من هو المهلهل؟

هو شاعر، وفارس من فرسان العرب في العصر الجاهلي.


وهو عدي بن ربيعة بن مرّة بن هبيرة من بني جشم من تغلب، شاعر جاهلي عريق وفصيح اللسان من شعراء العرب، وهو خال الشاعر امرئ القيس، وله العديد من الألقاب، أبرزها؛ أبو ليلى، والمهلهل؛ نظرًا لأنه كان أول من هلهل، أي رقق نسج الشعر، إضافةً للقب الزير الذي منحه إياه أخوه القائد كليب؛ بسبب عكفه على اللهو ومجالسة النساء، لكنه انقطع عن المجون والشرب في سبيل الثأر لأخيه الذي قتله غريمه جساس بن مرّة، فحمل لواء الثأر، وأقام بحرًا من الدماء في سبيل الثأر لأخيه، وتجدر الإشارة إلى أنه كان من أبطال العرب من أهل نجد في وقائع وحروب بكر وتغلب التي استمرت 40 سنة، وظهرت فيها شجاعة الشاعر المهلهل.[١]


نشأة المهلهل

نشأ المهلهل في بيت سيد قبيلة تغلب ابن ربيعة، وكان فارسًا يخوض الحروب مع باقي فرسان القبيلة من أبناء الملوك ومُختلف طبقاتها، وكان للمهلهل خليل عزيز، وهو الهمام بن مرّة. [٢][١]


شعر المهلهل

يُعرف المهلهل بن ربيعة كفارس وشريف من أسياد قبيلة تغلب، وكشقيق لملكها كليب أكثر من كونه شاعرًا، لكن في الوقت ذاته نظّم العديد من الأبيات الشعرية التي ارتبط مُعظمها بالثأر والرثاء والمديح لشقيقه الملك، أما عن أدبه، فهو أدب ملحمي وحربي في ظل حرب البسوس، كما أن فيه ميزة شعرية رئيسية، وهي الانفعال والحماس الشديد، وتظهر شخصية المهلهل في شعره وفي رثائه بوضوح كرجل شديد الاضطراب والتقلب، ومن جهة أخرى امتاز رثاؤه بتشبعه بالعاطفة، فالناحية الوجدانية فيه ظاهرة بشدة؛ نظرًا لمأساته العميقة التي تجعله صادق التعبير، ومُخلصًا في شعوره تجاه المُرثى أخاه القائد كليب.[٣][٤]


ديوان المهلهل ابن ربيعة

وهو ديوان جُمعت فيه قصائد وأبيات الشاعر المهلهل ابن ربيعة التغلبي المتنوعة، إضافةً لنبذة بسيطة في المقدمة عن حياته كفارس، وعن الحرب الدموية الطويلة التي خاضها برفقة قبيلة تغلب ضد قبيلة بكر للثأر لمقتل سيدها كليب، وتتخللها الأبيات الشعرية التي كان ينشدها في مُختلف أحداثها.[٥]


من أشهر أبيات المهلهل

رثى المهلهل أخيه الملك الفارس كليب بن ربيعة بعد وفاته بالعديد من الأبيات التي وصفت شجاعته ونبله، ومنها لأبيات الآتية:[٦]

  • نعـى النُّعـاةُ كليبـاً لي فقلـتُ لهـم ** مادَت بنـا الأرض أم مادَتْ رَواســيهـا.
  • قَـتَـلْـتُــم سَـيِّــدَ الـنّـــاس ** وَمَـنْ لـيــس بِــذي مِــثْــــلِ.
  • وَقُـلْـتُــم كُـفْــؤُهُ رِجْــــلٌ ** وَلـيـــس الـرَّأْسُ كـالـرِّجْــــلِ.
  • ولـيــس الـرَّجُــلُ الـمــاجـ ـدُ ** ِمـثْــلَ الـرَّجُــلِ الـنّــــذْلِ.
  • فـتـىً كــان كـألْـفٍ مـــِنْ ** ذَوي الإِنــعـــامِ والـفَـضْــــلِ.


وفاة المهلهل

توفي الشاعر المهلهل في مدينة نجد في عام 94 قبل الهجرة، والموافق 531 ميلاديًا،[١] ويختلف المؤرخون حول قصة وفاته، لكن قيل إنه توفي جوعًا وعطشًا بعد أن منع عنه عمرو بن مالك الشراب والطعام، وقيل أيضًا أنه سممه وسقاه بماءٍ موبوء،[٧] وفي قصة أخرى يروى أنه في آخر أيام حياته ضاق بعجزه ووحدته وطلب من ابن أخيه الهجرس أن يسير في البلاد، ويسوح وحيدًا، فأوصى له الهجرس بهودج وعبدين يخدمانه، ولكن بعد أن سئما من خدمته عزما على قتله، فعلم نواياهما، فطلب منهما أن يُبلغا أهله وصيته، وأن يعداه بذلك، وكانت الوصية بيتًا من الشعر، أوصلاه لابن أخيه الملك بعد أن ذبحاه ودفناه، ويقول المهلهل فيه:[٨]

مَن مُبلّغ الأقوام أن مهلهلًا * لله دركما ودر أبيكما.

فعندما سمعته اليمامة علمت أن عمها مات مُغتالًا، لأنه لا يقول بيتًا ناقصًا أو مهلهلًا، فتكملة البيت كالآتي:

مَن مُبلّغ الأقوام أن مهلهلًا * أضحى قتيلًا في الفلاة مجندلا.

لله دركما ودر أبيكما * لا يَبرح العبدان حتى يُقتلا.

وكانت تكهنات اليمامة صحيحة فأقر العبدان بفعلتهما بعد أن قُبض عليهما وعُذبا واعترافا بقتل المهلهل.

المراجع

  1. ^ أ ب ت الموسوعة الشعرية، كتاب معجم الشعراء العرب، صفحة 347. بتصرّف.
  2. ديوان المهلهل بن ربيعة، طلال حرب، صفحة 12-13. بتصرّف.
  3. طلال حرب، ديوان مهلهل بن ربيعة، صفحة 8. بتصرّف.
  4. شوابح منال، مــــوازنـــــة بيـــــن بكائيــــات المهلهل بن ربيعة والخنســاء، صفحة 41. بتصرّف.
  5. المهلهل بن ربيعة، "ديوان المهلهل بن ربيعة"، وكالة المخابرات المركزية، اطّلع عليه بتاريخ 8-6-2021. بتصرّف.
  6. مُهيّة عبدالرحيم خضر ناصيف ، الملك في الشعر الجاهلي، صفحة 74. بتصرّف.
  7. طلال حرب، ديوان مهلهل بن ربيعة، صفحة 18. بتصرّف.
  8. شوقي عبد الحكيم، الزير سالم: أبو ليلى المهلهل، صفحة 144-145. بتصرّف.