ديموقريطوس

من هو ديموقريطوس؟

هو فيلسوف وعالم ذرّة من أبرز الفلاسفة في العصور القديمة قبل الميلاد.

وهو ديموقريطوس أبديرا، فيلسوف يوناني قديم، كان يُلقب بالفيلسوف الضاحك؛ إذ كان يُركز بشكل كبير على البهجة في مُختلف نواحي حياته وأفكاره، ورغم شحّ المعلومات الموثوقة عنه إلا أنه يُعد أحد مؤسسي النظرية الذرية القديمة، وأحد أقدم علماءها في التقليد الإغريقي، بالإضافة إلى معلمه الفيلسوف ليوكيبوس، الذي طوّر تلميذه ديموقريطس نظامه المُختص بالحساب المادي للعالم الطبيعي، فحظي بدوره باحترام الفيلسوف أرسطو الذي مدح طريقته، ومناقشته السليمة المناسبة للفلسفة الطبيعية، والذي عرّف العالم على أعماله التي لم يتبقَّ منها الكثير، فرغم أنه كتب ما يزيد عن 70 مقالًا، إلا أنها فقدت، وتبقى فقط ما ذكره أرسطو عنه في أعماله، ومُعظمه من أطروحة ديموقريطس المعروفة باسم الأخلاق.^[١][٢]

مولد ديموقريطس ونشأته

ولِد ديموقريطوس في مدينة أبديرا اليونانية تقريبًا في عام 460 قبل الميلاد، وكان ينتمي لعائلة ثرية ونبيلة، فوالده كان يدعم جيش زركسيس، أما ابنه فقد ورث عنه الكثير من الأموال التي استخدمها في رحلاته العلمية^[٣]، وبعد أن توفي والده سافر باحثًا عن المعرفة والحكمة مُستخدمًا أمواله التي ورثها عنه، فزار مصر وإثيوبيا وبلاد فارس والهند، ويقال أنه نزل في مدينة أثينا، كما تلقى جزءًا من تعليمه في الفيثاغورس، وكان تلميذًا للفيلسوف ليوكيبوس.^[٣]

النظريات العلمية والفلسفية لديموقريطس

اشتهر ديموقريطس بالعديد من النظريات العلمية والفلسفية، وأبرزها ما يأتي:

النظرية الكونية والذرية

استوحى ديموقريطس نظرياته الكونية من أفكار معلمه ليوكيبوس، فأكد أن الفراغ أو الفضاء له حق مساوٍ للواقع والوجود، وتصور الفراغ بأنه مساحة يتحرك فيها عدد غير حصري من الذرات التي كونت العالم المادي، مُشيرًا إلى أن هذه الذرات صغيرة جدًا وغير قابلة للتجزئة، كما أنها غير قابلة للضغط؛ إذ إنها مُتجانسة وخالية من المسام، وتختلف فقط في الشكل، والترتيب، والحجم، وسبب الاختلافات الواضحة هو انطباعات الحواس للمواد، كأن تكون ساخنة أو باردة، صلبة أو طرية، مرة أو حلوة أو غيرها، وبالتالي فإن جميع الأشياء تتكون من نفس الذرات المختلفة بالانطباعات، فمثلًا يرى بأن ذرات الماء والحديد هي نفسها، ولكن ذرات الماء مُستديرة وناعمة يصعب ربطها ببعضها البعض، أما ذرات الحديد تكون خشنة وقادرة على أن تتشبث ببعضها البعض، وتشكّل جسمًا صلبًا، وبالتالي فجميع الأشياء تتكون من الذرات نفسها، ولا يوجد شيء يفنى بالمعنى المطلق.^[٤][٢]

نظرية الإدراك

يعتقد ديموقريطوس أن الأحاسيس والصور المُدركة تُمثل طبقات رقيقة من الذرات تنبعث عن أسطح الأجسام وتُحمَل عبر الهواء، ثم إن أغشية هذه الذرات تتقلص وتتوسع، وبعضها يتقلص بشكل كافٍ لدخول العين، وأن تأثير هذه الذرات على الحواس، هو ما يُمكن الإنسان من الإدراك، إذ تُنقل الخصائص المرئية للأجسام؛ كالحجم والشكل على هذا المبدأ، ولكن قد تشوّه هذه الخصائص أثناء مرورها عبر مسافات أكبر في الهواء بسبب تعرضها للاصدطدامات بشكلٍ أكبر مع ذراته، ويُفسر التذوق بأنه يعتمد على ملمس الذرات فبعضها تكون خشنة، بالتالي تمزق اللسان وتُشعره بالطعم المرير، أما في حال كانت ملساء فإنها تتدحرج بسهولة عليه وتمنحه مذاقًا حلوًا، ومن جهة أخرى فسّر اللون على أنه ينتج عن التأثيرات التي تسبب الإحساس به، ووصفت نظرياته على أنها ادعاءات غير مقنعة، فقد نقدها أرسطو مُشيرًا لأن الأحاسيس المرئية والمسموعة والشمية والذوقية لا يُمكن أن تكون كلها ناتجة عن اللمس.^[١]

في مجال الرياضيات والهندسة

يُشير المؤرخون إلى أن ديموقريطوس قدم مساهمات في مسائل الرياضيات التطبيقية، ولكن بسبب نظريته الذرية لم يستطع التعامل معها، كما أنه كوّن فكرة حول مجموع عدد لا نهائي من المستويات المتوازية، وحاول استخدامها للحصول على أحجام المخروط والهرم، كما ذكر أرخميدس، والذي وسعها بدوره، وانتهت بوصوله إلى نظريات التكامل.^[٢]

وفاة ديموقريطس

أجمعت المصادر التاريخية على أن وفاة ديموقريطس كانت في عام 490 قبل الميلاد، وكان يبلغ من العمر 90 عامًا.^[٣]