محمود غنيم
شاعر عربي مصري، من أشهر وأبرز الشعراء العرب في عصره.
ولد محمود غنيم إما في عام 1901 أو في عام 1902 في قرية مليج في محافظة المنوفية المصرية، وتوفي عام 1972، وهو شاعر مصري مشهور، فإلى جانب قصائده ودواوينه الشعرية العديدة والمنوعة له مساهمات عديدة في الأدب العربي في مجالات النقد والدراسات الأدبية، وعمل خلال حياته في مجال التعليم، فدرَّسَ اللغة العربية والأدب لسنوات طويلة،[١] واتسم شعر محمود غنيم بالتنوع والقوة، واشتهر بأنه من أبرز مَن وظفَ التراث الديني في شعره لمناصرة ودعم القضايا المعاصرة التي تعيشها الشعوب العربية والمسلمة.[٢]
نشأة محمود غنيم وحياته المبكرة
ولد الشاعر محمود غنيم في قرية مليج ونشأ فيها، كان والده مثقفًا محبًا للتعليم والقراءة ويعمل في التجارة والزراعة، ولهذا اكتسب محمود حب لمطالعة والعلم من والده منذ الصغر، وواظب على قراءة مختلف الكتب الموجودة في منزله، أما عن تعليمه فقد تلقى محمود تعليمًا دينيًا في الكتّاب، وبعد ذلك درسَ في المعهد الأحمدي في طنطا وبقي فيه لمدة أربع سنوات، وفي عام 1919 التحق بمدرسة القضاء الشرعي، ومن ثم أكمل تعليمه الثانوية في المعاهد الأزهرية وحصل منها على شهادة الثانوية، وأخيرًا تعلّم في مدرسة دار العلوم وتخرج منها عام 1929، وبعد انتهاء تعليمه توجّهَ فورًا للعمل في سلك التعليم وأصبح مدرسًا.[٣]
مسيرة محمود غنيم الأدبية
فيما يأتي لمحة عن مسيرة الشاعر محمود غنيم المهنية والأدبية:[٣]
- بدأ محمود غنيم مسيرته الشعرية في سن 17 عامًا عندما نشر قصيدة رثاء للزعيم محمد فريد، والتي لاقت نجاحًا وإعجابًا من القراء.
- بعد نجاح قصيدته الأولى كتب غنيم قصيدة رثاء أخرى في سعد زغلول، ونُشرت في كتاب “دموع الشعراء علي سعد” عام 1927.
- وكرس الشاعر محمود غنيم حياته لتدريس اللغة العربية، وعمل في هذه المهنة لسنوات طويلة تسلّم خلالها مناصب مهمة ورفيعة في تدريس اللغة العربية، وكان أعلاها منصب عميد مفتشي اللغة العربية.[١]
- أصدر محمود غنيم ديوانه الشعري الأول الذي يحمل اسم “صرخة في واد” بعد حصوله على جائزة مجمع فؤاد الأول للغة العربية عام 1947.[١]
- في عام 1961 أطلقَ غنيم ديوانه الشعري “في ظلال الثورة”، وهو بمثابة سجل للأحداث التاريخية المهمة التي شغلت الرأي العام العربي في تلك الفترة، وقد لاقى هذا الديوان شهرة ورواجًا واسعين، ولهذا حصل غنيم على جائزة الدولة التشجيعية في الشعر عام 1961.[١]
- كتب غنيم مجموعة من المسرحيات الشعرية التي لاقت نجاحًا كبيرًا، أبرزها “لب التاريخ”، و”المروءة المقنعة”، و”الجار المستعار”، و”غرام يزيد” التي فازت بمسابقة وزارة الشؤون الاجتماعية المصرية.[١]
شعر محمود غنيم
فيما يأتي مختارات من قصائد الشاعر محمود غنيم:[٤]
قصيدة شعب واحد ورب واحد
الله أكبر! شعبٌ قام شاعرُه
يَشْدُو، فأَنْصَت الأيكِ طائرْ
شعبُ العروبة صان الله وحدتَه!
تُحصَى النجومُ، ولا تُحصَى مفاخرُه
إن خطَّ أو سوَّد التاريخُ سيرته
تهتزُّ من روعة الذكرى مشاعره
إن كان ماضيه بالأمجاد محتشدًا
فما تخلَّى عَنِ الأمجاد حاضره
كالكرم طاب جنيً في كف قاطعه
وزاد من طيبه في الدَّن عاصره
مجدُ العروبة مرهونٌ بوحدتها
والخُلْف أوله ضعفٌ، وآخره
هيهات ينهض شعب بعد كَبْوتِه
إلا إذا اتحَّدتْ قلبًا عناصره!
والشعبُ وحدتهُ أقوى ذخائره
يوم الحقيقة إن عُدَّت ذخائره
هي السلاحُ بيمناه إذا خَمَدَتْ
نيران مِدْفعه، أو فُلَّ باتره
قصيدة مالي وللنجم يرعاني وأرعاهُ
مالي وللنجم يرعاني وأرعاهُ
أمسى كلانا يعافُ الغمضَ جفناهُ
لي فيكَ يا ليلُ آهاتٌ أردِّدُها
أوَّاهُ لو أجْدت المحزونَ أواه
لا تحسبَنِّي محباً يشتكي وَصباً
أهْونْ بما في سبيل الحب ألقاه
إنى تذكرتُ والذكرى مُؤَرِّقةٌ
مجداً تليداً بأيدينا أضعناه
قصيدة آمال وآلام
شُقَّ الفضاء بنورك المتجددِ
يا ليت شعري: ما تخبئُ في غدِ؟
لقد مضى عامٌ عرفتُ صروفه
وعييتُ بالغيب الذي لم يوجد
رصدوا النجوم، ورحت أرصد شيخها
شيخَ النجوم الزُّهْر، علَّك مرشدي!
يَا ابْنَ الظلام، أما تعبتَ من السُّرى؟
أبدًا تروحُ على الأنام وتغتدي
شيَّبت ناصية القرون ولم تزل
طفلاً، تُطالعنا بوجهٍ أمرَد
تمضي الحياةُ، فلا تعودُ إذا مضت
وأراك تختتم الحياةَ وتبتدي
حتَّام تضرب في الدياجي هائمًا
تهدي الأنام ولا إخالك تهتدي؟
للتعرف على شعراء عرب آخرين يمكن الاطلاع على: من هو عمر الفرا؟، وعلي الحصري القيرواني.
المراجع
- ^ أ ب ت ث ج "معلومات عن محمود غنيم"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 26/4/2023. بتصرّف.
- ↑ "تَوْظِيْفُ اَلتُّرَاثِ اَلدِّيْنِي فِي شِعْرِ محمود غنيم"، جامعة تبوك، اطّلع عليه بتاريخ 26/4/2023. بتصرّف.
- ^ أ ب "محمود غنيم.. شاعر النيل في عصر السد"، الجزيرة، اطّلع عليه بتاريخ 26/4/2023. بتصرّف.
- ↑ "قصائد الشاعر محمود غنيم"، ديوان الأدب، اطّلع عليه بتاريخ 26/4/2023. بتصرّف.