من هو توماس هوبز؟

هو فيلسوف، ومُفكر سياسي واجتماعي، ومؤرخ، وعالم من رواد القرن السابع عشر.


وهو توماس هوبر، فيلسوف إنجليزي، تميز بفكره المُعاصر، ورؤيته للعالم من منظور اجتماعي وسياسي، وذلك من خلال ربط الحياة بالسلام البشري، وتجنب أخطار الصراعات الأهلية، وانعدام الأمن العالمي الذي يُسبب الخوف الجماعي من الموت العنيف، ويؤكد استحالة التعاون البشري، وأشعلت تفسيراته حالة من الجدل فاستاء البعض من نظرته للبشر على أنهم مصالح ذاتية بحتة أو كائنات أنانية، واستثنى البعض الآخر استنتاجاته السياسية، فيما قبلها مُعظم العلماء مُشيدين بتفكيره العميق الذي يفهم الدوافع البشرية، واشتهر بدوره بنظرية العقد الاجتماعي.[١][٢]


مولد توماس هوبز

ولد توماس هوبز في مدينة ويستبورت في ولاية ويلتشير غرب إنجلترا، في تاريخ 5-4-1588م، وكان والده نائبًا لكنيسة أبرشية صغيرة في ويلتشير، لكنه اختفى تاركًا ابنه توماس وشقيقين آخرين في رعاية شقيقه بعد أن اشترك في شجار على باب الكنيسة، مما تسبب له بالعار.[٣][٤]


ثقافة توماس هوبز وتعليمه

التحق توماس هوبز في مدرسة في ويستبورت بينما كان عمره 4 سنوات، ثم انتقل منها إلى مدرسة خاصة، وعندما بلغ سن 15 عامًا ارتاد كلية ماجدالين هول في جامعة أكسفورد، وحصل منها على شهادة في الفنون التقليدية، ومن ثم تطور اهتمامه بالخرائط التي كان يدرسها في أوقات فراغه، وحصل على شهادته من جامعة أكسفورد عام 1608م، ثم عمل معلمًا للشاب ويليام كافنديش إيرل ديفونشير الثاني، وخدم هوبز العائلة النبيلة وشركاءهم فعمل مترجمًا، وأمينًا للحسابات، ورفيقًا للسفر، وممثلًا للأعمال، ومستشارًا سياسيًا ومُساعدًا في العلم.


وعندما دخلت عائلة كافنديش التي اتصلت بالجانب الملكي في الخلافات بين الملك والشعب، والتي امتدت حتى أربعينات القرن السادس عشر، واشتدت خلالها الحروب الأهلية الإنجليزية التي استمرت خلال الأعوام 1642-1651م، إضافةً لعمل توماس في نيوكاسيل أبون تاين مع ابن عم ويلييان وشقيق نيوكاسل تشارلز كافنديش في مركز أكاديمية ويلبيك التي تعد شبكة غير رسمية من العلماء تم تسميتها باسم أحد المنازل العائلية في دير ويلبيك، وخلال هذه المرحلة ازدهرت أفكار هوبز بشكل كبير وزادت اهتماماته السياسية والفلسفة الطبيعية، وأصبح عضوًا في العديد من شبكات المثقفين في إنجلترا، كما تعرّف في باريس على مارين ميرسين، ورينيه ديكارت، وغيرهم، وحضر اجتماعات عدّة للهيئة الإدارية لجمهورية مصر العربية وشركة فيرجينيا، وواجه قضايا سياسية وقضايا تتعلق بقيادة الكنيسة الأنجليكانية، ومن جهة أخرى اطلع هوبز على مُختلف العلوم، وكان أبرزها؛ البصريات التي تميز بها، كما تتبع أشكال وأحجام المادة، ودمج بعض دراساته للعلوم بدراسات جاليليو حول الأجسام الأرضية، لكن أكثر ما اشتهر به كان فلسفته السياسية.[٣][٢]


نظرية توماس هوبز البصرية

تُعد نظرية هوبز البصرية من أبرز مساهماته في مجال العلوم الطبيعية، وتتحدث نظريته البصرية عن طبيعة الضوء، وكيفية انتقاله من أشعة الشمس إلى الأرض، وعن خصائص الانعكاس والانكسار، بالإضافةِ إلى عمل توماس العديد من الأدوات البصرية حينها، مثل: العدسات والمرايا، وتقديمه العديد من المراسلات والأطروحات القصيرة التي تناولت جملة الموضوعات التي بحث بها، فجاءت نظريته الضوئية لتؤكد أن التوسعات والتقلصات لمصدر الضوء الأصلي مثل الشمس تنتقل عن طريق ملامستها لوسط موحد منتشر؛ إذ إن هذا الوسط يُحفز العين والأعصاب المتصلة بها مُشكلًا في النهاية ما يُشبه الوهم، أو صورة حسية في الدماغ، وبالتالي وحسب نظريته لا تحتاج صفات الصورة الحسية لشرح صفات الشيء المدرك، وبالمقابل فإن المادة والحركة، أي حركة مصدر الضوء واضطراب الأغشية الحسية والجهاز العصبي هي ما يجب استحضاره ودراسته.[٣]


فلسفة توماس هوبز

يُعد توماس هوبز أحد أبرز الفلاسفة السياسيين الذين نافسوا الأعمال والكتابات السياسية لأفلاطون وأرسطو وراولز وغيرهم من الفلاسفة العظماء، واشتهر هوبز بتطويره الأولي لنظرية العقد الاجتماعي، وهي تمثل طريقة لتبرير المبادئ أو الترتيبات السياسية بالاحتكام لاتفاقية تُجرى بين الأشخاص الأحرار العقلانيين والمتساويين، وكان لابتكاره المنهجي تأثير بَنّاء وعميق على العمل اللاحق في الفلسفة السياسية، كما كانت فلسفة هوبز الأخلاقية تقل نوعًا ما عن فلسفته السياسية؛ إذ إن نظريته اتسمت بالغموض، ولم تلقَ الإجماع العام على محتواها، واعتبرها معظم العلماء نوعًا من النسبية الذاتية أو الشخصية والأنانية، ويُقال إنه اعتنق الأنانية النفسية كأساس لنظريته الأخلاقية المرفوضة على نطاق واسع حاليًا، ويعزى السبب في ذلك لعدم وجود دراسة منهجية كاملة لعلم النفس الأخلاقي لهوبز حينها،[٢] ومن جهة أخرى شكلت الحرب الأهلية الإنجليزية نظرة عميقة لديه وساهمت في تطوير فلسفته السياسية، فاعتقد أن الحكومة التي يرأسها ملك مطلق يمكن أن تضمن إنفاذ العقد الاجتماعي فاقترح السماح للملوك الوراثيين بالحكم بسلطة مطلقة، مُجادلًا بأن الفوضى ستنجم عن الافتقار لسلطة مركزية قوية[٤].


أشهر أقوال توماس هوبز

من أشهر أقوال توماس هوبز ما يأتي:[٥]

  • الجحيم هو رؤية الحقيقة بعد فوات الأوان.
  • القوة والاحتيال في الحرب هما الفضيلتان الأساسيتان.
  • الكلمات عدادات الحكماء ومال الحمقى.
  • مصدر كل جريمة هو عيب ما في الفهم، أو بعض الخطأ في المنطق، أو بعض القوة المفاجئة للعواطف، وعيب الفهم هو الجهل في التفكير والرأي الخاطئ.


وفاة توماس هوبز

توفي جيمس هوير في هاردويك هول في ديربيشاير في إنجلترا بتاريخ 4-12-1679 وكان يبلغ من العمر 91 عامًا.[٣]

المراجع

  1. "Thomas Hobbes: Moral and Political Philosophy", iep.utm, Retrieved 10-6-2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت "Hobbes’s Moral and Political Philosophy", plato.stanford, 30-4-2018, Retrieved 10-6-2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث Tom Sorell، "Thomas Hobbes"، britannica، اطّلع عليه بتاريخ 10-6-2021. Edited.
  4. ^ أ ب "The Political Philosophies of Thomas Hobbes and John Locke"، utc، اطّلع عليه بتاريخ 10-6-2021. Edited.
  5. "Thomas Hobbes Quotes", goodreads, Retrieved 10-6-2021. Edited.