من هو الترمذي؟

هو إمام، وفقيه، وعالم مسلم، وأحد أعلام المحدثين، وحفاظ الحديث في القرن الثالث الهجري.


هو الإمام محمد بن عيسى بن سَورة بن موسى بن الضحاك السُّلمي الضرير البُوغي الترمذي، كان من العلماء المتقدمين في علم الحديث، وفقهه، وعلله، ومن الذين تتلمذوا على يد الإمام البخاري، نبغ الإمام الترمذي في علم الحديث، فلمع اسمه، وذاع صيته في الأمصار، وتبوأ مكانة عالية بين أئمة المحدثين، وامتاز بقدرته العالية على الحفظ والفهم، فوصفه ابن حبان "بأنه ممن جمع وصنّف وحفظ وذاكر"، أما الخليلي فقال عنه "ثقة، متفق عليه، مشهور بالأمانة، والعلم"، وقد اعتمد الترمذي منهجًا لعلمه قائمًا على الفهم، والإتقان، والبصر، ونقد الرجال، وحسن التأليف، كما ترك تراثًا علميًا غزيرًا ما زال يدرس حتى وقتنا هذا.[١]





مولد الترمذي ونشأته

لا تتوفر معلومات دقيقة عن تاريخ ولادة الترمذي في كتب التراجم، إذ تؤكد معظم الكتب أنه ولد في العقد الأول من القرن الثالث الهجري، وقد ذكر الذهبي بأنّ تاريخ ولادته في حدود سنة 210 هجريًّا في مدينة ترمذ جنوبي أوزبكستان، وذكر بعض العلماء أنّه ولد عام 209 هجريًا، وكان للترمذي العديد من الألقاب، وهي السلمي نسبةً إلى قبيلة بني سليم، وأما البوغي فنسبةً إلى بوغ وهي قرية من قرى ترمذ، نُسب الترمذي إليها لوفاته فيها، وأما لقب الترمذي فنسبةً إلى مدينة ترمذ، ويذكر بعض المؤرخين أنّ الترمذي ولد أعمى، إلا أنّ الراجح والمتفق عليه بين معظم العلماء مثل الحافظ بن حجر أنّ الترمذي ولد مبصرًا، ثم أصابه العمى في الكبر؛ نتيجةً لكثرة العلم الدراسة.[٢]


رحلات الترمذي العلمية

بدأ الترمذي رحلته في طلب العلم حوالي عام 235 هجريًّا، والتي استمرت مدة 20 عامًا، رحل فيها إلى المراكز العلمية المشهورة بخراسان، والعراق، والحجاز، وبلاد الحرمين، إذ استمع للحديث من كبار علماء المسلمين فيها، وحدّث عن شيوخها، فقد حدث عن 221 شيخًا، إلا أنه لم يدخل مصر أو الشام، وقد شارك البخاري في أغلب شيوخه، وحدث عنهم، ثم أصبح فيما بعد تلميذًا له في مدينة نيسابور سنة 250 هجريًّا، والتي بقي فيها حتى عام 255 هجريًا[٣]، ورجّح العديد من المؤرخين أنّ الترمذي قد بدأ في طلب العلم في سنٍ متأخرة، وبعد أن تجاوز العشرين من عمره؛ وذلك لأنّ أكابر شيوخه وأقدمهم وفاةً قد توفوا في حدود عام 235 هجري، ولا يوجد من شيوخه من توفي قبل ذلك، فهذا يدل على تلقيه العلم كبيرًا.[١]


شيوخ الترمذي وتلاميذه

تتلمذ الترمذي على أيدي عدد كبير من العلماء، منهم على سبيل الذكر لا الحصر:[١]

  • الإمام البخاري.
  • الإمام مسلم.
  • أبو داود.
  • إسحاق بن راهويه.
  • محمود بن غيلان المروزي.
  • قتيبة بن سعيد الثقفي البغلاني.
  • علي بن حجر المروزي.


كما تتلمذ على يد الإمام الترمذي عددٌ كبير من الطلبة، منهم على سبيل الذكر لا الحصر:[٤]

  • أبو بكر بن إسماعيل بن عامر السمرقندي.
  • الربيع بن حيان الباهلي.
  • أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي المروزي.
  • أبو سعيد الهيثم بن كليب الشاشي.


أهم مصنفات الترمذي

ألف الترمذي العديد من المصنفات من أهمها:[٥]

  • الجامع.
  • العلل الصغير.
  • العلل الكبير.
  • الشمائل المحمدية.
  • تسمية أصحاب رسول الله.
  • كتاب الزهد.
  • كتاب الأسماء والكنى.
  • كتاب التفسير.
  • كتاب التاريخ.
  • كتاب الموقوف.


الجامع (سنن الترمذي)

يٌعد كتاب الجامع من أهم كتب الترمذي، وأكثرها شهرةً على الإطلاق، وقد ذكره العلماء بعدة مسميات مختلفة، منها: صحيح الترمذي، والجامع الصحيح، وسنن الترمذي، وغيرها، وهو أحد كتب أصول الحديث النبوي، ومن كتب الصحاح الستة، ويحتوي على 3956 حديثًا، وقد اشتمل هذا الكتاب على 8 أنواع من العلوم، هي: السير، والآداب، والعقائد، والفتن، والأحكام، والأشراط، والمناقب، والأمثال وهذا الباب غير موجود في كتب الحديث الأخرى[٤]، ومن أهم ما يميز كتاب الجامع عن غيره من كتب الحديث ما يأتي:[٤]

  • حسن الترتيب وعدم التكرار.
  • ذكر مذاهب الفقهاء، ووجه الاستدلال لكل واحد من أهل المذاهب.
  • بيان أنواع الحديث الصحيح، والحسن، والضعيف، والغريب، والمعلل.
  • ذكر أسماء الرواة، وألقابهم، وكناهم، وأحوال الرواة وبيان منازلهم.


وفاة الترمذي

توفي الإمام الترمذي في مدينة ترمذ ليلة الاثنين في تاريخ 13 رجب عام 279 هجريًا، عن عمرٍ يناهز 70 عامًا.[٦]

المراجع

  1. ^ أ ب ت مریم عنان محمد البرش، حسن صحیح غریب عند الترمذي، صفحة 3-6. بتصرّف.
  2. محمد أكمل الدين الجاوي، عز المعاني والمنازل لما في جامع الترمذي من الإسناد العالي والنازل، صفحة 89-91. بتصرّف.
  3. قبلي بن هني، منهج الإمام الترمذي في الحكم على الحديث بالحسن في الجامع، صفحة 41. بتصرّف.
  4. ^ أ ب ت أبو حميد بسفورت بن ظافر الماجوني الكوسوفي، المجهول وموقف الإمام الترمذي منه في جامعة دراسة، صفحة 35-40. بتصرّف.