أحمد حسن زويل

من هو أحمد زويل؟

هو باحث كيميائي رائد وعالم من العصر الحديث.

وهو أحمد حسن زويل، من أبزر الكيميائيين الذين ورثوا الأجيال ميراثًا من الإنجازات العلميّة الخصبة، فكان قامة في مجال العلوم، ومن الأساتذة النابغين المُخلصين للعلم الذين خدموا التعليم بأقصى طاقتهم، إذ كرس نفسه ليرتقي به، فتجرّع من المعرفة الكثير، ونال من العلم أعلى المراتب، وحصد جوائز ثمينة من مُختلف أنحاء العالم؛ نظرًا لمُساهمته البارزة في التدريس، وفي تقدم العلوم والتكنولوجيا التي أثمرت في نهضة المُجتمعات وازدهارها.^[١][٢]

مولد أحمد زويل ونشأته

ولد أحمد زويل في تاريخ 26-2-1946 م في مصر، وهو الابن الأكبر في عائلته التي تنتمي للطبقة الوسطى، وله ثلاث شقيقات، نشأ وترعرع في بلدة دسوق التي تتبع محافظة كفر شيخ، وتلقى تعليمه الأساسي في مدرسة حكوميّة هناك، ثم تابع تعليمه ليحصل على درجة البكالوريوس في مرحلة الشرف العليا في تخصص الكيمياء، وعمل مُعيدًا في الكليّة، ثم نال درجة الماجستير، وكانت رسالته في مجال علم الضوء في جامعة الإسكندرية، وقرر أن يستمر في مسيرته التعليميّة للحصول على الدكتوراه في الولايات المُتحدة بعد أن حصل على منحة تعليميّة من جامعة بنسلفانيا الأمريكية في علوم الليزر.^[١][٣]

مسيرة أحمد زويل العلميّة والأكاديميّة

كان زويل مُنكَبًا على العلم ساعيًا وراء المعرفة، فبعد حصوله على درجة الدكتوراه عام 1974 ميلاديًا من جامعة بنسلفانيا، تابع أبحاثه ودراساته في جامعة كاليفورنيا الواقعة في بيركلي، وانضم كأستاذ مساعد ثم مُدرس في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، ثم غدا أستاذ كرسي علم الكيمياء، وهو أعلى منصب علمي جامعي في أمريكا بعد لينوس بولينج، كما نشر العديد من البحوث العلمية في مجلات عالميّة علميّة مُتخصصة، إلى جانب العمل كأستاذ في سلسلة من الجامعات حول العالم، ومنها؛ الجامعة الأمريكية في القاهرة، ليُلقي مُحاضراته العلميّة في مُختلف الضروح التعليميّة وفي مُعظم أنحاء العالم، ومن شدة إنجازه وعظمته كمُعلم ورد اسمه في قائمة الشرف في الولايات المتحدة الأمريكية، والتي تضم أبزر الشخصيات التي ساهمت في النهضة الأمريكية، باعتباره واحدًا من أهم علماء الليزر في الولايات المتحدة والتي شملت من قبله العالمَين جراهام بل، وآينشتاين، وغيرهما.^[٣]

أبز إنجازات أحمد زويل

ساهم زويل في العديد من الإنجازات العلميّة التي فتحت آفاقًا جديدة للبحث في العلوم المُختلفة، ومن أبرزها ما يأتي:

اكتشافه في مجال علم الفيمتو

كان زويل رائدًا في دراسة التماسك والإزالة باستخدام الليزر، وكانت أبحاثه بوابةً لميلاد كيمياء الفيمتوتشيميستري، وذلك بعد ظهور تقنية ليزر الفيمتوثانية التي يرجع الفضل باكتشافها للعالم سى شانك وزملائه، وجاء بعده زويل ليستخدم المقياس الذري للزمن (عشرات إلى مئات الفيمتوثانية)، ثم يدمج الدقة الزمنية للمقياس الذري لليزر فيمتوثانية مع الدقة المكانيّة على النطاق الذري، ويُعالجها بواسطة البصريات الإلكترونية (نبضات فائقة القصر من الإلكترون) بدلًا من استخدام الأشعة السينية، وذلك بعد أن أدرك أن التحليل الطيفي للمجال الضوئي الذي يضم الأشعة فوق البنفسجية والمرئية والأشعة تحت الحمراء لا يُجدي نفعًا في دراسة حركة الجزيئات الدقيقة، إلا في حالات نادرة كالجزيئات ثنائية الذرة، إذ كان مبدأ دراسته يقوم على التحقيق في الوقت الفعلي لتفاعل كيميائي، والذي نتج عنه التفكك الضوئي لجزيء ICN بدقة فيمتوثانية، ليُحدث زويل ثورة جديدة في مجال العلوم، تبنى على إثرها ولادة فرع جديد من الكيمياء وهو الفيمتوتشيميستري، وحصد على أثرها جائزة نوبل في الكيمياء عام 1999 ميلاديًا، وبات أول باحث عربي يحصل على هذه الجائزة في المجال العلمي، فابتكر نظام تصوير سريع جدًا قائم على استخدام ليزر قادر على رصد حركة الجزيئات عند نشوئها وعند التحامها مع بعضها البعض بوحدة زمنية تُقدر بجزء من مليون مليار جزء من الثانية وهي (الفيمتو ثانية)، واستخدمت لاحقَا في الطب للتعرف على مجموعة من الأمراض بسرعة كبيرة.^[٣][٤]

اختراع المجهر الإلكتروني

قدم زويل ما يسمى بالمجهر الإلكتروني للمجال القريب المستحث بالفوتون بتقنية (PINEM)، وهي تقنية لإنتاج الصورة ثم زوالها عبر تصور المجالات الكهرومغناطيسية على أسطح الهياكل النانوية، لتُصبح من الأدوات الرئيسية لتصور التطور الزمني للأشياء ذات الحجم النانوي، وتفتح الطريق لدراسة الأجسام النانوية المفردة في علم الأحياء وعلم المواد.^[٥][٤]

الجوائز التي حصل عليها أحمد زويل

تكريمًا لجهود وأبحاث الكيميائي أحمد زويل، مُنح العديد من الجوائز والأوسمة، وهي:^[٢]

• جائزة الملك فيصل العالمية في العلوم مؤسسة الملك فيصل في عام 1989 ميلاديًّا.
• كرسي لينوس بولينج الأول، معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا في عام 1990 ميلاديًّا.
• مؤتمرات الكيمياء الفيمتية سلسلة سولفاي ونوبل والدولية في عام 1993 ميلاديًّا.
• جائزة وولف في الكيمياء من مؤسسة وولف في عام 1993 ميلاديًّا.
• وسام الاستحقاق من رئيس جمهورية مصر العربية في عام 1995 ميلاديًّا.
• جائزة التميز ليوناردو دافنشي، مويت هينيسي من مؤسسة لويس فويتون في عام 1995 ميلاديًّا.
• جائزة روبرت أ.ولش في الكيمياء من مؤسسة ويلش في عام 1997 ميلاديًّا.
• وسام بنجامين فرانكلين من معهد فرانكلين في فيلادلفيا وبنسلفانيا والولايات المتحدة الأمريكية في عام 1998 ميلاديًّا.
• جائزة نوبل في الكيمياء من مؤسسة نوبل في عام 1999 ميلاديًّا.
• وسام الياقة الكبرى للنيل وهو أعلى وسام دولة يمنحه رئيس جمهورية مصر في عام 1999 ميلاديًّا.
• وسام زايد وهو أعلى وسام رئاسي في دولة الإمارات العربية المتحدة في عام 2000 ميلاديًّا.
• وسام الأرز من أعلى رتبة قائد من رئيس لبنان في عام 2000 ميلاديًّا.
• وسام الإيسيسكو من الدرجة الأولى من أمير المملكة العربية السعودية سلمان بن عبد العزيز عزيز في عام 2000 ميلاديًّا.
• وسام الاستحقاق، وهو أرفع وسام دولة من رئيس الجمهورية التونسية في عام 2000 ميلاديًّا.
• شارة الأكاديمية البابوية الممنوحة من البابا يوحنا بولس الثاني في عام 2000 ميلاديًّا.
• وسام النيلين من الدرجة الأولى، وهو أعلى وسام دولة يمنحه رئيس الجمهورية السودان في عام 2004 ميلاديًّا.
• جائزة ألبرت أينشتاين العالمية من المجلس الثقافي العالمي في عام 2006 ميلاديًّا.
• تكريم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في بوخارست (رومانيا) في عام 2010 ميلاديًّا.
• جائزة القيادة الوطنية من مؤسسة Merage في عام 2010 ميلاديًّا.
• ميدالية بريستلي الذهبية لأعلى جائزة من الجمعية الكيميائية الأمريكية في عام 2011 ميلاديًّا.
• جائزة أفضل القادة الأمريكيين في واشنطن، بوست، وجامعة هارفارد في عام 2011 ميلاديًّا.

أشهر مؤلفات أحمد زويل

من أشهر مؤلفات أحمد زويل ما يأتي:

• كتاب الزمن: يُستمد الكتاب من نص محاضرة العالم أحمد زويل، والتي تتحدث حول ألغاز الزمن ومعجزاته، وما يتعلق به من نظريات وعلوم وعلماء، كما يتناول تاريخ قياس الزمن، ومستقبل هذا العلم، إذ تتحدد الظواهر المعروفة بالكون بمقاييسها الزمنية، بغض النظر إذا ما كانت ظواهر ثابتة أو متغيرة، فهي تنضبط بمقياس زمني لوغاريتمي يمتد من العوالم شديدة الصغر (الذرات) إلى العوالم البالغة الكبر (الأجرام الكونية).^[٦]
• حوار الحضارات: يشرح الكتاب نص المحاضرة التي ألقاها أحمد زويل بعد أن حصل على جائزة نوبل في الكيمياء، وباختصار يتحدث فيه عن بعض الحواجز التي تحول دون وصول الحضارة إلى حالة متقدمة من النظام العالمي، مؤكدًا أنه في حال تخطي تلك الحواجز، سترتقي الحضارة وتصل إلى وضع أفضل في حوار الحضارات.^[٧]
• رحلة عبر الزمن، الطريق إلى جائزة نوبل: يتبنى الكتاب رحلة تتخللها حكاية تتبع الطريق الذي سلكه فتى (وهو زويل نفسه) يُحب التجوال بحرية في المدينة الممتدة في دلتا النيل وهي مسقط رأسه، ثم يجد نفسه في كاليفورنيا بعد سنوات قليلة كخليفة للكيميائي لاينوس بولنج، ومن ثم يُمنح جائزة نوبل في الكيمياء على أثر إنجاز علمي كبير ابتدعه لعلم الفيمتوكيمياء الجديد، والذي سيُغير علوم القرن الحادي والعشرين. ^[٨]

كتاب عصر العلم لأحمد زويل

يُحاول زويل في هذا الكتاب فهم طبيعة هذا العصر، ابتداء من العلم وسيرًا إلى ما وراء العلم من إيرادات سياسية، وطاقات اجتماعية وثقافات للشعوب، وبالتالي فإن هذا الكتاب يجمع بين تجربة زويل الذاتية في عصر يقوم على العلم، وبين رؤيته الشخصية للعالم في عصر العلم هذا.^[٩]

أشهر أقوال أحمد زويل

من أشهر مقولات احمد زويل:^[١٠]

• لا أعرف كل أسباب هذه الإنجازات، لكنني أعلم أنني أحب ما أفعله ولم أرغب أبدًا في أن أستريح من أمجاد.
• ربما كان الشيء الأكثر قيمة الذي علمني إياه والدي هو أنه لا يوجد تناقض بين التفاني في العمل والتمتع بالحياة والناس.
• الحفاظ على المعرفة أمر سهل، نقل المعرفة سهل أيضًا، لكن صنع معرفة جديدة ليس بالأمر السهل ولا المربح على المدى القصير، تثبت الأبحاث الأساسية أنها مربحة على المدى الطويل، والأهم من ذلك أنها قوة تثري ثقافة أي مجتمع بالعقل والحقيقة الأساسية.

وفاة أحمد زويل

توفي الكيميائي أحمد زويل في تاريخ 2-8-2016 في الولايات المُتحدة عن عمر يناهز 70 عامًا بعد مُعاناته مع مرض السرطان الذي أصابه في العمود الفقري، وكانت وصيته ورغبته بأن يُدفن في موطنه مصر، وشُيّعت له جنازة دولية عظيمة بوجود الرئيس السيسي تكريمًا لجهوده وأعماله العظيمة.^[١١]