من هو هوميروس؟

من هو هوميروس؟

هو شاعر يوناني، ومؤلف الملحمتين الإغريقيتين الشهيرتين الأوديسة والإلياذة، ويُعد واحدًا من أعظم شعراء القرن الثامن أو التاسع قبل الميلاد.

وهو هوميروس، ولم تذكر الكتب التاريخية اسمًا آخر له، كما يعتقد بعض العلماء أن اسمه يُمثل مصطلحًا شائعًا يُشير إلى المكفوفين الذين يجوبون الأرياف مع إلقاءهم الأشعار الملحمية، ومن جهة أخرى، فإن هوميروس شاعر إغريقي عظيم، ويُعدّ أحد أبرز الأدباء في العالم وأكثرهم تأثيرًا بسبب إبداعه الملحمتين الشعريتين اليونانيتين المعروفتين بالإلياذة والأوديسة، اللتان كان لهما الدور في إنارة وجه الثقافة اليونانية الكلاسيكية للعالم، وتعامل الشعب اليوناني مع هذه الملاحم كمرجع أخلاقي أكثر من عمل أدبي.^[١]

مولد هوميروس ونشأته

لم يُحدد المؤرخون تاريخ ولادة هوميروس بدقّة، ولكن قيل أنه وُلِد حوالي سنة 750 قبل الميلاد، في مدينة خيوس أو بقربها، ولكن لا يزال هناك خلاف حول ولادته، إذ ادّعت سبع مدن أنها كانت مسقط رأسه، كما أن المعلومات حول نشأته وأسرته وحتى وصفه شحيحة جدًا، وهو ما جعل العديد من العلماء يعتبرون قصائده النوافذ الأوضح لحياته، فعلى سبيل المثال خمّن البعض أنه أعمى، وذلك من وصفه الشاعر الأعمى في الأوديسة.^[١][٢]

ثقافة هوميروس ومكانته الأدبية

يُمكن استنتاج حياة الشاعر وأخذ نظرة دقيقة بعض الشيء عنه وهو يمارس حرفته بين طبقة النبلاء، من خلال تصويره الشاعر كمنشد يخدم الملوك المحليين في الأوديسة، ومن جهة أخرى، لا يمكن إنكار حقيقة أن أعمال هوميروس أثبتت أنها الأكثر تأثيرًا ليس فقط لدى شعراء العصور القديمة، وإنما عند شعراء الأدب الشعري الملحمي اللاحقين أيضًا، فعلى الرغم من وجود عدّة أدلّة نظرية تُشير إلى أن الملحمتين الإلياذة والأوديسة تُنسبان لمؤلفين آخرين، إلا أن الادعاء لا يزال قائمًا على أن هوميروس لعب دورًا أساسيًا في هاتين الملحمتين، اللتان قدمتا حجر الأساس للتعليم والثقافة اليونانية في مُختلف السنن الكلاسيكية، عدا عن كونهما العمود الفقري للتربية في الإمبراطورية الرومانية أثناء انتشار المسيحية فيها، وكان إلقاء القصيدة عن طريق الخطاب الشعري الشفهي، أكثر من إدراجها ونشرها مكتوبة، وهذا كان الشائع قبل نهاية ذلك القرن.

هرب العلماء اليونانيون من الدولة العثمانية إلى الغرب، وعبروا إيطاليا، مما ساهم في نشر ثقافتهم فيها، وخلق للملاحم الهومرية (قصائد هومريوس) تأثيرًا عميقًا على ثقافة عصر النهضة في إيطاليا، كما ساعد انتشار الترجمة على جعلها من أبرز القصائد في التقليد الكلاسيكي وأهمّها، بالإضافة إلى أن هوميروس قدّم الكثير من الأعمال الأخرى البارزة حينها، والتي ضاعت مع مرور الوقت، ومن أبرز مؤلفاته كانت (ترانيم هوميروس).^[٢][١]

الإلياذة والأوديسة

تم إنشاء الملحمتين في فترة 700-800 قبل الميلاد، وهما عبارة عن قصص ملحمية تتمحور حول العصر البرونزي أو العصر الميسيني عند الإغريق القدماء خلال فترة ازدهارهم بين 1600-1100 قبل الميلاد، أما الإلياذة فتُمثل دعاية عسكرية موجهة تبرر سيطرة الميسينين على الممر البحري الأكثر قيمة في العصر (البوسفور)، بينما الأوديسة بررت استعمار إيطاليا وصقلية للغرب، أي إن هذه الأساطير اليونانية بررت غزو وهيمنة السكان الأصليين السابقين، وتوضح الثقافة الغربية في رواية القصص، وتُظهر كيف يُمكن أن يكون الإنسان الغربي، ففي الوقت الذي منح فيه اليهود الثقافة الغربية أساسها الديني، منحها الإغريق أيضًا ثقافتهم وأجزاء من حياتهم كإحساسهم بالبطولة، وبالعلاقة الفردية للآخرين، وبوسائل وسبل التعبير عن مشاعرهم تحت مفهوم اليونانية الإنسانية، ويُمكن تلخيص كل من القصتين كما يأتي:^[٣]

• الإلياذة: تعد ملحمة طويلة مُتعرجة تروي آخر فصل في قصة اثنين من التحالفات الكبرى في العصر البرونزي تتقاتلان مع بعضهما البعض، وتنتهي باكتساح اليونانيين الذين عُرفوا حينها "الآخيان" لمدينة "تروي/إليوم" التي تقع في تركيا الحديثة الآن، وتنقل هذه الملحمة فكرة أن الحرب تُقام بين أناس مُتشابهين في الثقافة الأساسية، ولكن لكلّ منهم آلهة مُختلفة تحميهم، لكن حتى الآلهة تنتمي إلى نفس البانتيون الأساسي، والمعروف الآن بالآلهة اليونانية.
• الأوديسة: تُركز القصة على صراع أوديسيوس وعائلته للتعافي من آثار ما بعد حرب طروادة، مما يجعل أوديسيوس يكافح من أجل العودة إلى الوطن.

أشهر أقوال هوميروس

من أشهر أقوال هوميروس ما يأتي:^[٤]

• من بين جميع المخلوقات التي تتنفس وتتحرك على الأرض، ما من شيء يولد أضعف من الإنسان.
• هناك وقت لكثير من الكلمات، وهناك أيضًا وقت للنوم.
• قيمة صديق يتمتع بقلب متفهم لا تقل عن أخ.

وفاة هوميروس

لم تُحدد كتب التاريخ وفاة هوميروس بدقة، لكن ذكر أن حياته ازدهرت في الفترة بين القرن الثامن والتاسع قبل الميلاد في إيونيا (تركيا الآن).^[١]