من هو توما الأكويني؟

هو قديس، وعالم لاهوت، وفيلسوف، وشاعر إيطالي، وأحد أعظم المعلمين في الكنيسة الكاثوليكية في العصور الوسطى.


ولد في تيرا دي لافورو في مملكة صقلية الإيطالية عام 1225، وتوفي عام 1274 في مدينة تيراتشينا الإيطالية، درس في جامعة نابولي وطور استنتاجاته الخاصة في الفلسفة من المقدمات الأرسطية، واعترفت به الكنيسة بأنه الفيلسوف واللاهوتي الغربي الأول،[١] وعمل خلال حياته كمدرس وكان له أثر كبير، وألف الكثير من المؤلفات المهمة، وسُمح له بتأسيس مدرسته الخاصة في نابولي.[٢]


حياة توما الأكويني ومسيرته العلمية والعملية

فيما يلي لمحة عن نشأة توما الأكويني ومسيرة حياته:[١][٣]

  • ولد توما الأكويني لعائلة إيطالية مسيحية، وفي سن الخامسة من عمره أرسله والداه إلى دير في مونتي كاسينو الذي يتبع النظام الديني البيندكتي (نظام ديني كاثوليكي) على أمل أن يصبح رئيسًا للدير يومًا ما، بعد أن يصبح راهبًا.
  • في عام 1239 أجبر توما على ترك الدير والعودة إلى منزل أهله بعد أن طرد الإمبراطور جميع الرهبان لأنهم كانوا مطيعين للبابا، وبنفس العام أرسلته عائلته إلى نابولي لإكمال دراسته، وبالفعل درس بجامعة نابولي، وهنا بدأ بالانجذاب إلى فلسفة أرسطو.
  • لم يمر الكثير من الوقت، حتى تخلى توما عن خطة عائلته في أن يصبح رئيسًا للدير البينديكتيني، وانضم إلى الدومينيكان أو جماعة الأخوة الواعظين؛ الذين يتبعون نظامًا دينيًا جديدًا الذي اتخذ شكلًا أكثر ديمقراطية وأكثر اهتمامًا بالتعليم والأمور العملية من الأمور الروحانية.
  • انضمام توما إلى الدومينيكان أغضب والديه جدًا، مما دفعهما إلى إرسال شقيقه إليه ليقبض عليه ويرجعه إلى البيت مرغمًا، وبقي توما أسير والديه في المنزل لأكثر من عام.
  • في خريف عام 1245 تحرر توما من أسر والديه وذهب إلى دير القديس جاك في العاصمة الفرنسية باريس، وهذا الدير هو المركز الجامعي الكبير للدومينيكان، ودرس هناك على يد القديس ألبرتوس ماغنوس.
  • بعد إنهاء دراسته تولى توما منصب الأستاذية في باريس، وعاش في بلاط البابا أوربان الرابع، وأصبح مديرًا للمدارس الدومينيكية في روما وفيتربو.
  • كان توما غزير الإنتاج والتأليف، فألف حوالي مئتي مقالاً عن اللاهوت المسيحي خلال أقل من ثلاثين عامًا، وساهم في التعليم وكان متفانيًا في المعرفة، وتوفي عن عمر ناهز التاسعة والأربعين.[٢]


فلسفة توما الأكويني وأفكاره

انصب اهتمام توما الفكري وفلسفته على فهم كيف يمكن للناس معرفة الصواب من الخطأ من ناحية دينية وبعيدًا عن المجال الأكاديمي، فأراد أن يفسر كيف يمكن للإنسان أن يتأكد من أن أفعاله ستدخله إلى الجنة، وبهذا الصدد أدرك أن الكثير من الأفكار الصحيحة لم تكن من مبدأ ديني، الأمر الذي جعله يتوصل إلى توافق المعتقد الديني والفكر العقلاني، مستشهدًا بأرسطو الذي لم يكن مطلعًا على حقائق الإنجيل بشكل عميق.[٢]


من ناحية أخرى اقترح توما أنه يمكن للإنسان استكشاف العالم من خلال العقل وحده وفق نوعين من القوانين، وهما القانون الطبيعي والقانون الأبدي أو الإلهي، فالقانون الطبيعي يمكننا من معرفة العالم من حولنا واستكشافه كأن يعرف الإنسان كيفية صهر الحديد من خلال التجربة، وفيما يخص القوانين الأبدية الإلهية فيمكن أن نعرف مصيرنا في الحياة الآخرة بالاعتماد على الوحي والكتب المقدسة وما جاء بها، ولكن اهتم توما بضرورة إعطاء القانون الطبيعي مساحة كافية من عقل الإنسان ليتمكن من استكشاف العالم، فعلى الرغم من أنه كان شخصًا مؤمنًا إلا أنه قدم إطارًا فلسفيًا يهتم بالشك والبحث العلمي المفتوح.[٢]


أهم مؤلفات توما الأكويني

إنتاج توما الإكويني الفكري كان غزيرًا جدًا، إلا أن مؤلفه المعنون بـ "الخلاصة اللاهوتية" هو أشهر مؤلفاته على الرغم من أنه لم يستطع إكماله، ومع هذا يعتبر أحد أهم الكتب الفلسفية وأكثرها تأثيرًا في الأدب الغربي، غطى توما من خلاله عدة موضوعات، مثل وجود الله، وخلق الإنسان والهدف من خلقه،[٤] وكان هذا المؤلف آخر مؤلفاته، وعندما سئلَ عن سبب عدم إكماله قال: "لا يمكنني الاستمرار، كل ما كتبته يبدو لي مثل الكثير من القش مقارنة بما رأيته وما تم كشفه لي".[٣]


بالإضافة إلى الخلاصة اللاهوتية قدم توما العديد من التعليقات المهمة على أعمال الفيلسوف أرسطو، بما في ذلك؛ "حول الروح"، و"الأخلاق النيقوماخية"، و"الميتافيزيقيا".[٤]





المراجع

  1. ^ أ ب "St. Thomas Aquinas", britannica, Retrieved 1/8/2022. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث "THOMAS AQUINAS", theschooloflife, Retrieved 1/8/2022. Edited.
  3. ^ أ ب "Saint Thomas Aquinas", franciscanmedia, Retrieved 1/8/2022. Edited.
  4. ^ أ ب "Thomas Aquinas", thefamouspeople, Retrieved 1/8/2022. Edited.