فيثاغورس

من هو فيثاغورس؟

هو فيلسوف وعالم رياضيات من العصور اليونانيّة قبل الميلاد.

وهو فيثاغورس منارخولس، فيلسوف يوناني شهير وعالم رياضات عريق، أشهر نظرياته نظرية فيثاغورس الرياضيّة، وهو مؤسس الجمعيّة الفيثاغوريّة المسماة نسبةً له، لكن شخصيّته غامضة ومُبهمة ومُثيرة للجدل؛ إذ إنه لم يكتب عن نفسه شيئًا، وإنما استُدل عن سيرته بحسب روايات وأطروحات المُؤرخين المُعاصرين له، لكنها رغم ذلك لم تشرح فِكره وفلسفته بشكل دقيق، ومُعظمها كتب بعد مرور أكثر من 150 عامًا على وفاته، كما أن بعضها كانت مُتناقضة، مما ترك المجال للتقليد، وتزوير الحقائق والأفكار ونسبها له بغية تحقيق المجد والشهرة، وبذلك أصبح فيثاغورس عالمًا وبطلًا تاريخيًا لكنه خياليًا إلى حد ما بسبب شح المعلومات الحقيقيّة والدقيقة المثبتة عنه.^[١][٢][٣]

مولد فيثاغورس ونشأته

ولد فيثاغورس في جزيرة ساموس القريبة لسواحل تركيا حاليًا في الفترة بين 580-570 قبل الميلاد، وعاش فيها طفولته وشبابه، ثم انتقل إلى مصر وبلاد الشرق قبل أن يُسافر مع والديه إلى كروتونا جنوب إيطاليا عندما كان في سن الأربعين، ليجتهد فيها ويُؤسس مُعظم نشاطه الفلسفي، إضافةً لإنشائه الجمعيّة الفيثاغوريّة هناك، والتي كانت بمثابة مدرسة فلسفيّة، وجمعية تدعو للإصلاح ومكارم الأخلاق وطهارة النفس.^[٣]

نهج فيثاغورس الفلسفي والأخلاقي

بالنظر إلى تجزئة الأدلة المتوفرة لا يُمكن التحقق من آراء ومناهج فيثاغورس الفلسفيّة، لكن المعلومات المتوفرة عنه تدعم الاستنتاج الذي يُفيد بأنه كان شخصية تاريخية اكتسبت شهرتها بسبب حكمته، لكن يصعب توضيح ماهيّة هذه الحكمة،^[٣] ومن جهة أخرى كان فيثاغورس يهتم بالنظم الاجتماعيّة القائمة في دولته، وعندما نضج عقله وأصبح يمتاز بزعامته الفكريّة أسس جماعة مثاليّة تُحقق المَثل الأخلاقي الأعلى الذي يُناشد به والتي عرفت بالجمعيّة الفيثاغوريّة، ووَثق أعضاؤها برباط الإخاء، وكانت الفلسفة القائمة بينهم أن الجسد هو سجن للروح يجب تحطيم قيوده وأغلاله والبحث عن سبيل لتخليصه من هذه القيود بعيدًا عن فكرة الانتحار التي وصفوها بأنها غير مشروعة؛ لأن الإنسان في النهاية ملكٌ لله.^[٣]

أساتذة فيثاغورس

تتلمذ فيثاغورس على أيدي أساتذة وفلاسفة مُختلفين، منهم:^[١]

• طاليس: وهو فيلسوف من ميلتيس يكبر فيثاغورس في السن، وقد علمه في مصر علم الفلك والرياضيات.
• أناكسيماندر: وهو فيلسوف من ميلتيس يُقارب فيثاغورس في عمره، وكان يهتم بعلم الكونيات والهندسة، وقد أثر على فيثاغورس وألهمه لاختراع نظريته الرياضيّة المعروفة بنظرية فيثاغورس.
• المُفكّر بيريكيديس (Pherekydes): وقد كان معلم الرياضات لفيثاغورس.

نظرية فيثاغورس الشهيرة في الرياضيات

درس فيثاغورس الأرقام بقسميها الفردي والزوجي، كما درس أرقام المُثلثات، وهي من أساسيات الرياضيات التي ساعدته على إثبات نظريته الشهيرة، وقد اكتشف بأن رقم عشرة هو رقم مهم يُساوي مجموع أول أربع أعداد صحيحة، وهي (1+2+3+4 = 10)، أما عن نظرية فيثاغورس الرياضيّة الشهيرة فهي تنص على أنه في حال كان لدينا مُثلث يحتوي على زاوية قائمة فإن مُربع الوتر في هذا المثلث يساوي مجموع مُربع جانبيه المُتبقيين أي ضلعيه؛ إذ إنه بالافتراض أن وتر المثلث يُرمز له بالرمز (C) ويُمثل أكبر طول في قيم أضلاع المثلث، أما جانبا المُثلث يُرمز لهما بالضلع (A)، والضلع (B)، فإن صيغة نظرية فيثاغورس تكون (C2 = A2 + B2)،^[٤] ويُمكن إثباتها بالتعويض واعتبار قيمة الضلع (4=A)، وقيمة الضلع (B=5)، وعندها فإن مجموع مُربع الضلعين يساوي (36) وجذره يساوي 9 وهي قيمة الوتر (C) بحسب النظرية.^[٥]

وفاة فيثاغورس

تختلف القصص التي سُردت حول وفاة فيثاغورس، لكن ما وثق منها أن فيثاغورس وأتباعه في مدينة كروتون في كاليفورنيا كانوا يتعرضون للعنف والتهديد، بسبب طبيعة حياته المُتفردة، مما دفعه للفرار إلى مدينة ميتابونتوم اليونانية القريبة لجنوب إيطاليا، وتوفي فيها عام 490 قبل الميلاد.^[٢]