من هو بارمنيدس؟
هو فيلسوف يوناني، مؤسس المدرسة الإيلياتية الفلسفية، ويُلقّب بأبي الميتافيزيقيا.
تاريخ ميلاد الفيلسوف بارمنيدس غير مؤكد، ولكن رجحت معظم المراجع أنه ولد حوالي عام 515 قبل الميلاد في إيطاليا، وتوفي في عام 450 قبل الميلاد،[١] ويعد من أشهر وأهم فلاسفة عصره وأهم فيلسوف في عصر ما قبل سقراط، وأثرت أفكاره وفلسفته في أرسطو وأفلاطون، وهو من أول الفلاسفة الذين انتهجوا الفكر العقلاني في الفلسفة، فاعتمدت فلسفته على العقلانية، واعتقد أن الإدراك والمعرفة يأتيان من العقل لا من الحواس.[٢] وقد ألف بارمنيدس قصيدة ميتافيزيقية صعبة وعميقة ساهمت في إكسابه شهرة كبيرة.[٣]
نشأة بارمنيدس وحياته
ولد بارمنيدس في مدينة إيليا التي تقع على ساحل كامبانيا جنوب المكان الذي يُسمى اليوم بإيطاليا، ومن هنا جاء اسم فلسفته الإيلياتية، وولد بارمنيدس لعائلة ثرية أرستقراطية وعاش طفولة جيدة وفارهة، وكان أحد أفراد عائلته يشغل منصبًا من مناصب طبقة النبلاء، الأمر الذي أثر في طفولته وجعله مهتمًا بالمجال السياسي الذي أثر بدوره على أفكاره وفلسفته، وخلال مرحلة من حياة بارمنيدس كان تمليذًا للفيلسوف كزينوفانيس الذي يعد أول مفكر وفيلسوف يفكر في وجود الله ومعناه، ولهذا يسمى بالشخص اللاهوتي الأول في التاريخ.[٢] ووضع عائلة بارمنيدس الاجتماعي المرموق سمح له بالتعليم والانخراط بالأنشطة الفكرية على عكس باقي أقرانه من الطبقات الأخرى الذي انخرطوا في العمل المشترك والتجنيد العسكري.[٤]
فلسفة بارمنيدس وأفكاره
الفكرة الأساسية لفلسفة بارمنيدس أنه يمكن إيجاد الحقيقة والمعرفة من خلال العقل والتفكير المنطقي فقط، وأن الحواس والخبرات ليس لها علاقة بالإدراك والمعرفة، وأن الوصول إلى الحقيقة سيكون بالاستناد إلى احتمالين، إما أن يكون الكائن موجودًا أو غير موجود، ويعتقد أنه لا يمكن التحدث عن شيء غير موجود؛ لأنه بنظره بعيدًا عن الحقيقة،[٥] وفيما يأتي لمحة عن فلسفته وأفكاره:[٢]
- يقترح بارمنيدس أن الوصول إلى المعرفة يكون بطريقتين، إما الحق أو الرأي، ويرجح الطريقة الأولى على الثانية؛ لأن الآراء بالنسبة له مليئة بالتناقضات وعدم اليقين.
- يقول بارمنيدس أن الوجود مرتبط بمفهوم الخلود، وحجته في هذا الرأي أن الكائن الحي إذا تحوّل إلى شيء آخر فإنه لم يعد كما هو ولم يعد موجودًا، وهذا أمر مستحيل بالنسبة له.
- قدم بارمنيدس مقترحات في مجال التشريع لمسقط رأسه إيليا، ويُقال إنه هو مَن كتب القوانين التي حكمت المدينة وسكانها، وبالفعل لاقت اقتراحاته استحسانًا من السكان رأوا أنها ستطور المدينة وتوفر لهم الازدهار.
قصيدة بارمنيدس
تعد قصيدة "عن الطبيعة" الفلسفية المعقدة الشيء الوحيد المكتوب له، تتحدث القصيدة عن الفلسفة واكتشاف الوجود، وتتألف من ثلاثة أجزاء، هي المقدمة، والآليثيا "الطريق إلى الحقيقة"، والدوكسا "طريقة الرأي"، يروي بارمنيدس في الجزء الأول منها رحلة شاب للقاء الآلهة التي تكشف له أسرار الوجود التي لم يكتشفها البشر، ويناقش في الجزء الثاني فن التمييز بين الحقيقة والرأي البشري، ويطرح فيه نظريته التي تقول إنه لا يوجد شيء بين الوجود والعدم فإما أن يوجد الشيء أو لا يوجد، وفي الجزء الأخير من القصيدة يطرح بارمنيدس فلسفته وأفكاره عن أصل الكون من خلال شرح هيكل الكون في ضوء نظريات فيثاغورس، ويؤكد على أن إدراك الإنسان الذي يعتمد على التجارب الحسية هو إدراك خاطئ وخادع.[٥]
المراجع
- ↑ "Parmenides Biography", thefamouspeople, Retrieved 13/10/2022. Edited.
- ^ أ ب ت "Parmenides: biography, thoughts and contributions", warbletoncouncil, Retrieved 13/10/2022. Edited.
- ↑ "Parmenides", plato.stanford, Retrieved 13/10/2022. Edited.
- ↑ "Parmenides", totallyhistory, Retrieved 13/10/2022. Edited.
- ^ أ ب "Parmenides", famousphilosophers, Retrieved 13/10/2022. Edited.