من هي ماري كوري؟
هي عالمة كيميائية وفيزيائية رائدة من أبرز علماء العصر الحديث.
وهي ماريا سالوميا سكودوفسكا، لقبها ماري كوري، وهي واحدة من النساء اللواتي تركن بصمة واضحة وأحدثن ثورة في تاريخ الفيزياء والكيمياء في العالم، وفتحت للعلماء من بعدها بابًا جديدًا لدراسة بنية الذرّة، بعد أن تحدت نفسها وظروفها القاسيّة ونجحت في دراسة النشاط الإشعاعي، لتغدو المرأة الأولى التي تحظى بجائزة نوبل للفيزياء، ومن ثم الباحثة الأعظم إلى أن نالت جائزة نوبل الثانية للكيمياء، وهذا واستثناء لم يسبق لغيرها الحصول عليه، لتبرهن للعالم الذي لم يعترف بجهودها كامرأة في بداية مسيرتها، وتُثبت له مدى ذكائها وإصرارها وقوّتها، بعد معاناة شديدة في مسقط رأسها بولندا، والتي كانت تُمجِد الرجال وتُقمَع فيها طموحات النساء. [١]
مولد ماري كوري
ولدت ماري كوري في مدينة وارسو (بولندا) بتاريخ 7-11-1867 م، لعائلة مُثقفة، فكان والدها عالمًا للعلوم الدقيقة والطبيعية، ومدرسًا للرياضيات والفيزياء في المدرسة الثانوية، ومترجمًا للكتب العلمية والشعر، أما والدتها فكانت مديرة لمدرسة ثانوية للبنات في وارسو، ولها 4 أشقاء آخرين جميعهم خريجين لجامعات عريقة عدا زوفيا التي توفيت بمرض التيفوس.[٢]
ثقافة ماري كوري ومسيرتها التعليميّة
درست ماري في مدرسة داخليّة في وارسو، كما تلقت تعليمًا من والدها الذي كان مُلهمها وداعمها الأول بعد وفاة والدتها، ثم انتقلت إلى مدرسة حكومية للفتيات، وحصلت على الدبلوم برتبة الشرف منها، وعملت بعد عام كمُدرّسة منزليّة وتمكنت من مواصلة دراستها للرياضيات والفيزياء والكيمياء، بعد أن اتفقت مع شقيقتها برونسلاوا على التعاون من أجل إكمال تعليم كليهما، ومن ثم عادت إلى وارسو لتواصل مسيرتها التعليمية في جامعة فلاينج السريّة بطريقة غير قانونيّة، وتبدأ أولى تجاربها في مجال الكهرباء والبصريات، ثم انتقلت إلى باريس لتكون هي المرأة الأولى بتاريخ جامعة السوربون الباريسيّة التي كانت قادرة على اجتياز امتحانات القبول في كليات الكيمياء والفيزياء في عام 1891 م، فكانت الأولى على صفها في الفيزياء بعد عامين من التحاقها، والثانيّة في اختبارات الحصول على درجة علميّة في الرياضيات، ومن ثم التقت بعدها بالفيزيائي الشهير بيبر كوري الذي وجدت فيه شريكها في المقاصد العلميّة، والنصف الذي يُكمل عقلها لتُصبح زوجته لاحقًا، ثم كرس الثنائي حياتهما معًا للعلم والبحث وعادت معه إلى بولندا.[٣][٢] [٤]
اكتشافات ماري كوري في مجال النشاط الإشعاعي
بعد حصول ماري على درجة دبلوم التدريس لاحقًا بعد زواجها من بيبر واصلت أبحاثها حول الخصائص المغناطيسية لمعادن متعددة، وذلك لمصلحة جمعية تشجيع الصناعات الوطنية، كما أنها كانت من كبار المعجبين باكتشاف الأشعة السينية لفيلهلم كونراد رونتجن، كما حظيت ملاحظات بيكريل عن أشعة اليورانيوم باهتمامها، فاختارات هذين الموضوعين ليكونا رسالتها في الحصول على درجة الدكتوراه، وكانت تمتلك جهازًا لقياس التيارات الكهربية الضعيفة بدقة متناهية في معملها، والذي اخترعه زوجها بيبر وشقيقه، وكانت رسالتها تنص على أنه من أهم خصائص العناصر المشعة تأيين الهواء بالقرب منها، ومن خلال البحث والعمل الدؤوب في ظروف صعبة وإمكانيات مختبرية مُتدنية وصلت للاكتشافات الآتية:[٥]
- تتناسب شدة الإشعاع طرديًّا مع كمية العنصر المشع في العينة المفحوصة.
- لا يتأثر الإشعاع بالعوامل الخارجية مثل الضوء أو الحرارة؛ وبالتالي فإن إصدار الإشعاع هو خاصية من خصائص الذرة نفسها، بغض النظر عن الحالة الكيميائية أو الفيزيائية لها.
- نشاط معدن البتشبلند (اليورانينيت) الإشعاعي أكبر أربع مرات مما ينبئ به محتواه من اليورانيوم، ومن خلال مناقشة هذا التناقض الذي لوحظ على معدن التشالكوليت، افترض الزوجان كوري أن الإشعاع صادر عن عنصر كيميائي جديد، وصمما على إيجاد هذا العنصر، وأجريا سلسلة تفاعلات كيميائيّة لفصل المعدن ليصلا في النهاية لاكتشاف عنصر البولونيوم المشع والذي سمياه استنادًا لموطن ماري الأصلي بولندا.[٥]
- اكتشفت ماري بعده عنصر الراديوم الإشعاعي والذي غدا أقوى مادة مشعة حتى الآن، وعملت على استخلاصه في حالته المعدنية النقية بمساعدة تلميذ زوجها بيبر الكيميائي أندريه لويس دي بيرن، ونجحت في ذلك، وبذلك نالت درجة الدكتوراة، وجائزة نوبل.[٥]
- طورت ماري طرقًا جديدة لفصل عنصر الراديوم عن المخلفات المشعة، واستخلاصه بكميات كافية تُتيح إمكانية دراسة خصائصه بصورة دقيقة، واستنباط ومعرفة خصائصه العلاجية، واستخدامه لاحقًا بمساعدة ابنتها ايرين للعلاج وتخفيف معاناة إصابات الحرب العالميّة الأولى.[٥][٦]
إنجازات وجوائز ماري كوري
كُرمت جهود ماري العظيمة في مجالي الفيزياء والكيمياء، ونالت العديد من الجوائز العالميّة، منها:[٦]
- جائزة نوبل للفيزياء في عام 1903، والتي حظيت بنصفها مع زوجها بيير كوري بعد دراستهما للإشعاع التلقائي الذي اكتشفه بيركيل، واكتشافهما عنصري الراديوم والبولونيوم.
- جائزة نوبل الثانية في الكيمياء عام 1911، وذلك تقديرًا لعملها في النشاط الإشعاعي، ونجاحها في إنتاج الراديوم كمعدن نقي، إضافةً لتوثيق خصائص العناصر المشعة ومركباتها، والتي باتت تُستخدم كمصادر للإشعاع في التجارب العلمية وفي مجال الطب وعلاج الأورام.
- ميدالية ديفي للجمعية الملكية في عام 1903 بالاشتراك مع زوجها بيبر.
- أهديت غرام من عنصر الراديوم في عام 1921 من قبل رئيس الولايات المتحدة هاردينغ وبالنيابة عن نساء أمريكا؛ تقديرًا لجهودها في خدمة وتطوير العلم.
- حصلت على العديد من الشهادات الفخرية في العلوم والطب والقانون والعضوية الفخرية في الجمعيات العلمية في جميع أنحاء العالم، مثل مجلس سولفي للفيزياء، ولجنة التعاون الفكري التابعة لعصبة الأمم، وغيرها، كما سجلت أعمالها وأوراق بحثها في العديد من المجلات العلمية.
- أصبحت ماري مُحاضرة في جامعة باريس واستلمت كرسي زوجها بيير في قسم الفيزياء بعد وفاته، وكانت أول امرأة تحظى بمكانة أستاذة جامعيّة حينها.[٧]
- كتبت ماري كوري بالاشتراك مع ابنتها إيرين جوليو كوري كتاب المدخل على الراديوم للطبعة الثالثة عشرة عام (1926).[٥]
أساتذة ماري كوري
تلقت ماري تعليمها على يد العديد من الأساتذة، منهم:
- جوزيف جيرزي بوغوسكي معلم الكيمياء في جامعة فلاينج.[٢]
- بول بانليفيه.
- الفيزيائي جابرييل ليبمان.
- إدموند بوتي.[٥]
- بول أبيل.[٥]
وفاة ماري كوري
على الرغم من مساهمات ماري التي ساعدت على تطور الفيزياء والكيمياء، إلا أنها تأثرت بالإشعاع الذي تعرضت له بكميات كبيرة أثناء مسيرتها العلميّة، وأصيبت بسرطان الدم، وفي 4-7-1934 توفيت في مدينة سافوي - فرنسا في مصحة سانليموز، وكانت أول امرأة يُخزن رماد جسدها في مقبرة بانثيون للعظماء، واحتُفظ بمكتبها ومختبرها في معهد كوري.[٥][٨]
المراجع
- ↑ Stanislaw Penczek and Malgorzala Sobieszczak Marciniak, Maria Sklodowska Curie Madame Curie, Page 1. Edited.
- ^ أ ب ت Stanislaw Tadeusz Sroka, Maria Sklodowska Curie, Page 1. Edited.
- ↑ Beata Dziabek, Maria Sklodowska Curie, Page 6. Edited.
- ↑ Mark Trombetta, Madame Maria Sklodowska Curie, Page 2. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ د "Marie Curie", britannica, Retrieved 23-4-2021. Edited.
- ^ أ ب "Marie Curie", nobelprize, Retrieved 23-4-2021. Edited.
- ↑ Mark Trombetta, Madame Maria Sklodowska Curie, Page 3. Edited.
- ↑ Stanislaw Tadeusz Sroka, Maria Sklodowska Curie, Page 6. Edited.