من هو رينيه ديكارت؟

هو أبو الفلسفة الحديثة، رائد الفلسفة في العصر الحديث.


وهو رينيه ديكارت، فيلسوف فرنسي، مؤسس الفلسفة الجديدة عام 1628م، والركن الثاني فيها مع فرانسيسكو بيكون، رياضي، ومبتكر الهندسة التحليلية، وهو من أهم الشخصيات في تاريخ الثورة العلمية والشخصية الرئيسية في مذهب العقلاني في القرن 17، قال عنه هيجل: "هو في الواقع المحرك الأول الحقيقي للفلسفة الحديثة". [١]


مولد رينيه ديكارت

ولد رينيه ديكارت عام 1596م في شهر مارس/آذار، تحديدًا اليوم الخامس عشر، وذلك في مدينة لاهاي الفرنسية، لأسرة من طبقة النبلاء، كان والده مستشارًا في البرلمان، وجده لأبيه طبيبًا، أما جده لأمه فكان حاكمًا لبواتيه، توفيت والدته بعد حياته بعام، فربته جدته واعتنت به[٢].


ثقافة رينيه ديكارت

تلقى علومه الأولى في بريطانيا، التي انتقل إليها مع والده وأشقائه عام 1604م، إذ التحق هناك بمدرسة لافلش أو ما تسمى بالمدرسة الملكية، التي تلقى فيه علمه في الفلسفة والبلاغة والشعر، وهو ما أكمل مسيرته عليه حتى دراسته في الكلية؛ إذ صنع منهجًا فيها للمناقشة الفلسفة القائمة على أساس رياضي، وقد أنهى تعليمه في الكلية عام 1612م، من ثم قرر حيازة شهادة البكالوريا، ومن ثم مزاولة القانون الديني والمدني من جامعة بواتيه عام 1616م، ومن هنا، أصبح حرًا في علمه واتجه إلى إكمال عقله وتفكيره، إذ قال في ذلك: "صممت على ألا التمس علمًا إلا ما اشتغلت عليه نفسي". [٣]


تطوع بعد ذلك في الجيش، الذي مكنه من التقاء الطبيب إسحق فيه وتكوين فكرة عن العلم الطبيعي الحديث، حتى قرر ترك الجيش عام 1619م، وتنقل بين الجيوش حتى واتته أفكاره الصوفية في أسس علم عجيب على شكل ثلاثة أحلام متتابعة؛ فقرر الطواف في أنحاء أوروبا لمعالجة المسائل الطبيعية بالطريقة الرياضية، وذلك لتسع سنوات حتى عام 1628 حين وصل باريس التي لم تعجبه، فقصد هولندا واستقر بها.[٤]


أساتذة رينيه ديكارت

من أهم أساتذة ديكارت الذين تأثر بهم وبآرائهم، هما؛ الأب مريسن، والأب فرنسوا مدرس الرياضيات، أما عن الأب مريسن فقد ظل ديكارت يراسله طوال حياته ويهتم لرأيه، وأما عن الأب فرنسوا؛ فهو كان يطمح إلى وضع أساس علمي رياضي يكون أساسًا للعلوم الرياضية الجزئية، وهو ما كان ديكارت يقوم به في فلسفته وأفكاره، فهي تقوم على أساس رياضي أيضًا.[٥]


منهج رينيه ديكارت

يمثل رينيه ديكارت معنى الفلسفة الحديثة بطريقة تجعله الأقدر على تمثيل القديم منها أيضًا، على عكس كل من أفلاطون وأرسطو؛ عرّابوا الفلسفة القديمة وممثلاها، يعود الفضل في ذلك إلى منهجه ومبدئه في استنباط الأفكار والنتائج، إذ إنه يتخذ ما هو بديهي أساسًا لنتائجه، ولا يعترف بغير ذلك من غير الأمور المُسَلَم لها، فقد قال في ذلك: "إن جميع النتائج التي تستهبل من مبدأ ليس بديهي لا يمكن أن تكون بديهي مهما يكن الاستنباط من حيث صورته صحيحًا، ويترتب على هذا أن جميع الاستدلالات التي أقاموها على مثل تلك المبادئ لم تستطع أن تؤدي إلى المعرفة اليقينية لشيء واحد، ولم تستطع بالتالي أن تجعلهم يتقدمون خطوة واحدة في البحث عن الحكمة"، وبهذا؛ يجد الدارس لعلم وفلسفة ديكارت، بساطة أفكاره، والنتائج الظاهرة بناءً عليها، إذ كل ما في الأمر، أنه لا شي أجلى وأوضح مما يستطيع الذهن الإنساني أن يعرفه ويستنبطه مما هو بديهي وموجود في الأصل.[٦]


ومما اتخذه ديكارت منهجًا في كتاباته واستنباط أفكاره هو الأسس الرياضية، والقواعد التي سار عليها في تحليلاته، وهي؛ قاعدة اليقين، وقاعدة التحليل، وقاعدة التأليف والتركيب، وقاعدة الاستقراء التام، وبها ومن خلالها تلافى ديكارت أي نقصٍ في علمه ومنطقه.[٧]


مؤلفات رينيه ديكارت

  • موجز في الموسيقى عام 1618 الذي ألفه وأهداه إلى الطبيب الهولندي إسحق بيكمن، الذي قال عن فضله ديكارت؛ "كنت نائمًا فأيقظني"، وذلك كان في هولندا[٨].
  • كتاب التأملات الذي نشر عام 1641، وذلك باللغة اللاتينية، خاصًا بذلك الخاص من العمداء والعلماء بباريس من دون العام من الناس، وقد شرح فيه المسائل الميتافيزيقية، وهي ما تقوم عليه الفلسفة الديكارتية.[٩]
  • كتاب مبادئ الفلسفة عام 1644 باللغة اللاتينية، عمد فيه ديكارت إلى جعله كتابًا مدرسيًا، وأهداه إلى السوربون، ومن ثم إلى الأميرة إليزابيث بعد ترجمته إلى الفرنسية عام 1647م. [١٠]
  • المقال في المنهج عام 1637، يعبر فيه عن الفكر الفرنسي في مواجهة أرسطو ونظرته في تعريف كل شيء لفهمه ومعرفته، إذ إن ذلك كما يقول ديكارت لا يساعد على تقدم العلم والفلسفة.[١١]
  • كتاب العالم؛ وهو ما كتبه عام 1629، لكنه لم ينشره خوفَا من بطش الكنيسة به.[١٢]


أشهر أقوال رينيه ديكارت

لعل أشهر أقوال رينيه ديكارت التي يعرفها من يعرفه ومن لا يعرفه هي؛ "أنا أفكر، إذن أنا موجود"، وهي أول مبدأ في فلسفته الميتافيزيقية التي وضعها.[١٣]


وفاة رينيه ديكارت

توفي الفيلسوف رينيه ديكارت عام 1650، في 11 فبراير، وقد ترك العديد من المؤلفات والأطروحات التي تدرس إلى يومنا هذا، وذلك في الفيزياء، الرياضيات، والبصريات، كما أنه قدم إسهامات في علم الأرصاد الجوية وعلم وظائف الأعضاء.[١٤][١٣]

المراجع

  1. د عبدالقادر بن محمد الغامدي، موقف رينيه ديكارت من الدين عرض ونقد، صفحة 350. بتصرّف.
  2. محمد مصطفى حلمي، مقال عن المنهج، صفحة 78-79. بتصرّف.
  3. محمد مصطفى حلمي، مقال عن المنهج، صفحة 79-82. بتصرّف.
  4. الشيخ كامل محمد محمد عويضة، ديكارت رائد الفلسفة في العصر الحديث، صفحة 12-14. بتصرّف.
  5. الشيخ كامل محمد محمد عويضة، ديكارت رائد الفلسفة في العصر الحديث، صفحة 7. بتصرّف.
  6. محمد مصطفى حلمي، مقال عن المنهج، صفحة 24-28. بتصرّف.
  7. الشيخ كامل محمد محمد، ديكارت رائد الفلسفة في العصر الحديث، صفحة 25-22. بتصرّف.
  8. محمد مصطفى حلمي، مقال عن المنهج، صفحة 83. بتصرّف.
  9. رينيه ديكارت/عثمان أمين، التأملات، صفحة 5-6. بتصرّف.
  10. الشيخ كامل محمد محمد، ديكارت رائد الفلسفة في العصر الحديث، صفحة 16. بتصرّف.
  11. الشيخ كامل محمد محمد، ديكارات رائد الفلسفة في العصر الحديث، صفحة 17. بتصرّف.
  12. د عبدالقادر بن محمد الغامدي، موقف رينيه ديكارت من الظين غرض ونقض، صفحة 351. بتصرّف.
  13. ^ أ ب توم يوريل، مقدمة قصيرة جدا ديكارت، صفحة 11. بتصرّف.
  14. د عبدالقادر بن محمد الغامدي، موقف رينيه ديكارت من الدين عرض ونفد، صفحة 350. بتصرّف.