا عن تعليمه غير المنضبط وغير الرسمي إلى حد كبير، فكانت سنوات نشأته تتسم بمقاومته الكبيرة للسلطة والاستقلال.[١]


ثقافة سبنسر ومسيرته العلمية والعملية

لم يقبل هربرت عرض عمه القس توماس سبنسر بارتياد جامعة كامبريدج، الأمر الذي جعل من تعليمه العالي قائمًا على الاجتهاد الشخصي، والدراسة، والقراءة الذاتية، خاصةً في العلوم الطبيعية، ومن جهة أخرى كانت مسيرته انتقائية جدًا، فعمل مُدرسًا، ثم مهندسًا مدنيًا للسكك الحديدية، وساهم من خلال بعض الرسائل الجدلية التي تُؤكد وتنادي بمسؤولية الحكومات في الحفاظ على الحقوق الطبيعية، وأنها تلحق الضرر أكثر من النفع إذا ما تجاوزت ذلك، ثم ارتبط بالصحافة التقدمية، وقدم أوراقًا وبحوثات مختلفة، وفي عام 1848م أصبح مراجعًا فرعيًا لمجلة الإيكونوميست، وفي عام 1850م تعرف على الروائية الإعلامية جوروح إليوت واطلع على محادثاتها الفلسفية، وأعجب بقوتها الفكيرية، لكنه نفى حقيقة رغبته بالزواج منها، واستقال من وظيفته بعد أن حصل على إرث من عمه عام 1853م، ونشر الجزء الأول من كتابه مبادئ علم النفس، ويليه مجموعة مقالات حول التعليم بمختلف أنواعه؛ الفكري، والأخلاقي، والجسدي، ورفض العناصر التقليدية للمنهج التعليمي مُشددًا على أهمية تطوير الذات وحل المشكلات، واللعب الحر والتمارين البدنية، وتعليم الانضباط المستمد من التجارب الطبيعية للسلوكات، وليس من العقوبات المفروضة عليه.


واعتُمد كتابه كمنهج مدرسي في جميع كليات تدريب المعلمين في إنجلترا، وأقدم على عمل شامل تحت مسمى الفلسفة التركيبية التي شملت مبادئ علم النفس التي نشرت مضافًا لها مبادئ أخرى، بالتزامن مع علوم الأحياء، والأخلاق، والاجتماع، فكان سبنسر واحدًا من أبرز المفكرين الإنجليز المثيرين للجدل في العصر الفكتوري، فقد أكد على أهمية دراسة الظواهر الاجتماعية بطريقة علمية مُشيرًا إلى أن العلم والفلسفة هما داعمان ومعززان للفردية والتقدم.[٢][٣]


تأثير هربرت الفلسفي ومساهمته في علم النفس

صاغ هربرت سبنسر عبارة البقاء للأصلح في عام 1864م، ونادى بعدم التدخل الاجتماعي والاقتصادي، وسعى فيما بعد إلى تجميع العلوم الطبيعية والاجتماعية في برنامج ونظام مُبتكر وهو الفلسفة التركيبية، ومن هنا زعم بعض المؤرخين بأن علمي الاجتماع والأخلاق منفصلان لدى سبنسر وغير متشابكين، فيما نادى البعض بأنهما متشباكان وبشكل خاص في المذهب اللاماركي، ومن جهة أخرى اجتهد سبنسر وكافح تحت مبدأ المطالبة بالحرية والحقوق الأخلاقية القوية.[٣][٤]


كتاب التربية

لم يجد الفيلسوف هربرت التربية النموذجية المرتبطة في نظام التعليم خلال القرن التاسع عشر، وهو ما دفعه لإصدار هذا الكتاب ليبين فيه رؤيته للعملية التربوية بشكل تفصيلي، مُشدَّدا بدوره على ضرورة العناية بالعلوم المستقبلية، كالعلوم الطبيعية والبيولوجية والتي يراها هامة جدً، موضحًا الطرق المثالية لتدريسها، كما أشار في كتابه إلى عدم اكتمال العملية التعليمية بالصورة المنهجية السليمة والصحيحة إلا من خلال عنايتها بتربية الفرد بدنيًّا وأخلاقيًّا، الأمر الذي يضفي على التعليم بُعدًا إنسانيًّا مهمًا.[٥]


أشهر أقوال هربرت سبنسر

من أشهر أقوال هربرت سبنسر ما يأتي:[٦]

  • إن الهدف العظيم للتعليم ليس المعرفة بل العمل.
  • النتيجة النهائية لحماية الرجال من آثار الحماقة هي ملء العالم بالحمقى.
  • الحفاظ على الصحة واجب، قليلون يبدون واعين بوجود شيء اسمه الأخلاق الجسدية.


وفاة هربت سبنسر

توفي هربت سبنسر في مدينة برايتون في إنجلترا بتاريخ 3-12-1903 م، وكان يبلغ من العمر 83 سنة.[٢]

المراجع

  1. ^ أ ب "Herbert Spencer", iep.utm, Retrieved 12-6-2021. Edited.
  2. ^ أ ب Harry Burrows Acton, "Herbert Spencer", britannica, Retrieved 12-6-2021. Edited.
  3. ^ أ ب "Herbert Spencer", oxfordreference, Retrieved 13-6-2021. Edited.
  4. "Herbert Spencer", plato.stanford, Retrieved 12-6-2021. Edited.
  5. هربرت سبنسر، التربية، صفحة 1. بتصرّف.
  6. " Herbert SpencerHerbert Spencer Quotes", goodreads, Retrieved 12-6-2021. Edited.